فـي حـضـرة الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

كـأنّـنـي واقـفٌ أسـتـــكـشـــــفُ الـطـــــرُقـا   ***   وكـانَ وجـهـي مـن الأوجـــــاعِ مُــــــــــنـبـثـقـا

وإنّ مـمـلـكـتـي رؤيــــــــا تـحــــــاصـرُنـي   ***   ومـهـدُهـا شــــــــاعـرٌ فـي الـلـيــــلِ قـــد وثـقـا

وإنّ جـوعـي إلـى وحــــيٍ يـعــــذّبُـــــنــــي   ***   مُـذ كـنـتُ طـفـلاً رسـمـــــتُ الـمـوجَ والـغـرقـا

رسـمـتُ وجـهـاً اذا مــــــا الـلـيـلُ طـاردَنـي   ***   أغـارَ فـي الـلـيــــــلِ شـمـسـاً نـــــــازلَ الأفـقـا

وجـهَ الـحـسـيـــــــــنِ إذا مـا الـتـيـهُ أرّقـنـي   ***   أمـضـي إلـيـه فـلا تــيـــــــــــــــــــهـاً ولا أرقـا

هـذي نـبــوءاتُ وحـيٍ كـيـــف تـفـهـمُـهـا ؟   ***   وتـدركُ الـهــــــــــــمَ والأحـزانَ والـقـــــــــلــقـا

وتـدركُ الـشــــــــــوقَ لا وصــــلاً يـعـلّـلُـه   ***   ولا الـمـســـــــافـاتُ تُـنـسِــــــــيْـهِ فـقـد عـشـــقـا

قـد عـدّتُ مـن رحـلـةٍ كـــــــانـت تـؤرّقُـنـي   ***   لا بـيـــــــــتَ فـيـــها ولا أبـــوابَ لا نـــــــــفـقـا

وجـئـتُ عـنـــــــــدكَ أبـكـي كـي تـوحّـدَنـي   ***   إذا بـبــــــــــابِـك كـفٌ فـيّ قـــــــــــــــــد طـرقـا

إذا بـصـــــــوتِـك مـفــــــــروشٌ يـرحّـبُـنـي   ***   مـا زال يـنـبـضُ فـيّ الـصـــــــــوتُ مُـذ نـطــقـا

عـلّـمـتـنـي كـيـف أنّ الـدمـعَ نـــــــــــــافـذةٌ   ***   وأنّ مـن حـزنِـهـا لـلـشـــــــــــمـسِ مُـنـطـــــلـقـا

عـلـمّـتـنـي أنّ وجـهـي لا يـســــــــامـحُـنـي   ***   وأنّـنـي خـلــــــــــفُـه أسـتـــــبــــدلُ الـــحــــــدقـا

عـلّـمـتَـنـي كـيـف يـبـقـى الـوردُ مُـــزدهـراً   ***   رغـم الـظـــــــــلامِ ورغـم الـبـــــــــردِ مـؤتـلـقـا

عـلّـمـتـنـي أنّ شـمــــــسـي دونــهـا حـجـبٌ   ***   وأنّ لـيـلـي إذا طــــاوعْـتُـــــــــــــــــــــه عـــلـقـا

عـلّـمـتـنـي أنّ جـــــــــرحَ الـمــاءِ مـنـدمــلٌ   ***   وأنّ أشـرعـةَ الآتـيــــــــــــــــــــــــــنَ دفءُ لـقـا

عـلّـمـتَـنـي أنّ خــــــوفـي لا يـعـــــلّـمُـنـــي   ***   وأنّ قـلـبـي إذا طـــــــــــــوّقـتُــــــــــــــــه خـفـقـا

أنـا بـبـــــــــابِـك مـدفـــــــــونٌ بـأسـئـلـــتـي   ***   بـوحـي يـؤجّـلُ بـوحـي كـيـفــــــــــــــــمـا اتـفـقـا

أسـتـفُّ لــــحـظـةَ أن أمـشـــــــي بـلا قــــدمٍ   ***   نـحـو الـحـسـيـنِ وعـيـنـي تـغـــــــــزلُ الـطـرقـا

فـي كـربـــــلاءَ سـمــــاءٌ لـــسـتُ أدركُــــهـا   ***   ولـسـتُ أهـوى ســــــــــواهـا جـئــــــتُـهـا شـبـقـا

أمـشـي كـأنّـي الـرؤى لا فـجـرَ يـسـبـقُـنــــي   ***   كـأنّ أجـنـحـتـي مـن غـربـتـي خُـــــــــــــــــلِـقـا

هـذا أنـا دائـــمـــــاً فـي رَكـبِ قـــــافــــــلـــةٍ   ***   نـاخَ الـسـحـابُ لـهـا ظـهـراً ومـا لَـحِـــــــــــــقـا

مـن ألـفِ عـامٍ ونـيـفٍ لـيــــــس يـسـبـقُــــهـا   ***   سـيـلُ الـمـنـايـا ولا حـبـلٌ بـمـا شـنــــــــــــــــقـا

نـمـضـي الـيـه وأمـضـي كـم يـعـــــلّـــــلُـنـي   ***   أنّ الـطـريـقَ عـلـى أوجـاعِـه انـبـثـــــــــــــــــقـا

لـكـنّـنـي رغـم مـا حــــــاكـــــتْ خـرائـطُـهـم   ***   مـا تـاه قـلـبـي ولا شـاهـدْتُ مُـفـتـــــــــــــــــرَقَـا

 

أحـمـد الـخـيـال الـجـنـابـي

المرفقات

: أحمد الخيال