الـسـفـيـرُ الـمـهـيـب

 

إلـى سـفـيـرِ الإمـامِ الـحـسـيـنِ (عـلـيـه الـسـلام) مـسـلـم بـن عـقـيـل بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام).. 

 

أخـبِـرِ الأرضَ أنَّ وجــــــــهَـكَ أولـــــى   ***   أنْ تَـخُـطَّ الـحـيـــــــــــــاةُ فـيـهِ مُـصـلـى

أخـبـرِ الـدمـــــــــــــــعَ أنَّ كـلَّ الـمـنـاديــــــــــــــــلِ قـنـاديــــلُ، لـو مَـــجـيــــــــؤُكَ أدلـى

أخـبـرِ الـيــــــــــــــــــــــابـسـيـنَ أنَّـكَ فـــــــــــــــــلّاحٌ سـيـدنـو لـيـصــحـوَ الـرمـلُ نَـخْـلا

أخـبـرِ اللهَ أنَّ مَـنْ عـشـــــــــقَ اللهَ سـيـنــــــــــــــمـو بـداخـــــلِ الـقـبـــــــــــــــــــرِ طـفـلا

ثـمَّ يـخـتــــــــارُ أنْ يـكـــونَ ضـريــحـاً   ***   يُـرغـمُ الـدهــــــــــــــــرَ أنْ يَـظـلَّ الأجـلّا

فـهُـوَ الآنَ قـبــــــــــةٌ يـتــــــــــــــــدلـى   ***   فـوقَـهـا الـنــجــمُ راغـبــــــــــاً أنْ يُـخـلـى

بـيـنَـهُ والـنـضـــــارِ، عـلَّ بــــريـــــــقـاً   ***   مـن مُـحـيَّـــــــــــــاهُ ســوفَ يَـقـبـلُ أن لا

يـعـتـلـي لـحـظـةً عـلـى الـشـمـسِ أو أنْ   ***   هـيَ تُـلــــــــقـي فـي وجـهِ مُــسـلـمَ رحـلا

الـسـفـيــــــرُ الـمـهـيـــبُ حـيــــــنَ يـداهُ   ***   ثَـمَـرٌ يـشـبـهُ الـــــــسـمــــــــاواتِ فـضـلا

مـسَّ كـوفـانَ فـاكـتـسـى الـنـهــرُ مـــاءً   ***   آخـراً، يـنـتــــــــــــمـي إلــــــى اللِه شـكـلا

إنَّـهُ مــــاءُ قـلـبِـهِ حـيـنَ أجـــــراهُ فـكـنَّـــــــــــــــى قـفـرَ الـمـفـــــــــــــــــــــــازاتِ سَـهْـلا

حـيـنَ نـــــــــــــــــــادى ولـم يـكـنْ أحـــــــــــــــــدٌ يـهــــــجِـسُ أنَّ الـنـبـيَّ فــــيـهِ تَـجـلّـى

والـنـبــــــوّاتِ كـالـنـبـيـيــــــنَ طــافـتْ   ***   مـلءَ مـكّــــــاتِ خـــــــــــافـقـــيـهِ فَـأبـلـى

يـومَ فـي الـكـوفـةِ الـقـديـــــــمـةِ أوحـى   ***   أنَّـهُ مُـخـرِجٌ مـن الـنــــــــــــســـفِ نـسْـلا

كـــــانـتِ الأرُض لا تـــــــــــــــراهُ وكـــــــــــــانَ اللهُ يـزجـــــي لـحَـيـــرةِ الأرضِ رُسْـلا

يَـتَـنـــــامَـوْنَ فـي يـديــهِ شـفـــــــــــاراً   ***   تـتـمـنّـى، وأوجـــهـــاً تـتــــــــــــــــــمَـلّـى

آنَـهـا اهـتـــــــزّتِ الــحـيــــاةُ حـيــــــاةً   ***   وربَـتْ كــــــوفـةُ الـمـــهـيــــضـيــنَ قـتـلا

ونـمـتْ هـيــــــكـلاً وشـكــــلـهـا اللهُ بـســـــــــــــاتـيـنَ، ثـمَّ صــــــــــــــــــــــــارت مَـحِـلا

لـلـبـلاغـــــــــــــاتِ، فـانـبـرى الـمـتـنـبـــــــــــــي مـــارداً مـن تـرابِـهـا صــــــــاغَ أغـلـى

ذهـبِ الـقـولِ فـي قـصـــــــائـدَ صـارتْ   ***   حـولَ جـيـــــــدِ الـمـدى قـــــــلائـدَ أحـلـى

هِـيَ كـوفـــــــانُ مـسـجـدُ الـعُـمْـقِ، وهْــــــــــــــيَ الـمـرأةُ الـحــــــــلـوةُ الـتـــــي تـتـسـلّـى

بِـمُـلُـــوكٍ يَـبـدونَ ثـمَّ يَـبـيـــــــــدونَ فـتــــــــــــــزهـو بـــــــــــــــــــــأنَّـهـا لـــــيـسَ تَـبـلـى

إنّـهـا طـفـلـةُ الإمـــــــــــــــامِ عــــــلـيٍّ   ***   كـرُمـتْ أن تُـهـــانَ أو أن تُــــــــــــــــــذلا

عـنـدَمـا آخـرُ الإجـــابــــــاتِ مـن بـوَّابــــــــــــــةِ الـكـوفـةِ الأخـيــــــــــــــــــــــــرةِ تُـتْـلـى

يـقـفُ الـنـــــــــــازفـونَ فـيـهـا عـراقـاً   ***   أبـيـضَ الـحُـلْـمِ، أسـمـرَ الـعـــشــقِ، مـولـى

الـحـبـيـبــــــــــــــاتُ يـرتـمـيـنَ ظـبـاءً   ***   بـيـنَ عـيـنـيـهِ والـحـبـيـبــــــــــــــــونَ نـبـلا

غـداً اللهُ مـا يـقــــولُ الـمــــــــــــــصـلــــــــــــــونَ ومـعـنـــاهُ مـا يـقــــــــــــولُ الــمـصـلـى 

 

مـهـدي الـنـهـيـري

المرفقات

: مهدي النهيري