تقدم ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء في العتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي باحر التعازي الى عوائل الشهداء الذين سقطوا نتيجة العماليات الارهابية التي طالت مواكب العزاء في بعض محافظات العراق داعيا للجرحى بالشفاء العاجل.
شاكرا الاجهزة الامنية التي حققت نجاحا كبيرا في كربلاء وبعض المحافظات رغم بعض الخروقات التي حصلت في محافظات اخرى الا ان الخطط الامنية دحضت المخططات الارهابية الكبيرة التي كانت تريد استهداف الشعائر الحسينية في كل مكان موصلا الشكر الى جميع المواكب والهيئات الحسينية ودوائر الدولة كافة وخدمة الامام الحسين عليه السلام وفوج حماية بين الحرمين الشريفين لما بذلوه من جهد في احياء هذه الزياره داعيا الاجهزة الامنية الى التنبه والحذر من المخططات الارهابية .
ووجهة ممثل المرجعية الدينية العليا رسالة واضحة وقوية الى الجماعات الارهابية في هذه المواسم العاشورائية لهؤلاء الذين يستهدفون مواكب العزاء ان هذا الاستهداف واضح المعالم في هويته فهو استهداف على الهوية هوية الانتماء للامام الحسين عليه السلام في مواكب العزاء ثم نقول لهم اننا متمسكون بمنهج اهل البيت عليهم السلام مهماكانت التضحيات التي تقدم .
ايها الارهابييون كلما ارقتم وسفكتم مزيدا من الدماء كلما ازداد الاصرار والتمسك والصمود والثبات على اتباع نهج اهل البيت واقامة هذه المراسم ، منذ عام 2003 و2004 واحداث التفجير التي حصلت في يوم عاشوراء ماذا وجدتم هناك تراجع خذلان نكوص ضعف وهن ؟ على العكس من ذلك ازداد عدد المواكب والهيئات بل ازداد عدد المشاركين ففي اي عصر يصل عدد المشاركين والزاحفين الى الملايين 10 او 12 او 14 مليون زائر الى كربلاء وكل واحد من هؤلاء يتوقع ان يستهدف في لحظة من اللحظات يتعرض الى تفجير ومع ذلك فانه في كل سنة تزداد هذه الاعداد . فنقول مهما سفكتم وارقتم من الدماء فالامر بالعكس سيزداد الاصرار والصمود والتحدي ونقول لكم انتم تتحدون الارادة الالهية ، وهل يمكن لكم ذلك؟! ان تقفوا امام الارادة االهية ؟ ايها الارهابيون اذا كنتم تريدون ان تمزقوا الاجساد وان تقطعو الايدي والارجل اوان تسكتوا الالسن التي تلهج بذكر الله تعالى وذكر الامام الحسين عليه السلام بهذه المفخخات فانتم لن تتمكنوا من ذلك ابدا ، لو في كل ساعة يحصل تفجير فالاصرار والتمسك يزداد اكثر لان هذه الاجساد التي تتحرك وهذه الارجل التي تسير زحفا نحو الامام الحسين عليه السلام وهذه الالسن التي تلهج بنداء الولاية للامام الحسين عليه السلام وهذه الاكف التي ترفع نداء التلبية للامام الحسين عليه السلام انما تنطلق من قلوب مليئة بالحب الالهي للامام الحسين عليه السلام وهذا هو السر . هل يستطيعون ان يقضوا على حب هؤلاء للامام الحسين عليه السلام ؟! حب اودعه الله تعالى في قلوبهم حرارة الحب والعشق للامام الحسين هي التي تدفع هذه الاجساد وتحرك هذه الارجل زحفا الى الامام الحسين عليه السلام وهذا ما جاء به الحديث " ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد ابدا" اي احب الله من احب حسينا وهذا حب ليس حب بشري ونما حب مرهون بارادة الله تعالى فاذا كانوا يستهدفون هذه المواكب من اجل القضاء على هذا الحب الالهي فانهم يقفون امام الارادة الالهية وانا لهم ان يوقفوا هذه الارادة الالهية ؟!.
مبينا ان هذا الاحياء عهد عهده الله تعالى الى رسوله ورسول الله عهد عهده الى الائمة الطاهرين عليهم السلام فهل يستطيعوا بجرائمهم هذه مهما بلغت ان يعيقوا تحقق الوعد الالهي والعهد الالهي ،هذا الحديث الذي ذكرته زينب عليها السلام عهد من الله تعالى ، وهذه الراية التي تبقى مرتفعة تناطح السماء ليست راية من قماش انما راية تمثل مبادئ الامام الحسين عليه السلام التي عشقها هؤلاء بقلوبهم عشقا الهيا, ولا يمكن لهؤلاء ان يوقفوا هذا الحب والعشقق الالهي وان يوقفوا تحقيق هذا الوعد والعهد الالهي الذي عهده الله تعالى الى رسول الله والرسول عهده الى الائمة عليهم السلام ، اذ قالت زينب عليها السلام " فوالله ان هذا العهد من الله الى جدك وابيك وقد اخذ الله ميثاق اناس لاتعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السموات يجمعون هذه الاعضاء المقطعة .... وينسبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء" هذا الوعد الالهي لايدرس اثره ولا يمحى اثره على مرور الليالي والايام.موجها كلامه الى المجاميع الارهابية بانهم مهما فعلوا ومهما فجروا ومهما دعمتهم من جهات داخلية او اقليمية لايتمكنوا ابدا ونقول لهم مهما تفعلون ومهما تريقون من دماء فان هذه المسيرة سيزداد الاصرار عليها والتمسك بها وكذلك جرائمهم باستهداف عامة المواطنين الذين احبوا هذا البلد.
وتطرق الشيخ الكربلائي الى ما يتعرض له المواطنون في هذا الموسم بسبب هطول الامطار وحصول الاضرار وموت عدد من المواطنين بسبب تهدم ببعض البيوت لاسيما وان هذا الامر حصل في العام الماضي ما يثير تساؤلا ان التوقعات في العام الماضي كانت تشير الى ان هذا الموسم سيشهد ايضا امطارا غزيرة ، ماذا حصل من تقدم في معالجة هذه المشكلة منذ العام الماضي ؟ هل حصل هناك تقدم حقيقي ومعالجة ولو نسبية ملموسة ليقتنع بها المواطن؟ والمتوقع في الايام القادمة هطول امطار غزيرة ايضا.
واصفا خروج بعض المسؤولين والقائهم باللوم على مسؤولين اخرين بانه ليس حل للمشكلة ، لاسيما وان المسؤولية تضامنية اي ان المشكلة يتحملها من اكبر مسؤول الى ادنى مسؤول يتحمل مسؤولية هذه الامور ومعالجتها ، وليس صحيحا ان يلقي البعض اللوم على الاخر ، ومن الاولى ان يجلسوا الاختصاصيون والمعنيين من الوزارات وان يشكلوا خلية ازمة لايجاد الحلول الطارئة لتقليل الخسائر وتوضع خطة اخرى لمعالجة الاسباب ووضع المعالجات الفنية اللازمة لاسيما وان الكثير من العوائل تركت بيوتها.
على صعيد اخر فقد دعا الكربلائي الى الاسراع في اقرار الميزانية للعام القادم لاسيما وان ميزانية العراق لهذا العام هي ميزانية كبيرة جدا لم يسبق مثلها في تارخ العراق اذ تقدر ب 145 مليار دولار اي ما يقارب 174 ترليون دينار عراقي وهي موازنة ضخمة، ينتظر مجلس النواب اقرارها من مجلس الوزارء ليتم المصادقة عليها لاسيما وان مجلس النواب في عطلة تشريعة والوزارات والدوائر تنتظر اقرارتلك الموازنة لتقديم الخدمات المطلوبة.
مشيرا الى ان التاخير اذا كان من اجل حسم خلافات مالية وادراية ذات طابع مهني ويجري البحث فيها ومناقشتها في ضمن السياقات المهنية البعيدة عن التجاذبات السياسية ومن اجل ان يكون ذلك في مصلحة الموازنة هذا امر لابد ان لايتاخر كثير في ضمن هذه الشروط لتحال الموزانة الى مجلس النواب ،
آملا ان لاتخضع هذه الموازنة الى المساومات السياسية بين الكتل السياسية وان لاينعكس الصراع الانتخابي على اقرار الموازنة ومناقشتها سلبا وان لاتحاول بعض الكتل استغلال قضية الموازنة لتحقيق مكاسب سياسية ودعائية فالبعض يحاول هكذا، لاسيما واننا نقترب الان من اجراء الانتخابات.
داعيا الى تركيز الصرف المالي على اولويات المهام وابعاد الموازنة عن الموارد غير الضرورية وان يعجل بالتصديق عليها.
اترك تعليق