مـضـوا مـتـأنـقـيـن

 

إلـى شـهـداء سـبـايـكـر

 

تـبـيّـنَ أنَّـهـمْ غـرَقُـوا فـمـــــــــــــــاتـوا   ***   ولـمْ تـنـفـعْ مـع الـذّكـــــــــــــرى حـيـاةُ

وعـادَ الـبـحـرُ مـنـكـسـراً أسـيــــــــــفـاً   ***   تُـتَـمْـتِـمُ فـي مــــــــــــــدامـعـهِ الـصـلاةُ

تـبـيّـنَ أنّـهـمْ عــــــــــــــــــــافـوا بـلاداً   ***   عـلـى أوجـاعِـهـا انـتـعـــــــــــشَ الـوِلاةُ

فـمـا أن بـانَ ثـغـرٌ مـن خـــــــــــلاصٍ   ***   تـهـيَّـأَ نـحـو مـجـهـولٍ سُـعــــــــــــــــــاةُ

يُـقــــــــــــــــــالُ: بـأنّـهـا كـانـتْ بـلاداً   ***   تُـحـبّ الـمـوتَ، لا ، كـذبَ الــــــــــرواةُ

وقـيـــــــــــلَ: بـأنّـهـم صـبَـروا ومـلّـوا   ***   لأجـلِ فـسـيـــــــحِ غُـربـتِـهـا اسـتـمــاتـوا

بـلا مـسـتـمـسـكـــــــــــــاتٍ غـادروهـا   ***   مـتـى رأفـتْ بـهـمْ مـسـتـمـسـكـــــــــاتُ؟

أيـدري الـمـاءُ مـا ضـمّـــــــتْ جـيـوبٌ   ***   تـصــــاويــــــرٌ تـريـدُ أبـاً بـنـــــــــــاتُ؟

وأطـفــــــــــــــــــــالٌ بـلا كـتـبٍ عـراةٌ   ***   ويـومـيــــــــــــــاتُ فـرحــتِـهـم حَــصـاةُ

تـقـشّـرهـمْ قـســــــــــــــاوةُ مـا تـمـنّـوا   ***   وخـوفُ الـحـلـمِ يـقـظــــــــــانـيـنَ بــاتـوا

ووالـدةٌ يـؤثّـثـهـا جـفــــــــــــــــــــــافٌ   ***   كـأرضِ كـانَ يـقـطـنُـــــــــــهـا الـفـــراتُ

تـبـيَّـنَ أنَـهـم عـاشـوا حَـيــــــــــــــارى   ***   كـقـبـرٍ ظـلَّ يُـتـعـبـهُ الـمَـمَـــــــــــــــــاتُ

وكـانَ الـظـنُّ أنْ يـجـدوا حـنـــــــــــانـاً   ***   فـهـبَّ الـوقـتُ وانـتـشـرَ الـغُــــــــــــــواةُ

تـبـيّـنَ أنـهـمْ ذابـوا دعـــــــــــــــــــــاءً   ***   ولـكـن فـوقَ مـا تَـسَـعُ الـلـغــــــــــــــــاتُ

تـبـيّـن إن شــــــــــــــــاعـرَهـم يـغـنـي   ***   وتـحـتَ غـنـــــائـهِ جـفَّ الـعُـصــــــــــــاةُ

ألا فـلـتـتـــــــــــــــــــركـنّـي دونَ قـيـدٍ   ***   لأنّ تـنـفّــــــــــسـي ذئـبٌ وشــــــــــــــــاةُ

مـضـوا مـتـأنِّـــقـــــــــــيـنَ حـيـاةَ عــزٍّ   ***   وخـلـفـهـــــــــمُ أذلآّءٌ مُـشـــــــــــــــــــــاةُ

رثـاهـم كـبـريـاءُ الـمـوتِ صـمـــــــــتـاً   ***   فـهـل نـامـوا وهـلْ فـزَّ الـسّـبـــــــــــــاتُ؟

وكـادَ رضـيـعُـــــــــــهـم يـنـجـو ولـكـن   ***   تـراجـعَ هـلْ يـعـزّيـه الـغــــــــــــــــزاةُ ؟

سـيـنـعـتـهـمْ بـلا أدبٍ طـغـــــــــــــــــاةٌ   ***   وأدري أنـهـم رسـلٌ حـفــــــــــــــــــــــــاةُ

تـبـيـن إنـهـم غـرقـوا فـمـــــــــــــــاتـوا   ***   ولـم تـنـفــــــع مـع الـذكـرى حـيــــــــــــاةُ  

 

وهـاب شـريـف

المرفقات

: وهاب شريف