صـحـائـفُـه بـوحُ الـسـمـاء

 

إلـى الإمـام علـي بـن الـحـسـيـن زيـن الـعـابـديـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

عـن الـحـبِّ عـن أشـيـــــائهِ الـ (لـيـسَ) تـعـدلُ   ***   وعـن وجـعٍ فـي أخـــــــــرِ الـحـزنِ يُـسـدلُ

وعـن ذكـريـاتِ الـطـفِّ... عـن دمـعـةٍ جـرتْ   ***   ثـلاثـيـنَ حُـزنـاً بـالــــــــــــــمـراراتِ تَـقـتـلُ

وعـن غـربـةٍ طـــــــــــــالـتْ وكـانَ مـزاجُـهـا   ***   طـريـقَ سـبـــــــــــايـا يـصــطـفـيـه ويَـذهـلُ

وعـن طـفـلـةٍ تـــــــاقـتْ لـحــضـنِ حـسـيـنِـهـا   ***   لـتـلـقــــــــــــــــــاهُ رأسـاً فـوق رمـحٍ يُـرتِّـلُ

وعـن صـحـبـةٍ مـرَّوا... سـحـــــــابـةَ مـسـرعٍ   ***   بـدورُ تـمـامٍ فـي الـطـــفــــــــوفِ تـجَـنْـدَلـوا

وعـن لـيـلـهِ... لـو مـرَّ.. إغـمــــــاضِ جـفـنِـهِ   ***   رؤاهُ وهـــــــــــــــــذي الآهُ بـالـصـدرِ تُـعـولُ

إذا جـنَّـه الـلـيـلُ الـطـويــــــــــــــــلُ تـنـاثـرتْ   ***   حـوالـيـه أهـــــــــــــــــاتٌ مـع الـدمـعِ تـنـزلُ

تـذكّـرُ مـن لـيـــــــــــــــــــــــلِ الـوداعِ فـراقَـه   ***   لأهـلـيـهِ.. لـكـن هـلْ يـفـيــــــــــــدُ الـتـجـمُّـلُ

اذا أوقـدَ الـسـمَّـارُ نـاراً.. أهــــــــــــــــــــاجَـه   ***   تـذكَّـر نـاراً بـالـمـخـيَّــــــــــــــــــــــمِ تُـشـعـلُ

وكـيـفَ صـيـاحُ الـهـاشـمـيـــــاتِ...( عـمَّـتـي هـيَ الـنـارُ.).. خـلـفَ الـخـائـفــــــــــــــــــاتِ تُـهـرولُ

ولـو نـزلَ الـغـيـثُ الـشـفـيــــــــــــفُ بـأرضـهِ   ***   وأبـصـرَ مــــــــــــــــاءاً ضـمَّ مـسـراهُ جَـدولُ

تـذكّـرَ  مـــــــــــــــــــــــاءاً لـلـفـراتِ يـخـونُـه   ***   ويـتـركُ زهـراتِ الـسـمــــــــــــــــاواتِ تَـذبُـلُ

تـذكّـرَ جـنـبَ الـعـلـقـمــــــــــــــــــيِّ مُـقـطّـعَـاً   ***   أخـا زيـنـبٍ ..كـفّــــــــــــــــاهُ بـالـجـودِ تـرفـلُ

وإن قـيـــلَ هـلْ طـفــلٌ.؟؟. تـرقــــرقَ دمــعُـه   ***   لـطـفـلٍ فـطـيـمِ الـنـبـلِ عـيـنــــــــــــــاهُ تـسـألُ

ألا أيّـــــــــــــهـا الـمـولــى لـقلبٍ... تـلــوكُــنـا   ***   ضـبـاعُ بــنـي سـفـيـان... ظـلـمـــــاً ونُـقـتـلُ؟؟

وإن ذُكِـرَ الآبــــــــــــــــاءَ.... أرسـلَ حـــزنَـه   ***   سـتـــــــــــــــاراً عـلـى الـدنـيـا يَـدورُ ويـسـدلُ

ولـو مـرَّ مـــــــــــــاءٌ بـيـن عـيـنـيـهِ لـحـــظـةً   ***   لـكـــــــــــانَ لأهـلِ الـطـفَّ فـي الـروحِ مـنـزلُ

لـعـمـرٌ قـضـى بـيـن الـمـراراتِ شـطــــــــــرُه   ***   وشـطــرٌ عـلـى سـجَّـــــــــــــــادةٍ الـهـمِّ مُـثـقَـلُ

مـضـى يـمـنـحُ الأبـعــــــــــــــادَ لـونَ بـهـائهـا   ***   يـؤسِّــسُ فـجـراً لـلـنـمـــــــــــــــــــــاءِ ويَـبـذلُ

ويـمـنـحُ لـلأجـيـالِ دربَ نُـبــــــــــــــــــــــوءَةٍ   ***   بـأنَّ انـتــصـــــــــــــارَ الـروحُ لـلـروحِ أجـمـلُ

وأنَّ أصـولَ الـديـنِ عـتــــــــــــــــــــرةُ أحـمـدٍ   ***   مُـعــــــــلّـقـةُ فـي الـعـــرشِ مـا احـتـزَّ مِـنـجَـلُ

يـمـهِّـدُ لـلأنـسـانِ دربَ انـتــمـــــــــــــــــــــائهِ   ***   يُـطـــــــــــــــــــــــــرِّزه بـالـحـبِّ فـهـو مُـكـلّـل

صـحـائـفُـه بـوحُ الـسـمـــــــــــــاءِ وعــطـرُهـا   ***   نـسـائـمُ مـن أقـصـى الـفـراديــــــــــسِ تَـهـطِـلُ

 

نـوفـل الـحـمـدانـي

المرفقات

: نوفل الحمداني