الآن [إذا] أراد الشاب تشكيل عائلة وبناء اسرة تحت ظلال التعاليم الاسلامية لا التقاليد والاغلال التي قيّد الناس بها أنفسهم، فَهَيّا بنا أيها الشاب لنذهب الى الذين بيّنو القوانين الإسلامية، لنسمع كلامهم حول الزواج وجميع خصوصيّاته . إن الإسلام يعتبر الزواج إيجاد علاقة زوجية بين الرجل والمرأة لبناء أسرة جديدة وإيجاد جيل جديد لا إشباعاً للغريزة الجنسية فقط، ولا إطفاءاً للشهوة الحيوانية فحسب، ولا لإستخدام الزوجة واتّخاذها خادمة لزوجها وأولاده، بل هي سيدة بيتها ومربية أولادها . وإنما القصد من الزواج التوالد والتناسل، وحفظ الرجل والمرأة من الوقوع في الحرام، فلو عمل الناس بتعاليم الإسلام حول موضوع الزواج لما كان يبقى المجال للفساد، ولكنهم اهملوا تلك القوانين . إننا نرى – اليوم – أن الشاب لا يتزوج إلا بعد تخرجه من المدارس – بعد اكمال المراحل العالية من الدراسة – وبعد تحصيله وظيفةً وراتباً لائقين به، ثم بعد ذلك يتوجه الى الزواج وقد بلغ العقد الرابع من عمره، وزالت عنه تلك الطراوة والنضارة، ولم يبق من نشاطه إلا القليل . ثم إن الدين الإسلامي ندب الى الاطعام في العرس، ولكن بعض المسلمين بدلوا الإطعام بحفلة القرِان، أو حفلة العَقْد، مع العلم أن تكاليف تلك الحفلة لا تقل عن تكاليف الاطعام لنفس الجماعة المدعوين، والاطعام أنفع للناس وارضى لله – عز وجل . وفي صبيحة يوم الزفاف يتوجه العروسان الى سفرة تستغرق شهراً وتسمى شهر العسل تُكلف على الزوج لمصاريف الباهظة، بالرغم من انهما بحاجة الى المال في المستقبل، والى سائر لوازم الحياة، لانهما في مقتبل حياة جديدة. ولعل هذه التقاليد والاغلال والعادات هي التي عرقلت الامور، ومنعت كثيراً من الشباب من أن يتقدموا الى الزواج . لكن الدين الاسلامي سحق هذه التقاليد، وحل تلك السلاسل والاغلال التي اورثت الشقاء والعذاب على الفتيان والفتيات. فمن ناحية ألقى هذه المهمة على عاتق الاباء، وطلب منهم ان يُزوجوا أبناءهم إذا بلغوا، ونهى الناس عن المُغالاة في المهر، وذلك تسهيلا لامر الزواج، وسداً لأبواب المواخير، وجرياً على سنن الفطرة، المتطلبة اشباع الرغبات الجسدية. وإن لم يكن في تزويج الاولاد – حين بلوغهم الرشد – فائدة الاّ إنشغالهم بالعائلة ومسؤولياتها لكفى، فإن أكثر الشُبان الذين يقعون في فخاخ الإجرام أو يعتنقون المبادئ الباطلة ويَصرفون قواهم في خدمة الأحزاب المنحرفة هم من العُزّاب . فإن الشاب إذا كان متزوجا وكان في عاتقه نفَقة العيال لما دنى الى الفساد، او الى تلك الاحزاب التي لاتزيد الناس الا خساراً .. وكيف يتمكن وهو مشغول بالمهمة التي في عاتقه . وعلى كل حال فإن في الزواج مصالح ومنافع للفرد وللمجتمع للرجال وللنساااء فلنذكر نبذة من الاحاديث الواردة حول الموضوع : 1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما يَمنَع المؤمن أن يتّخذ أهلاً، لعل الله أن يرزقه نَسمة تُثقل الارض بلا إله إلا الله" [1]. 2- وقال صلى الله عليه وآله : "من تزوج أحرز نصف دينه .. فليتق الله في النصف الباقي" [2] . 3- وقال صلى الله عليه واله : "لركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره" [4]. 4- وقال الإمام الصادق عليه السلام: "من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزوجل، إن الله عزوجل يقول: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} [4]. المصدر : الإسلام والتعاليم التربوية - للسيد محمد كاظم القزويني. ــــــــــــــــــــ [1]-من لا يحضره الفقيه /ج 3 / ص 382 / ح 4340 . [2]- من لا يحضره الفقيه /ج 3 / ص 382 / ح 4342 . [3]-من لا يحضره الفقيه /ج 3 / ص 382 / ح 4347 . [4]- من لا يحضره الفقيه /ج 3 / ص 382 / ح 4353 .
اترك تعليق