السيد الصافي: يدعو الى إشاعة ثقافة التعايش السلمي ، ووضع حل جذري لمشكلة البطاقة التموينية

دعا ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة 5 ذي الحجة 1434 الموافق 11 تشرين الأول 2013 العراقيين على إختلاف إنتمائاتهم الدينية والقومية والأثنية الى إعتماد التعايش السلمي مبدأً ومنهاجاً في التعامل مع كافة الشركاء في الوطن الواحد ، ونبذ كل ما من شأنه إذكاء النعرات الطائفية وزرع بذور الفرقة التي يحاول اعداء هذا الشعب إيجادها بين أبناء بلدنا العزيز ، مبيناً إن التعايش السلمي يحتاج الى ركائز ومقومات يجب مراعاتها وتحويلها الى ثقافة شائعة في المجتمع .

 موضحاً إن العراق ليس حالة نادرة من ناحية تعدد الأطياف المتعايشة فيه ، فهنالك العديد من دول العالم من يضم الكثير من الأديان والطوائف والقوميات والأعراق إلا إنها إعتمدت مبدأ التعايش السلمي بين هذه المكونات وشرّعت القوانين التي تضمن تطبيق هذا المبدأ وإشاعته في بلدانها أولاً ،والحفاظ على حدوده من التجاوزات ثانياً ، فالإنسان يطمئن في مجتمعٍ يسوده السلم والمحبة ، ولاوجود لمشكلةٍ في بلدٍ يحترم فيه الإنسان حدود التعايش السلمي ورموز المكون الآخر الشريك له في الوطن ، بحيث يرى كما من حقه العيش ضمن مبادئه ومعتقداته إذاً من حق الآخر العيش على ضوء مايؤمن ويعتقد به دون المساس برموز أي طرفٍ أو مكون .

مشدداً على وجوب إشاعة حالة الإحترام المتبادل بين المكونات وضرورة أن نستشعرها ونعيشها في بلدنا ، ونحتاج الى ثقافة عامة لتحديد مبدأ التعايش السلمي وآليات تطبيقه وإشاعته ورعايته في المجتمع لكي يحيا الناس بأمانٍ وإطمئنان .

كما جدد الصافي مطالبته الجهات المسؤولة بتوفير مفردات البطاقة التموينية ، معبراً عنها بأنها من إستحقاقات المواطن التي يجب ان تعطى له بكل عزةٍ وكرامة ، داعياً الى تحسين مفرداتها كماً ونوعاً ، متسائلاً سماحته لماذا لم يحل لغز توفير البطاقة التموينية الى الآن ؟ أهو بسبب نقصٍ في الاموال وهذا العذر لا يتلائم مع مايتمتع به العراق من ميزانيةٍ مرتفعة ، أم لوجود الفساد المالي و الإداري فلم لا نحاسب المفسدين والمتلكئين في إيصالها الى المواطن ؟ .

مبيناً سماحته إنه إطلع على نوعيةٍ من الرز الذي يوزع ضمن مفردات البطاقة التموينية والذي لا يصلح للإستهلاك البشري بل يصلح كعلفٍ للحيوانات ، فلماذا لم توفّق الجهات المعنية الى الآن في توفير نوعية جيدة تليق بالإنسان العراقي ومتى سنتوقف من إعطائها للمواطن بهذه الكيفية من الإذلال - كماً ونوعاً- ، متسائلاً سماحته عن السبب في عدم تطبيق آلية "السلة الغذائية" التي وعدت بها وزارة التجارة ، "فهل أصبحنا نحارب الناس بأرزاقهم" .

 د اعياً سماحته أن ينظر هذا المسؤول الفاسد الذي يبدل المواد التموينية الجيدة بأخرى رديئة ينظر الى أين ستذهب ، قطعاً سيجدها ذهبت الى الطفل اليتيم والأرملة المعدمة والفقراء المدقعين من أبناء جلدته وبلده !! ومتمنياً أن يُدعى هذا المسؤول الى وجبة غداءٍ من مفردات الحصة التموينية حتى يرى بأم عينيه ماذا تأكل الناس !!  كما طالب سماحته الجهات المعنية الى وضع حل جذري لهذه المعاناة التي لاتحل بالخطب والشعارات ، مضيفاً "نقول للمسؤول إذا لم تجد حلاً لهذه المسألة سيبقى ضميرك يؤنبك الى الممات لأنك تتاجر بقوت الناس " .

المرفقات