نستهل الموضوع بكلمات لإبن تيمية الذي يفصح بان محمد بن ابي بكر هو من قتل عثمان بن عفان ..
يروي ابن تيمية أن محمد بن أبي بكر، كان »قد امتلأ قلبه غيظًا من عثمان، فصار يشغب عليه... ويقال إنه أتى ذنبًا يوجب الحد، فأقام عليه عثمان الحد، فعظم الأمر عليه لما له من الشرف بأبيه أبي بكر»
ويقول السيوطي، إنه لما ولى (عثمان) عبد الله بن أبي السرح مصر، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه.. (فولى عثمان عليهم) محمد ابن أبي بكر.. فخرج محمد ومن معه..
فلما كانوا على مسيرة ثلاثة أيام من المدينة، إذا هم بغلام أسود.. (فجاؤوا به إلى محمد)، فقال: غلام من أنت؟.. وعرفه رجل أنه لعثمان! فقال محمد: إلى من أرسلت؟ قال: إلى عامل مصر! قال: برسالة... ثم فك الكتاب بمحضر منهم، فإذا فيه: إذا أتاك محمد وفلان وفلان وفلان، فاحتل في قتلهم... (فعادوا) إلى المدينة... فلم يبق أحد منهم إلا حنق على عثمان... ثم (دخل علي على عثمان فسأله): هذا الغلام غلامك؟ قال: نعم!... قال: فأنت كتبتَ هذا الكتاب؟ قال: لا... (وعرفوا من الخط أنه لمروان بن الحكم)، فسألوا عثمان أن يدفع إليهم مروان، فأبى... فحاصر الناس عثمان، ومنعوه الماء.. فتسور (صعد السور) محمد (بن أبي بكر)، ولا يعلم أحد ممن كان معه... ولم يكن معه (عثمان) إلا امرأته، فقال لهما محمد: مكانكما! فإن معه امرأته حتى أبدأكما بالدخول، فإذا أنا ضبطته، فادخلا، فتوجاه (تضرباه) حتى تقتلاه، فدخل محمد، فأخذ بلحيته، فقال له عثمان: والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني، فتراخت يده، ودخل عليه الرجلان، فوجآه حتى قتلاه، وخرجوا هاربين من حيث دخلوا(1).
ومع العلم بأن أكثر المؤرخين ذكروا أن عائشة كانت من أوائلي المحرضين على قتل عثمان, وعباراتها مشهورة ومعروفة : ( اقتلوا نعثلاً.. قتل الله نعثلاً.. لقد غير سنة رسول الله ) !
كيف نشأت معركة الجمل؟
وقعت معركة الجمل في الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة 36 هجرية (656 ميلادي) بالقرب من مدينة البصرة في العراق.
نشأت معركة الجمل من خلال المطالبة بدم عثمان و الاقتصاص من قتلته و كانت الابصار متوجهة الى الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و هو في الشهر السادس من خلافته، حيث اتهموه عليه السلام بتأخير المطالبة بدم عثمان و كان طلحة و الزبير من الشخصيات البارزة التي نقمت على الامام علي عليه السلام لكونهما ارادا ان يحصلا على تولي بعض مناطق الدولة الحاكمة حيث كان طلحة يطمح ان يتولى العراق و كان الزبير يتأمل ولاية اليمن من علي بن ابي طالب عليه السلام ولم يأتي شيء لهما من النصيب في الولايات مما شكل دافعا لهما-طلحة و الزبير- الى تشكيل حجة لمحاربة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام و الاطاحة بخلافته .
فكانت قضية المطالبة بدم عثمان افضل حجة و ستارا لتغطية مآربهم، ولذلك جعلت لهم حافزا في تحفيز جيشهم باستعمال عائشة بنت ابي بكر التي تعتبر جانب التعبئة الروحية لهم وينقل انها كانت من المحرضين على الاطاحة بخلافة علي بن ابي طالب عليه السلام، وتبعها الكثير من التفاصيل التي منها مطالبة الامام علي بن ابي طالب بمجانبة الحرب و حقن الدماء ولكن لم ينفع نشده لهم وانتهوا الى الحرب بينهم التي أسفرت عن قتل ستة عشر آلاف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل وأربعة آلاف رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وانكسار جيش أصحاب الجمل.
ثم إن الامام (عليه السلام) أمر محمد بن أبي بكر أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث, ثم أمر بارجاعها الى المدينة, ورجع هو (عليه السلام) الى الكوفة.
هذا باختصار الاختصار لما للبحث من اطالة و مثل هذا البحث لا يخفى على القارئ الكريم ان ينشط ارادته في التوسع به و البحث عن مصادر اكثر و التحقيق بها.
قيس العامري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1):يوم انحدر الجمل من ... السقيفة : نبيل فياض
اترك تعليق