مابرح أئمة الحق من أهل البيت عليهم السلام يحثون على زيارة قبر ابي عبد الله الحسين عليه السلام, ويعدون زائريه بألوان النعيم وعظيم الثواب, وفي هذا الصدد مالايحصى من الروايات والاحاديث الواردة عنهم عليهم السلام , ومن ذلك قول الامام الرضا عليه السلام لابن شبيب يا ابن شبيب إنْ سرّك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك ، فزُر الحسين عليه السلام , ودعاء الامام الصادق عليه السلام لزوار الحسين عليه السلام في الرواية المعروفة عن معاوية بن وهب إذ قال (دخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه فيقول: يا من خصنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقى وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا ..
ولاشك في أن هذا الحث من قبل المعصومين عليهم السلام حاك عن خصائص وكرامات تنطوي عليها زيارة الامام الحسين عليه السلام, بينّها الائمة المعصومون عليهم وعرّفوها لاتباعهم ومحبيهم رحمة منهم وفضلا ..
ومن تلك الخصائص والكرامات ..
اولا . في زيارة قبر الحسين خلاص من البلاء ودواء لكل داء وقضاء لحوائج الدنيا والاخرة .فقد ورد في كتاب كامل الزيارات لأبن قولويه ان الامام الصادق عليه السلام قال (( ومن زاره كان الله له من وراء حوائجه ، وكفى ما أهمه من امر دنياه ... ويرجع الى اهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته )) وقال عليه السلام (( من سره ان يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين بن على عليه السلام )) فأي نعماء تلك التي بين ايدينا ؟ واي رحمة تلك التي تولانا الله بها عند زيارة ابي عبد الله الحسين عليه السلام ؟ رحمة الهية هي من كرامات الحسين عليه السلام خص الله بها زائريه .
ثانيا . ضمان الجنة لمن توافيه المنية وهو في سفره متوجها نحو الحسين، فللسفر مشقته ومتاعبه ومنها ما يصل الى الموت وخصوصا في الآونة الاخيرة وتصاعد وتيرة الارهاب والعداء للموالين ومحاولة الكثير من الجهات الضالة في إثناء عزيمة الزائرين والحيلولة دون وصولهم لقبره الشريف عليه السلام كما فعل اسلافهم من قبل، فعن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام انه سأل احدهم فقال (( تزورون الحسين عليه السلام ؟ وتركبون السفن ؟ فاجاب : نعم ، قال : اما علمت انها اذا انكفت بكم نوديتم ، ألا طابت لكم الجنة )) فهنيئاً لمن استشهد في سبيل الحسين .
ثالثا . المنزلة الرفيعة التي يكتسبها الزائر لقبر الحسين عليه السلام ، فقد وعد الله المتقين بجنات ونعيم وفي زيارة الحسين القرب من الله والوقوف على ابواب الجنان التي وعد بها المؤمنين ، وقد روي عن الصادق عليه السلام انه قال (( ما من أحد يوم القيامة الا وهو يتمنى انه من زوار الحسين ، لما يرى مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من كرامتهم على الله تعالى )) سلام الله على الحسين فهو حصن لمن زاره في الدنيا والاخرة .
رابعا . في مواضبة المؤمنين المحبين لزيارة الحسين عليه السلام كرامة كبيرة الا وهي مجاورة الرسول الاكرم ومن معه من اهل بيته يوم الورود ، فعن هذا الشرف العظيم قال الامام الصادق عليه السلام (( إن الله تبارك وتعالى جعل ملائكة موكلين بقبر الحسين عليه السلام فاذا همّ الرجل بزيارته واغتسل نادى محمد صلى الله عليه واله : يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة )), فهنيئا لزوار الحسين هذه البشرى .
خامسا. توقف الزمن عند زيارة الحسين عليه السلام ، فالوقت الذي يمضيه المرء في الزيارة سواء ان كان ماشيا ام بواسطة نقل معينة او في الضريح المقدس لا يحتسب من عمره ، وهي كرامة اخرى اختص بها الله زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، وقد اسند ذلك براوية للامام الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عليهما السلام حين قال (( قال ابو جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : إن ايام زائري الحسين عليه السلام لا تحسب من اعمارهم ولا تعد من اجالهم )) أي فضل عظيم في زيارة سبط النبي؟
ويظل ما ذكرناه هنا من كرامات جعلها الله لزوار الحسين عليه السلام هي غيض من فيض, فالله هو الغني الذي لاينقص من ملكه عطاء ويكافئ الحسنة بعشرة أضعافها, والحسين هو عليه السلام الشهيد الذي ضحى بكل مايملك من نفس وولد في سبيل الله.
سامر قحطان القيسي
اترك تعليق