هو شمعة شباب الهاشميين التي جسدت مبادئ التضحية للاسلام ، اشع نوره من عبق كربلاء فوق رمال الطفوف اضاء في تضحيته طريقا عرف بالحق و التضحية و عرف بنبذ الذل و اتخذ من كلمة أبيه الحسين(عليه السلام) حين قال (هيهات منا الذلة) راية له ، علي الاكبر و من هو علي الاكبر ،هو من كان اذا اشتيق الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلجأ المشتاق الى النظر في وجهه المبارك ليطفئ حرقة الاشتياق لما كان يملكه من شبه بينه و بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وهو صاحب العبارة العظيمة: ((يا أبتِ لا أراك الله سوءاً ألسنا على الحق؟)، فقال الإمام الحسين (عليه السلام): ( بلى والذي إليه مرجع العباد) فقال له علي الأكبر (عليه السلام): ( يا أبتِ إذن لا نبالي أن نموت محقين)).
ولد علي الاكبر (عليه السلام) في الحادي عشر من شهر شعبان المعظم في السنة الثالثة و الثلاثين من الهجرة، في بيت العلم و المعرفة و الايمان ،حيث غرف(عليه السلام) من بيت الرسالة النبوية علما و أخلاقا فذة ولذا كان الامام الحسين (عليه السلام) يكن له حبا في قلبه لا يضاهيه حب ،لما يملكه علي الاكبر (عليه السلام) من طاعة للحسين (عليه السلام) و من شبه لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وكان لقبه (عليه السلام)(الاكبر) لكون أخوه الإمام علي السجاد(عليه السلام) اصغر منه في السن.
حضر علي الاكبر(عليه السلام) في واقعة كربلاء في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام و كان عمره (عليه السلام) ما يقارب سبعا وعشرين سنة كما ذكره اكثر المؤرخون و استشهد مع الامام الحسين(عليه السلام) و اصحابه النجباء ، وكان (عليه السلام) صاحب عزيمة في نصرة أبيه الحسين(عليه السلام) حيث ذكر في الروايات حوار له مع الامام الحسين(عليه السلام) و النص في الرواية هو:
في حديث لعقبة بن سمعان قال: (لما كان السحر من الليلة التي بات الحسين (عليه السلام) فيها بقصر بني مقاتل أمرنا بالاستسقاء ثم ارتحلنا، فبينا هو يسير إذ خفق الإمام الحسين (عليه السلام) برأسه خفقة وانتبه وهو يسترجع ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين كرر ذلك ثلاثا.
فأقبل إليه ابنه علي الأكبر وكان على فرس له، وقال له جعلت فداك مم استرجعت وحمدت الله؟ فقال الحسين (عليه السلام )خفقت برأسي خفقة فعرض لي فارس يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا. قال علي الأكبر (عليه السلام) يا أبت ألسنا على الحق؟ فقال الحسين (عليه السلام): بلى والذي إليه مرجع العباد. فقال علي الأكبر (عليه السلام): إذاً لا نبالي أن نموت محقين.
فقال الحسين عليه السلام:
جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده)(1).
مكان مدفنه المبارك:
مما أكدته لنا الروايات ان الامام علي السجاد(عليه السلام)هو من دفن الاجساد الطاهرة بعد تركها ثلاثة ايام فوق رمضاء كربلاء ،وكان موضع علي الاكبر (عليه السلام) قرب موضع الامام الحسين(عليه السلام) هذا ما اختاره الامام السجاد(عليه السلام) من موضع ليوحي للناظر لما لعلي الاكبر(عليه السلام) من منزلة عظيمة عند الله تعالى و محبة كبيرة عند الحسين(عليه السلام).
بقلم / قيس العامري
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) لواعج الأشجان للسيد محسن الأمين ص98 .
اترك تعليق