الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) هو سبط النبي محمد(صلوات الله عليه وآله) و هو من جمع السيادتين سيادة شباب أهل الجنة و سيادة الشهداء و خامس أصحاب الكساء الذين نزلت فيهم آية التطهير(1) و ريحانة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخو الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، و ممن باهل بهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نصارى نجران و ذُكِرَ في آية المباهلة بلفظ (أَبْنَاءَنَا)(2) .
ولد الإمام الحسين(عليه السلام) بالمدينة المنورة في السنة الرابعة للهجرة في الثالث من شهر شعبان المعظم في بيت النبوة و محط الملائكة ، و تربى في كنف النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) و في كنف ولي الله أبوه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أمه بنت خير خلق الله الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت محمد(صلوات الله عليهما وآلهما )، و كان للإمام الحسين (عليه السلام) اهتمام خاص من قبل النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان هذا الاهتمام يوحي إلى عظمة هذه الشخصية منذ الطفولة و كان (صلوات الله عليه وآله )يوصي بحب الإمامين الحسن و الحسين(عليهما السلام) حيث قال فيهما :( من أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله، ومن أحبّه الله عَزَّ وجَلَّ أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلَّده في النار)(3) ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم ): (حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً حسين سبط من الأسباط)(٤).
الكرامات التي حلت في ولادة الإمام الحسين(عليه السلام):
الكرامة الأولى : كانت في تسمية الإمام الحسين(عليه السلام) حيث سأل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام علي(عليه السلام) :أي شيء سميت ابني؟
فأجابه الإمام علي(عليه السلام) قائلاً: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله.
و في هذه اللحظة نزل الوحي على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الله عز و جل و كان حاملاً للسم المولود المبارك، فنظر (صلوات الله عليه وآله )إلى الإمام علي(عليه السلام) قائلاً له:(سمه حسيناً).
الكرامة الثانية : هي ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال:(إنّ الحسين بن علي لما وُلِّد أمر الله عزّ وجلّ جبرائيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنّئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الله عزّ وجلّ ومن جبرائيل فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملَكٌ يقال له فِطرس كان من الحملة بعثه الله عزّ وجلّ في شيء فأبطأ عليه فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى وُلد الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال الملك لجبرائيل : يا جبرائيل أين تريد ؟
قال جبرائيل : إنّ الله عزّ وجلّ أنعم على محمد بنعمة فبُعثت أهنّئه من الله و مني.
فقال فطرس : يا جبرائيل احملني معك لعلّ محمداً (صلى الله عليه وآله) يدعو لي.
فحملهفلما دخل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله) هنّأه من الله عزّ وجلّ ومنه وأخبره بحال فطرس.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : قل له : تمسّح بهذا المولود وعد إلى مكانك.
فتمسّحَ فطرس بالحسين بن علي (عليه السلام) وارتفع.
فقال فطرس : يا رسول الله !. أما إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأةٌ ألا يزوره زائرٌ إلا أبلغته عنه ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلا أبلغته سلامه ولا يصلي عليه مصلٍّ إلا أبلغته صلاته.
ثم ارتفع(5).
بقلم / قيس العامري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب (33).
(2):( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران (61).
(3) الإرشاد: ٢ / ٢٨.
(٤) بحار الأنوار : ٤٣ / ٢٦١ ، ومسند أحمد : ٤ / ١٧٢، وصحيح الترمذي : ٥ / ٦٥٨ ح٣٧٧٥ .
(5):ذكر الحديث في كتاب أمالي الصدوق و مصباح المتهجد للطوسي وكامل الزيارات.
اترك تعليق