للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) صفات حميدة أوهبها الله تعالى له و جعل فيه كل ماهو ممدوح و محمود و كان من أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس ، و خضوعه لله تعالى كأن على رأسه الطير .
يبدر من لقيه بالسلام ، يبادر إلى التحية لأن السلام قبل الكلام ، و هو علامة التواضع ، و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة ، و للراد واحدة .
لا يتكلم في غير حاجة ، إذا وجد مناسبة لكلامه كالنصيحة و الموعظة و التعليم و الأمر و النهي ، و إلا سكت ، و يتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة .
تعظم عنده النعمة ، وإن دقت ، لا يذم منها شيئاً ، فيشكر النعم و لا يحتقر شيئاً منها ، مهما كان قليلاً ولا يذمها لأنها من الله تعالى .
جل ضحكه التبسم ، فلا يقهقه و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة .
و يقول : " أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته " ؛ حتى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس ، و يقضيها إن استطاع.
يتفقد أصحابه مطمئناً عنهم .
و يسألُ الناس عما في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم .
و لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر كالاستغفار و التهليل و الدعاء ، فإنها كفارة المجلس .
و يجلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، فهو أقرب إلى التواضع و أبعد عن هوى النفس ، و يصلي الله سبحانه عليه و ملائكته حتى يقوم .
و يكرم كل جلسائه نصيبه ، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر .
و من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول ، فإن قدر عليها قضاها له ، و إلا أرجعه بكلمة طيبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .
و لا ترفع الأصوات في مجلسه (صلى الله عليه و آله وسلم) ، أو فوق صوته (صلى الله عليه و آله وسلم) أو جهراً ، بل الأدب غض الصوت قال الله سبحانه : " واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "
يترك المراء ، و المراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير و الإهانة و لإظهار التفوق و الكياسة ، و سببه العدواة و الحسد و يسبب النفاق و يمرض القلب .
و يترك ما لا يعنيه ، فلا يتدخل أو يقحم نفسه فيما ليس له .
وكان (صلى الله عليه و آله وسلم) إذا تكلم أنصت الحضور له ، فإذا سكت تكلموا دون مزاحمة ، و أنصت بعضهم لبعضهم الآخر .
و كان النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) لا يقطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يساوي في النظر و الاستماع للناس .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) أفصح الناس منطقاً ، و أحلاهم ويقول : " أنا أفصح العرب و إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد " (صلى الله عليه و آله وسلم) .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يتكلم بجوامع الكلم بما يلزم فلا فضول مُضِرٍّ ، و لا إيجاز مُخِلٍّ .
و سُمِعَ يقول : " بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها " ، و كلما ازدادت أخلاق المرء كلما اقترب من رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) أكثر .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه قبلهم ، و يحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) كثير الحياء ، أشد من العذراء في سترها .
و جاءه ملك ذات يوم و قال : " يا محمد إن ربك يقرئك السلام و هو يقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض ذهب ، الرضراض ما صغر و دق من الحصى فقال (صلى الله عليه و آله وسلم ) بعد أن رفع رأسه إلى السماء " يا رب أشبع يوماً فأحمدك ، و أجوع يوماً فأسألك " .
و كان يبكي حتى يبتلى مصلاه ، خشيةً من الله عز وجل من غير جرم .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة ، يقول : " أتوب إلى الله "
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) إذا اشتد وجده (الحزن أو الفرح الشديد) أكثر من لحيته الكريمة .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين ، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
و كان النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير ، و لا يحتقر مسكيناً لفقره ، و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو ، و يسلم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .
و كان (صلى الله عليه و آله وسلم ) جميل المعاشرة ، بساماً من غير ضحك .
اترك تعليق