تناول خطيب جمعة كربلاء سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف في 22 شوال 1434 الموافق 30 آب 2013 جملة من الأمور التي تخص الواقع العراقي حيث تناول سماحته مشكلة غياب التخطيط المدني للمناطق السكنية وبروز ظاهرة الأبنية العشوائية وتداخل الأبنية السكنية والتجارية فيما بينها وسط غياب التخطيط الحقيقي للمدن ، مبيناً سماحته أن العراق بلد جميل لما حباه الله به من تنوع في التضاريس والطبيعة إلا إن المشكلة تكمن في التخطيط للمدن التي تشهد حالة من الفوضى وإنعدام الرؤيا وتأخرالجهة المسؤولة عن التخطيط كثيراً في الوقت الذي يشهد عدد السكان تزايداً مستمراً ما أدى بدوره الى انتشار العشوائيات وظهور نتوءات غير منسجمة مع طبيعة المدينة ، مشدداً على وجوب إشاعة ثقافة الاحساس بالاخرين والقوانين الخاصة بانشاء المساكن وطبيعتها فمثلاً ليس من الممكن أن نُنشيء مصنعاً في حيٍ سكني أو مقهى يزعج الناس .
مشدداً على إن هذه المسألة لاتحتاج الى توافقات سياسية لحلها بل تحتاج الى ارادة واعية وتخطيط سليم واحترام خصوصية كل مدينة تفادياً لتمادي الفوضى وكيلا تصبح مدننا مدن مشوهة ، فنحن نعيش في مدن جميلة ويجب علينا ان نبرز هذه الجمالية .
كما تطرق سماحته للتداعيات الخطيرة التي يمر بها البلد والمنطقة عموماً ، داعياً الى معالجة المشاكل الامنية والسياسية بالركون الى مبدأ الحوار والتفاهم ، مبينا إن البلد يعيش في دوامة من الازمات والمشاكل التي لا يراد لها ان تحل ، إلا ان مشكلتنا تكمن في تأخير الحوار بين الفرقاء السياسيين وإن تحقق لا يعالج الخلافات الحقيقية بل يتحول الى إجراء شكلي .
مخاطباً السياسيين " الناس لديهم أملاً ورغبة في ان يجدوا بلدهم يعيش في حالة من الأمن والاستقرار فمن ذا الذي يحقق أمل الناس ؟ وينظر الى واقعهم المرير ، داعياً إياهم الى أن يتسموا بالجرأة والشجاعة في معالجة المشاكل ووضع الحلول المناسبة لها ، فالتاريخ يكتب ويجب أن يكون تاريخنا ناصعاً فلنكتب التاريخ بشكل يحفظ هيبة البلد وعزته فالعراق هو بلد الثروات والقدرات والكفاءات والعراقي هو صاحب الغيرة والشيمة والعزة والكرامة فلا نرضى بأن ينعت العراقي اليوم بانه راكضاً خلف عقدٍ مشبوه أو لاهثاً وراء نسبةٍ يستحصلها من مقاولٍ ما .
ومطالباً الفرقاء السياسيين بأن يجلسوا جلسة مكاشفة حقيقية لله وللتأريخ ولهذا الشعب المظلوم " فكم من يتيم ينظر إليكم وكم من أرملةٍ وعائلة شهيد تنتظر منكم الانصاف فضلاً عن هذه الطائفة الكبيرة من المعاقين والفقراء وهؤلاء كلهم أنتم المسؤولون عنهم أمام الله تعالى ، فإكسروا هذه القيود التي تقيدكم وإنزلوا لخدمة الناس ، الشعب العراقي صبر كثيرا وسيصبر في حال وضعتم له خطة واضحة المعالم لمعالجة الوضع " .
اترك تعليق