شهداء الطف وتفدية المعصوم لهم

من العبائر التي يُطلقها العرب مخاطبين بها الشخص الذي يعزُّ عليهم هو ما يكون مَفاده ومؤدّاه الفداء أو التفدية والمُفاداة[1]، وهي من المفردات التي تحمل بُعداً تعاطفياً مع ذلك الشخص الذي يُخاطَب بها، كأن يُقال: فدتك نفسي، أو فديتُك بنفسي، أو جُعلت فداك، أو فداك أبي وأُمّي.

 وقد ذكر أئمة الحديث أنّ الفداء بمعنى الدعاء[2]، وقد يُستغنى عن ذكر مادّة هذا اللفظ ـ لغرض التخفيف[3]ـ ويُعوّض عنه بحرف الباء فقط، فيُقال: بأبي أنت وأُمّي. أو بنفسي أنت؛ فقد ذكر المجلسي في روضة المتَّقين قائلاً: ((وسُئل  عليه السلام  ... قوله: بأبي أنت وأُمّي، أو بأبَويَّ أنت، معناه أفديك بأبي وأُمّي، وجعل الله أبي وأُمّي فداك... وهذه الباء تُسمى بباء التفدية...))[4]، وتُستعمل مادّة فدى في المعاجم اللغويّة في معنيين متغايرين:

أحدهما: أن يُجعل شيءٌ مكان شيءٍ حمًى ووقايةً له.

والآخر: شيءٌ من الطعام[5].

وما نحن بصدد الحديث عنه هو الأوّل، وتختلف بنيته الصرفيّة باختلاف الحركات التي تُصاحبه، قال الجوهري: ((الفداء إذا كُسر أوّله يُمدُّ ويُقصر، وإذا فُتح فهو مقصور. يقال: قم فدًى لك أبي. ومن العرب مَن يكسر فداء للتنوين إذا جاور لام الجرّ خاصّة، فيقول: فِداءٍ لك؛ لأنّه نكرة، يريدون به معنى الدعاء... ويقال: فداه وفاداه، إذا أعطى فداءه فأنقذه. وفداه بنفسه، وفداه تفديةً، إذا قال له: جُعلت فداءك))[6]. وهي من الصياغات التي كثُر استعمالها في المخاطبات الشرعيّة وغيرها، ولم تكن أمراً عزيزاً في تراثنا العربي عموماً، وبالأخص الإسلامي منه، كما سوف يتبيّن لنا إن شاء الله تعالى.

آراء فقهاء المسلمين حول المسألة

وقع خلاف بين فقهاء المسلمين ـ من مدرسة الخلفاء ـ في جواز تفدية الغير بالأبوين وعدمه، وقد ذكر بعضهم أقوالاً مختلفة في هذا المجال؛ حيث قال: ((وهل يجوز تفدية غيره من المؤمنين؟ فيه مذاهب، أصحُّها: نعم، بلا كراهة. وثانيها: المنع، وذلك خاصٌّ به. وثالثها: يجوز تفدية العلماء الصالحين الأخيار دون غيرهم))[7].

وبما أنّ ضمير الغائب في قوله: ((غيره)) عائد على النبي عليهما السلام ؛ فيعني ذلك أن التفدية لخصوصه عليهما السلام  في رأيهم جائزة من غير اختلاف أو نزاع بينهم.

وأمّا علماء الإمامية، فلم تأخذ المسألة بينهم حيّزاً من التعقيد، وإنّما ذكروا روايتين عن الإمام الكاظم عليه السلام  تُبيِّنان لنا أنّ تفدية الأبوين إنّما تجوز فيما لو كانا مَيّتيَن فقط، وأمّا حال حياتهما، فإنّما يُعدّ ذلك عقوقاً لهما، وهو أمر محرّم في الشرع، فقد روى الصدوق في الفقيه: ((وسُئل أبو الحسن موسى بن جعفر: عن الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبي أنت وأُمّي، أو بأبَويَّ أنت. أترى بذلك بأساً؟ فقال: إن كان أبواه حيَّين فأرى ذلك عقوقاً، وإن كان قد ماتا فلا بأس))[8].

وروى في الخصال الحديث نفسه بسند آخر، وزاد فيه: ((... ثمّ قال: كان جعفر عليه السلام  يقول: سُعدَ امرؤٌ لم يمت حتى يرى خَلَفَه من بعده، وقد ـ والله ـ أراني الله خَلَفَي من بعدي))[9].

وممّا يجدر الإشارة إليه في المقام هو أنّ هاتين الروايتين وإن ذُكرتا في الكتب الروائيّة المعتبرة لدى أساطين المتقدِّمين والمتأخرين من علمائنا[10] ـ بل إنّ رواية الشيخ الصدوق لذلك في كتابه الموسوم بـمَن لا يحضره الفقيه دليل على تبنّيه للتفريق المذكور فيهما[11]؛ لأنّ كتابه المذكور هو عبارة عن مجموعة من الفتاوى بطريقة العرض الروائي[12]ـ إلاَّ أنّ ما تتضمنانه من حكم لم يتجسَّد على واقعنا الفقهي المعاصر ـ في حدود مطالعاتنا حول الموضوع ـ فلم نجد للحكم المتقدِّم ذكراً في الموسوعات الفقهيّة والرسائل العمليّة.

وممّا لم يتردد فيه أحد من علمائنا في المقام هو أن يُفتدى المعصوم من قِبَل غيره، بنفسه أو بأبويه؛ اعتماداً على ما جاء في النصوص الشرعيّة الكثيرة التي وردت فيها مخاطبة أصحاب الأئمة لهم عليهم السلام  بهذه الصياغات، من دون أن ينكروا عليهم ذلك[13]؛ وهو ما ينبئ عن إقرارهم لهذا الفعل[14]، بل إنّهم عليهم السلام  علَّموا أصحابهم زيارات خاصّة مُتضمِّنة لهذه الصياغات والعبائر، وأمروهم بقراءتها، كما في الزيارة الجامعة: ((... بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، مَن أراد الله بدأ بكم... بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، ذِكركم في الذاكرين... بأبي أنتم وأُمّي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم؟!))[15]، وكذا ما ورد في زيارة جامعة أُخرى: ((... بأبي أنتم وأُمّي يا آل المصطفى، إنّا لا نملك إلاَّ أن نطوف حول مشاهدكم))[16]، أو في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام : ((... بأبي أنت وأُمّي يا مولاي، يا أمير المؤمنين، يا حجّة الخصام، بأبي أنت وأُمّي يا باب المقام، أشهد أنّك حبيب الله وخاصّة الله وخالصته))[17]، أو ما نقرأه في زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام : ((... السلام عليك يا بن رسول الله، أتيتك بأبي أنت وأُمّي زائراً وافداً إليك...))[18]، وغيرها من الزيارات التي لا تكاد تخلو من هذه العبائر التي حثَّ أهلُ البيت عليهم السلام  أتباعهم على مخاطبتهم بها حين زيارتهم لقبورهم عليهم السلام .

وأمّا تفدية المعصوم لغيره، فإنّ حكمه لم يكن محل وفاق عند فقهائنا؛ ولذا تطرَّق النقاش والبحث إلى ساحة النصوص التي حوت عبارة من العبائر التي تدلّ على أنّ المعصوم يفدي بنفسه، أو بآبائه المعصومين غيرَه من الناس؛ حيث إنّ هناك مجموعة من الموارد التي ورد فيها تفدية المعصوم لغيره إمّا فادياً نفسه أو أبويه، فقد يُتساءل عن جواز ذلك وعدمه، أو عن المعنى الذي تؤديه هذه العبائر الواردة في هذه النصوص، ومن أوضح الموارد التي فدى بها المعصومُ غيرَه، هو ما ورد في الزيارة الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام  لأصحاب الحسين عليه السلام  الذين استُشهدوا معه؛ حيث قال عليه السلام  فيها: ((... السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله، بأبي أنتم وأُمّي، طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم...))[19]، وهذا ما نريد تسليط الضوء عليه، والتحقق من أمره في مقالنا.

تفدية الإمام الصادق عليه السلام  أباه المعصوم لغيره

من مسلَّمات المعارف التي تطابق عليها الإمامية، هي أنّ المعصوم يفوق غيرَه من الناس بدرجات ومراتب، وأنّه أفضل من غيره من الناس، وإذا ضممنا إلى ذلك ما تقدَّم ذكره من الروايتين الدالتين على أنّ تفدية الغير بالأبوين الحيَّيَن يُعدُّ عقوقاً؛ يتولّد لدينا تساؤل مهم جداً، وهو أنّ الإمام الصادق عليه السلام  يقول في زيارة أصحاب الحسين عليه السلام : ((بأبي أنتم وأُمّي))، فكيف يفدي الإمامُ الأصحابَ بأبيه وأُمّه، مع أنّ الإمام الباقر عليه السلام  معصوم وهو حجّة الله على خلقه؟ وفي مقام الإجابة عن ذلك تُطرح عدّة توجيهات، يُفترض أن يكون كلّ واحدة منها كافياً لدفع الإشكالية التي قد تتطرَّق إلى مثل هذه النصوص.

أولاً: إنّ المعصوم عليه السلام  يُريد تعليمنا كيفيّة زيارة الشهداء

من الأُمور التي يمكن أن تصلح للإجابة عن هذا التساؤل المطروح حول إمكان صدور صياغة بالكيفيّة المتقدِّمة، هو أنّ الإمام عليه السلام  لم يفدِ الأصحابَ بأبيه وأُمّه، وإنّما أراد من ذلك أن يعلّمنا كيف نزور هؤلاء الأصحاب البررة، وهذا ما يُستفاد ممّا رواه الطوسي رحمه الله  في مصباح المتهجِّد، حيث قال: ((روى لنا جماعة، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبيه، عن جدِّه صفوان، قال: استأذنت الصادق عليه السلام  لزيارة مولانا الحسين عليه السلام ، فسألته أن يُعرِّفني ما أعمل عليه، فقال: يا صفوان، صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث، ثمّ اجمع إليك أهلك... ثمّ توجه إلى الشهداء، وقل: السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه... السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله، بأبي أنتم وأُمّي، طبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم...))[20].

 ومن الواضح أنّ الإمام الصادق عليه السلام  إنّما ذكر ذلك تعليماً لصفوان الجمّال بالأصالة ولغيره بالتبع.

وممّا يساعد على ذلك أيضاً هو طلب أصحاب الصادق عليه السلام  منه أن يعلّمهم الأعمال التي يلزم الزائر القيام بها، فيستجيب لهم ويعلّمهم الأفعال والأقوال التي تُقال في البقعة الطاهرة التي حوت الشهداء، كما في تعليمه عليه السلام  ليونس بن ظبيان، فقد روى الطوسي رحمه الله  في تهذيبه، بسنده إلى الحسين بن ثوير، أنّ يونس طلب من أبي عبد الله الصادق عليه السلام  تعليمه الأعمال التي يقوم بها إذا أراد زيارة الحسين عليه السلام ، فذكر له ذلك مصحوباً بنصّ ـ يُزار به الشهداء ـ قريبٍ من النصّ الذي تضمَّنته الزيارة التي علَّم بها صفوانَ الجمّال[21]، وهو وإن كان خالياً من التفدية الواردة في الزيارة المتقدِّمة عن صفوان، إلاَّ أنّ خصوصيتها وإرادة التعليم فيها أمر واضح، يطمئن له المتتبع[22].

وهذا الوجه نظير ما يُجاب به عن التساؤلات المطروحة حول الأدعية الواردة عن المعصومين عليهم السلام ، المتضمِّنة للاعتراف من قِبَلهم بالذنب والخطيئة، كقول أمير المؤمنين عليه السلام  في دعاء كميل: ((... اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم...))[23]، أو ما ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام  في قوله: ((... هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمَّة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان ...))[24]، وغير ذلك من النصوص الموهمة لاقترافهم عليهم السلام  الذنب والخطيئة؛ إذ إن أحد الوجوه التي أُجيب بها عن ذلك هو أنّها واردة عنهم عليهم السلام  لغرض تعليم أتباعهم كيفيّة المناجاة مع الله عز وجلّ[25].

ثانياً: ليس من الضروري أن يكون المفدَّى أفضل من المفدي

 من المسائل المهمّة التي تنفع في مقام الإجابة عن التساؤل المتقدِّم، هي أنّ مفاداة شخص بآخر لا يعني أنّ المُفدّى أفضل من الشخص الذي جعله المتكلم فداءً للمخاطب، فلا تلازم بين هذين الأمرين، فقد يكون المفدي ـ أي: مَن جُعل في الخطاب فداء للمخاطب ـ أفضل من المفدَّى بدرجات ومراتب، وإنّما يخاطب المفدَّى بهذه العبائر لأحد أمرين:

1ـ إمّا لبيان أنّه لو كان قد حصل لي أشدُّ ممّا حصل لكم لكان أهون عليَّ، وتطبيق ذلك على مقامنا بأن يكون الإمام الصادق عليه السلام  أراد بيان أنّ قَتْلَ أبي ـ الذي هو إمام معصوم وحجّة الله على الأرض ـ يكون علينا أهون من قتلكم في هذه البقعة، وبهذا النحو من القتل المفجع، ومن هذا القبيل قول الإمام الحسين عليه السلام  لأبي الفضل العباس، عندما ركب جواده: ((اركب بنفسي أنت))[26]؛ حيث إنّه عليه السلام  يفديه بنفسه، مع أنّه عليه السلام  أفضل من العباس، بل إنّه الإمام المفترض الطاعة، وخامس أصحاب الكساء الذين خاطبهم الله عز وجل بآية التطهير[27].

وممّا يصلح أن يكون مؤيداً لهذا الوجه هو ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام : ((ليس لكم أن تعزّونا ولنا أن نعزّيكم، إنّما لكم أن تهنئونا؛ لأنّكم تشاركوننا في المصيبة))[28]؛ حيث ذُكر في شرحه أنّهم عليه السلام  ـ مضافاً إلى أنّ الأنبياء والرسل وشيعتهم يشاركونهم في المصيبة ـ حين تقع المصائب والمِحن عليهم إنّما يكونون حامدين شاكرين راضين بالمصائب التي قضاها الله عز وجل لهم، لا أنّهم صابرون على ذلك[29]، ومن الواضح أنّ صاحب المصيبة يناله منها ما لم ينل غيرُه، وإن دلَّ ذيل الحديث على أنَّ النهي عن مواساتهم لمشاركتنا لهم، إلاَّ أنّها دالّة على مغايرة ما يصيبنا عمّا يصيبهم من مصيبة أيضاً.

2ـ إنّما يتمنّى الإمام هذا الشيء لكي يَعظُم أجره، ويكون أكثر ممّا هو عليه، وكأنّ الإمام عليه السلام  في زيارته للشهداء الذين قُتلوا مع جدّه الحسين عليه السلام  يُبيِّن موقفه ممّا جرى على هؤلاء الأنصار، ويقول لهم: إنّني حزين لذلك، وإنّ حُزني عليكم يترتّب عليه أجر عظيم، ويا ليت أن يكون المقتول أبي وأُمّي؛ لكي أُبيِّن صدق موقفي هذا، ولكي يكون أجري وثوابي أكثر ممّا أنا عليه. وممّا يساعد على هذا التوجيه هو ما ورد عن الفضل بن شاذان في تفسير قوله تعالى: ﭩ ﭪ ﭫ [30]، قال: ((سمعت الرضا عليه السلام  يقول: لمّا أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم عليه السلام  أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبشَ الذي أنزله عليه، تمنّى إبراهيم عليه السلام  أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام  بيده وأنّه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه؛ ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزَّ وُلده بيده؛ فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، مَن أحبُّ خلقي إليك؟ فقال: يا رب، ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إلىَّ من حبيبك محمد عليهما السلام . فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، أفهو أحبُّ إليك أو نفسك؟ قال: بل هو أحبُّ إليَّ من نفسي. قال: فولده أحبُّ إليك أو ولدك؟ قال: بل ولده. قال: فذبْحُ ولده ظلماً على أعدائه أوجع لقلبك أو ذبْح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي. قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمد عليهما السلام ، ستقتل الحسين عليه السلام  ابنه من بعده ظلماً وعدواناً، كما يُذبح الكبش؛ فيستوجبون بذلك سخطي. فجَزع إبراهيم عليه السلام  لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي. فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه السلام  وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب. فذلك قول الله عز وجل: ﭩ ﭪ ﭫ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم))[31].

فقد اعتُرض على هذه الرواية بما يتّحد مع التساؤل المطروح حول الفقرة المتقدِّمة في قول الإمام الصادق عليه السلام : ((بأبي أنتم وأُمّي يا أنصار أبي عبد الله...))، فتصدّى أئمة الحديث للإجابة عن ذلك بوجوه، أحدها ما يتناسب مع ما ذُكر في المقام[32].

إذاً؛ فليس بالضرورة أن يكون المفدَّى أفضل من المفدي، بل قد يكون المفدي أفضل منه بمراتب ودرجات، كما تبيَّن لنا من خلال الرواية الآنفة الذكر، وما أُجيب به عن الإشكال المذكور عليها.

ثالثاً: تصحّ التفدية بالميت بخلاف الحي من الآباء

من الوجوه التي يمكن أن يُستند عليها في مقام الإجابة عن التساؤل المتقدِّم، هو ما يُستفاد من الروايتين الواردتين عن الإمام الكاظم عليه السلام  ـ واللتين تفرِّقان بين التفدية بالأبوين الحيّين، وبين مَن يفديهما وهما ميتان ـ فإنّهما مطلقتان وشاملتان للتفدية من قِبَل المعصوم وغيره، فيُوظَّف مفادهما لأن يكون جواباً في المقام؛ وبما أنّ سياق الرواية المتضمّنة لزيارة الشهداء عن الإمام الصادق عليه السلام ، يدلُّ على أنّه عليه السلام  إنّما خاطبهم بهذه العبارة بعد وفاة والده الإمام الباقر عليه السلام ؛ فلا إشكال في ذلك.

وبيان ذلك: أنّ سؤال صفوان الجمّال للإمام الصادق عليه السلام  ـ عن كيفيّة زيارته للحسين عليه السلام ، وأهل بيته وأصحابه ـ إنّما يدلُّ على أنّ ذلك كان بعد تولّيه مَنصب الإمامة؛ وإنّما يكون ذلك بعد استشهاد والده الإمام الباقر عليه السلام ، وهذا الأمر يدلل على جواز تفديته عليه السلام ؛ اعتماداً على ما تقدَّم في الروايتين اللتين تُفرِّقان بين تفدية الأب في حال حياته، وبين التفدية بعد الممات.

إلاَّ أنّ هذا التوجيه المتقدِّم لم يتبنّاه أحد من فقهائنا، بل لم نجد في الموسوعات الروائيّة شاهداً عليه، سوى ما ذكرناه من إطلاق الروايتين المتقدِّمتين.

رابعاً: إنّ المفاداة ليست مرادة على نحو الحقيقة

إنّ مِن أبلغ أساليب إظهار التفجُّع والتفاعل مع الغير هو أن يبرز المتكلم له أعلى مستوى في التعبير، ومن بين الأُمور التي تفيد ذلك: هو أن يفديه بنفسه أو بمَن هو أفضل من المتكلم، فيقول له: بنفسي أنت. أو بأبي أنت وأُمّي، وممّا يصلح شاهداً على ذلك قول المازندراني رحمه الله  في شرح أصول الكافي؛ حيث قال: ((والصحيح عدم الكراهة؛ لورودها في الأَحاديث الصحيحة من طُرقنِا وطُرقِهم مع عدم الإنكار، سيّما له عليهما السلام  على أنّه ليس المراد الحقيقة، وإنّما هي على معنى الحنانة والبرّ؛ ولذلك يقول ذلك أيضاً مَن ليس له أبٌ وأُمٌّ موجودان))[33].

وعلى هذا الأساس؛ يمكننا توجيه كلّ نصّ تضمّن عبارة تحمل معنًى قريباً لما ورد في زيارة الشهداء، كما في الحادثة المرويّة عن فاطمة سيدة النساء عليها السلام  مع الحور اللاتي جئن معزياتٍ لها، فقد ورد عنها أنّها قالت عليها السلام : ((إنّي كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس، وباب الدار مغلق، وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا، وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليَّ ثلاث جوارٍ لم يرَ الراؤون بحسنهن، ولا كهيئتهن، ولا نضارة وجوههن، ولا أزكى من ريحهن، فلمّا رأيتهن قمت إليهن مستنكرةً لهنّ، فقلت: بأبي أنتن! من أهل مكة أم من أهل المدينة؟...))[34]. ومن موارده أيضاً ما ذكره السيد ابن طاووس؛ حيث أورد رحمه الله  قول السيدة زينب عليها السلام : ((بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي مَن شيبته تقطر بالدماء، بأبي مَن جدّه محمد المصطفى، بأبي مَن جدّه رسول إله السماء، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى))[35]، فلا بُدَّ من تفسير هذه النصوص بأحد التوجيهات المتقدِّمة في المقام، بما يزيل الشك والإيهام والتساؤلات عن ذهن القارئ للتراث الإسلامي.

منزلة أصحاب الحسين عليه السلام  وانسجامها مع التوجيهات المتقدِّمة

وممّا يلزم الالتفات إليه في نهاية ما تقدَّم من توجيهات للعبارة محل البحث، هو أنّ جميع الوجوه المتقدِّمة إنّما يراد منها أن ترفع الإيهامات، وتُزيح التساؤلات التي قد تنقدح في الأذهان، وأنّها لا تنفي ما لأصحاب الحسين عليه السلام  الذين استُشهدوا معه من منزلة ومقام رفيع، فكلّ ما ذُكر في المقام يدلّ على علوِّ مقامهم ورفيع شأنهم؛ حتى دعا الأئمة المعصومين عليهم السلام  إلى رسم خطّة تأدُّبية لأصحابهم في مقام زيارتهم وزيارة إمامهم الحسين وأهل بيته عليهم السلام ، على القول بأنّها خطابات تعليمية لأصحابهم، وأنها في مقام جواب السؤال عن كيفيّة زيارة سيد الشهداء عليه السلام ، وأمّا على الوجوه الثلاثة الأُخرى، فإن التفدية من قِبَل الإمام الصادق عليه السلام  مدعاة لإجلالهم وتقديرهم؛ إذ إنّ الإمام عليه السلام  يُخاطبهم بهذه العبائر المليئة بالتحنّن والتعطف، تماشياً مع ما جرت عليه عادة العرب في مخاطباتهم، في أكثر الاحتمالات والتوجيهات تشدداً في المقام، وهو رابع الاحتمالات وآخرها.

تفدية المعصوم نفسه لغيره

بعد أن ذكرنا الوجوه المتقدِّمة حول تفدية المعصوم أباه أو أبويه لغيره من الناس، ناسب أن نذكر مورداً آخر من الموارد التي فدى المعصومُ عليه السلام  غيرَه أيضاً، إلاَّ أنّ المفدي في هذا المبحث هو المتكلم نفسه، وقد ذُكر ذلك في موارد كثيرة من المصادر الروائيّة والتاريخيّة؛ فقد تكرّر إطلاق التفدية من النبي عليهما السلام  وأهل بيته عليهم السلام  لمَن هو دونهم في المرتبة، من دون فرق بين أن يكون المفدَّى هو أفضل مخلوق بعد المفدي، كأن يكون المقول له معصوماً من المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام  ـ كما في المحاورات الواردة على لسان رسول الله عليهما السلام  لأمير المؤمنين عليه السلام [36]، ومن نظائر ذلك أيضاً ما ورد عن الحسين عليه السلام  بقوله لأبي الفضل: ((اركب بنفسي أنت))[37]ـ أو منحدراً عنه بمراتب ودرجات.

وهذه الصياغات وإن كانت مغايرة للموضوع الذي حُسم أمره فيما تقدَّم من كلام، إلاَّ أنّ الجهة المبحوث عنها هنا متلائمة مع ما ذكرناه في مقالنا؛ وذلك لأنّ اختلاف المرتبة والمنزلة التي يحتلّها القائل تُبرِّر لنا التساؤل عن مدى إمكان التلفظ بهذه العبائر بما تحمله من مدلول يفهمه العُرف العام، وفي مقام الإجابة عن ذلك نكتفي بالوجوه التي توصّلنا إليها فيما تقدَّم من محاولات؛ إذ إنّ بعضها صالح لحلّ المشكلة في المقام؛ لأنّ الوصول إلى تلك النتائج المتقدَّمة ـ في مسألة البحث المتقدِّم ـ يحلُّ لنا الغموض في هذه الموارد أيضاً، ويغنينا عن الإجابة عمّا نحن فيه.

بيان ذلك: إنّ التوجيه الأوّل والرابع من التوجيهات المذكورة في البحث يصلحان لدفع الإشكالية التي تتطرَّق إلى العبارات المتضمِّنة للفداء والتفدية:

أمّا الأوّل؛ فإنّ التعليم الذي يُراد من هذه العبارة هو بيان ـ أو تعليمنا ـ المقام والمنزلة التي يحتلّها المخاطب بهذه الخطابات الصادرة عن المعصوم عليه السلام .

وأمّا الرابع منها والذي مفاده: أنّ التكلُّم بهذه الصياغة إنّما يكون على نحو التفاعل والتحنن، فهو واضح الانطباق على كلّ عبارة متضمِّنة للتفدية من قِبَل المعصوم عليه السلام  بنفسه لغيره من الناس.

والنتيجة المتحصّلة ممّا تقدَّم هو: أنّ كلَّ كلام يبرزه المعصوم للآخرين، وكان حاوياً على العبائر الدالّة على الفداء؛ لا يتنافى مع مقامهم عليهم السلام  وليس فيه أيّ محذور.

 

 الكاتب: الشيخ صباح عباس الساعدي

مجلة الإصلاح الحسيني - العدد الثالث

مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

 

_______________________________

[1] قال ابن ميثم البحراني رحمه الله  في شرح نهج البلاغة: «ثمّ عاد إلى التفدية، وهى كلمة معتادة للعرب تُقال لمَن يعزّ عليهم». البحراني، ابن ميثم، شرح نهج البلاغة: ج4، ص120. واُنظر: المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج4، ص1511.

[2] قال المازندراني رحمه الله : «قولك: (فديتك) على صيغة المجرّد المعلوم جملة دعائية... أيّ: استنقذتك من البلية بنفسي ومالي. قال في المغرب: فداه من الأسر فداءً وفدًى، استنقذه منه بمال، والفدية اسم ذلك المال». المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج6، ص3200.

[3] قال العيني: «قوله: ( بأبي وأمي )، الباء تتعلَّق بمحذوف، إمّا اسم، فيكون تقديره: أنت مُفدى بأبي وأمي، وإمّا فعل، فالتقدير: فديتك بأبي، وحُذف تخفيفاً؛ لكثرة الاستعمال، وعِلم المخاطب به...». العيني، عمدة القاري: ج5، ص293ـ 2944.

[4] المجلسي، محمد تقي، روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص477 ـ 478.

[5] قال ابن فارس: «فدى: الفاء والدال والحرف المعتل كلمتان متباينتان جداً، فالأُولى: أن يجعل شيء مكان شيء حمًى له. والأُخرى: شيء من الطعام. فالأُولى قولك: فديته أفديه، كأنّك تحميه بنفسك أو بشيء  يعوِّض عنه، يقولون: هو فداؤك. إذا كُسرت مددت، وإذا فُتحت قُصرت، يُقال: هو فداك. قال:

فدًى لكما رجلي أُمّي وخالتي * غداة الكلاب إذ تحزّ الدوابر

 وقال في الممدود:

مهلاً فداء لك الأقوام كلهم * وما أثمر من مال ومن ولد

ويقال: تفادى من الشيء. إذا تحاماه وانزوى عنه، والأصل في هذه الكلمة ما ذكرناه، وهو التفادي، أن يتَّقي الناس بعضهم ببعض، كأنّه يجعل صاحبه فداء نفسه قال: تفادى الأُسود الغُلب منه تفادياً.

والكلمة الأُخرى: الفداء ممدود، وهو مسطح التمر بلغة عبد القيس. حكاه ابن دريد، وقال أبو عمرو: الفداء جماعة الطعام من الشعير والتمر ونحوها، قال:

كأن فداءها إذ جرّدوه * وطافوا حوله سلك يتيم».

ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة: ج4، ص483.

[6] الجوهري، الصحاح: ج6، ص2453.

[7] العيني، عمدة القارئ: ج5، ص294.

[8] الصدوق، محمد بن علي، مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص187.

[9] الصدوق، محمد بن علي، الخصال: ص26.

[10] اُنظر: الحرّ العاملي، هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمة: ج1، ص237.

[11] فقد ذكر الصدوق رحمه الله  في مقدِّمة كتاب مَن لا يحضره الفقيه: «... ولم أقصد فيه قصد المصنِّفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أُفتي به وأحكم بصحّته، وأعتقد فيه أنّه حجّة فيما بيني وبين ربي...». الصدوق، محمد بن علي، مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص33.

[12] اُنظر: البهبهاني، محمد باقر، حاشية مجمع الفائدة والبرهان: ص8.

[13] اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص375.

[14] اُنظر: المصدر السابق: ص375.

[15] المصدر السابق: ج2، ص615.

[16] ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: ص299.

[17] الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص742.

[18] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص60.

[19] الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجّد: ص723. وابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار: 45.

[20] الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص717ـ 723.

[21] اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص54.

[22] وقد ذهب السيد السبزواري رحمه الله  في مهذّب الأحكام، إلى أنّ الإمام عليه السلام  إنّما يُعلّم أصحابه؛ حيث قال رحمه الله : «وأمّا زيارة الشهداء فلِما ورد في تعليم الصادق عليه السلام  كيفيّة زيارة الحسين عليه السلام  ليونس بن ظبيان». ج15، ص700.

[23] الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص844.

[24] الصحيفة السجادية، ص140.

[25] اُنظر: السبحاني، جعفر، عصمة الأنبياء في القرآن: ص219.

[26] الأزدي، لوط بن يحيى، مقتل أبي مخنف: ص105. البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص184. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج4، ص315. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص90.

[27] قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. الأحزاب: آية33.

[28] الصدوق، محمد بن علي، مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص187.

[29] اُنظر: المجلسي، محمد تقي، روضة المتّقين في شرح مَن لا يحضره الفقيه: ج1، ص477.

[30] الصافات: آية107.

[31] الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا: ج1، ص187. والخصال: ص58.

[32] قال البحراني في كتابه العوالم تعليقاً على هذا الحديث: «قد أُورد على هذا الخبر إعضال، وهو أنّه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام ، لا يكون المُفدى عنه أجلّ رتبة من المَفدى به، فإنّ  أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أُولي العزم عليهم السلام ، فكيف من غيرهم؟ مع أنّ الظاهر من استعمال لفظ الفداء: التعويض عن الشيء بما دونه في الخِطَر والشرف.

وأُجيب بأنّ الحسين عليه السلام  لمّا كان من أولاد إسماعيل عليه السلام ، فلو كان ذُبح إسماعيل عليه السلام  لم يُوجد نبينا وكذا سائر الأئمة  عليهم السلام  وسائر الأنبياء من وُلد إسماعيل، فإذا عُوِّض من ذبح إسماعيل عليه السلام  بذبح واحد من أسباطه وأولاده وهو الحسين  عليه السلام ؛ فكأنّه عُوِّض عن ذبح الكلّ وعدم وجودهم بالكليّة بذبح واحد من الأجزاء بخصوصه، ولا شكّ في أنّ مرتبة كلّ السلسلة أعظم وأجلّ من مرتبة الجزء بخصوصه.

وقِيل: ليس في الخبر أنّه فدى إسماعيل بالحسين عليه السلام ، بل فيه أنّه فدى جزع إبراهيم على إسماعيل بجزعه على الحسين عليه السلام ، وظاهر أنّ الفداء على هذا ليس على معناه بل المراد التعويض، ولمّا كان أسفه على ما فات منه من ثواب الجزع على ابنه، عوّض‍ه الله بما هو أجلّ وأشرف وأكثر ثواباً وهو الجزع على الحسين عليه السلام .

والحاصل: إن شهادة الحسين عليه السلام  كان أمراً مُقرراً، ولم يكن لرفع قتل إسماعيل حتى يرد الإشكال، وعلى ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين:

الأول: أن يُقدّر مضاف، أي: فديناه (بجزع مذبوح عظيم الشأن).

والثاني: أن تكون الباء سببية، أي: فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه. وعلى التقديرين لا بُدَّ من تقدير مضاف أو تجوّز في الإسناد في قوله: فديناه. والله يعلم». البحراني، عبد الله، العوالم: ص107.

[33] المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج5، ص330.

[34] ابن طاووس، علي بن موسى، مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص6.

[35] ابن طاووس، علي بن موسى، الملهوف على قتلى الطفوف: ص79.

[36] فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: «قم يا علي، فديتك فاخطب لنفسك؛ فإنّ هذا يوم كرامتك عند الله وعند رسوله». بل تكرّر قول رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام  هذه العبارة، إذ إنه صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام : «... فديتك يا علي، بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ...». الطبري، ابن جرير، دلائل الإمامة: ص3877.

[37] الأزدي، لوط بن يحيى، مقتل أبي مخنف: ص105. والبلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف: ج3، ص184. والطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري: ج4، ص315. والمفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص90.

 

المرفقات