تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(12/ذو القعدة/1436هـ)الموافق(28 / 8 / 2015م) امرين استهلهما سماحته:الأمر الاول:ان من متطلبات النجاح في معركة الاصلاح هو تفهم الساسة الذين بيدهم مقاليد الامور في البلاد لأحقية مطالب الشعب بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، وقيامهم بخطوات اساسية تحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن بأنهم يتجاوبون مع هذه المطالب ويؤمنون بها ويسعون بجد وصدق لت28/8/2015م حقيقها..فالمواطن جرّب وخَبِر وعوداً سابقة لم يجد منها على ارض الواقع ما يفي بحل المشاكل التي يعاني منها طويلا، بل وجد انها اريد بها مجرد تهدئة المشاعر وتسكين آلام المعاناة بصورة مؤقتة، فلابد من ان يعمل المسؤولون في هذه المرة بصورة مختلفة عما مضى ويكسبوا ثقة المواطنين بأنهم جادّون في الاصلاح وصادقون في نواياهم مع الشعب.وعلى الشعب الذي يخوض معركة الاصلاح – في جنب معركته المصيرية مع الإرهابيين- أن يتنبه الى ان النجاح في هذه المعركة يتطلب توظيفاً سليماً وصحيحاً لآلياتها حتى يضمن الوصول الى الهدف المنشود،ومن ذلك ان يُحسن المواطنون المنادون بالإصلاح اختيار عناوين مطالبهم بحيث تعبّر عن اصالة وحقانية هذه المطالب ولا يسمحوا بحرفها الى عناوين تعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية والمتضررين منها للطعن بها والنيل من اصالتها الوطنية، او تمنح الفرصة لذوي الاغراض الخاصة باستغلالها للوصول الى اهدافهم.وتجدر الاشارة هنا الى ما سبق ان أكدت عليه المرجعية الدينية العليا من ان منهجها هو بيان الخطوط العامة للعملية الاصلاحية، واما تفاصيل الخطوات الضرورية لذلك فهي في عهدة الواعين من المسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي تأمل ان يوفّقوا في القيام بها ويتّخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي، الذي هو مصدر جميع السلطات.الأمر الثاني :اتسعت في الآونة الاخيرة ظاهرة هجرة اعداد كبيرة من الشباب العراقي الى بلدان اخرى – حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة،ويتحملون مخاطر كبيرة لهذا الغرض، وقد وقعت حوادث مؤسفة أدت الى وفاة اعداد منهم... وهذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بإفراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والأكاديمية، وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لأدنى أمل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب وإحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم.وأننا في الوقت الذي نهيب بالمسؤولين ان يدركوا حجم مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها على البلد ويعملوا بصورة جادة على اصلاح الاوضاع والبدء بخطة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية ويسعوا في تنشيط القطاع الخاص لتوظيف اكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل، فإننا نهيب بأبنائنا وأحبتنا من الشباب المحبطين من الاوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا الى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم ويقارعون الارهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات...هؤلاء الميامين الذين ينبغي ان يكونوا القدوة لجميع العراقيين في تحمل الصعاب والصبر على المكاره في سبيل عزة الوطن وكرامة الشعب.متابعة وتحرير / الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق