شهر رمضان الذي يعد من اعظم الشهور عند الله يضم ليلة عظيمة تمثل سراً من اسرار الباري عزو جل كونها تعتبر خير من الف شهر وهي ليلة القدر.
سر هذه الليلة تكشفه رواية جاءت في تفسيري نور الثقلين والبرهان، وكذلك كتاب بحار الأنوار، فقد وردت بإسناد الإمام الباقر، عليه السلام، قوله في تفسير سورة القدر قال: "إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر".
أما تفصيل ذلك، فيأتي فيما ورد عن الإمام الصادق، عليه السلام إذ قال: " الليلة - أي ليلة القدر - فاطمة الزهراء والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها.
قد يحظى هذا التوضيح للوهلة الأولى بشك الكثيرين، أو صعوبة تقبله، غير أن التتبع للروايات الشريفة يزيل شيئاً من ذلك بعد أن نجد ما يؤيد وجود ارتباط وثيق بين الاثنين.
جملة من "الطقوس" قام بها النبي قبل أن يكون مع خديجة تنبئ بوجود ارتباط "كوني" بين فاطمة وليلة القدر أو أي شيء مقدس آخر.
يأمر الله نبيه، محمد صلى الله عليه وآله، بأن يترك بيته أربعين يوماً، ويصوم النهار ويصلي الليل، ليكون بعد ذلك إفطاره على ثمرة من ثمار الجنة.
ماذا قال النبي عن ذلك؟!
يقول، صلى الله عليه وآله، "جبرائيل (عليه السلام) أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة".
يسعى المؤمن عبر ليلة القدر إلى نيل رضا الله، لكن النصوص المأثورة تكشف طريقاً آخراً لهذا "الرضا" وهو ما ورد في الروايات الشريفة من أن "رضا الله من رضا فاطمة".
كما يسعى المؤمن عبر إحياء ليلة القدر إلى النجاة من أهوال القيامة، وفقاً لتباشير النصوص الدينية، لكن النصوص تشير أيضاً إلى أن فاطمة هي طوق النجاة الأخير لشيعتها من النار!
وجه التوافق بين هذه الليلة وفاطمة عليها السلام، هو سبيل "الخلاص" فكلاهما ينظر إليهما على أنهم الأمل الأخير سواء في السنة، أو في الدهر الذي سينتهي يوماً ما، ولا غير فاطمة يدرك من فاته الدهر وحان وقت محاسبته.
فهي - كما ورد في الرواية - تفطم شيعتها من النار، وتلتقط شيعتها ومحبيها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء.
فخير ليلة هي ليلة القدر، وخير من يستحق الرضا بعد الله ورسوله هي فاطمة عليهم السلام.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق