(مقبرة الضلوعية) باحة صغيرة بحجمها ، لكنها كبيرة بقصصها وعطاءها ، وأحداثها ومآسيها، وساكنيها الذين احتضنتهم تحت ثراها بعد أن تم جمعهم من حدائق الدور المجاورة ، والبعيدة في ذلك القضاء ؛ إثر تعرضهم لهجوم عصابات همجية كافرة.
المقبرة اختصرت حكايات (6) أشهر من القتال والمواجهة كتمتها تحت ترابها، لكن صور ملائكة الرحمة من أطفال ذلك القضاء وأبناءه، ورجاله ونساءه ، وشيوخه التي اعتلت مواقع الدفن تحدثت بلغة الصمت ؛ لتعلن عن الانتصار الحقيقي ، وتطهير القضاء من براثن تلك الزمرة الكافرة ، وخلودهم مقابل هزيمة الأعداء، ولعل الصورة كشفت لمتابعيها عن براءة من احتضنتهم تلك المقبرة التي ضمت أطفالاً بعمر الورود لم تعرف عواطفهم وأحاسيسهم لغة العنف، والقتل والتشريد.
كما إن صورة الشهيد الطفل الذي لم يبلغ الحلم (يزن بلال الجبوري) تترجم عن سقوطه شهيداً دفاعاً عن مدينته؛ كونه رفع علم بلده منادياً بصوته الغريد (أبد ما اااانطي الضلوعية).
القضاء الذي شهد غياباً واضحاً للحكومة ارتأى أهله أن يقوموا بوضع نصب تذكاري بسيط خلف ساتر الصد الأول ليحاكي النصب التراثية أو المجسمات التي تقوم الحكومات التي تحترم شعوبها بنصبها تخليداً لشخصيات تفانت في خدمة أوطانها؛ فعزم أهالي القضاء على جمع علب العتاد ، وحاضنات الرصاص؛ لتكون شاهداً على مقاومة أهالي المدينة ، وصمودها للأشهر الستة المتواصلة.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق