المرجعية الدينية في النجف الأشرف تتفاءل بزيارة معصوم إلى الرياض

عبرت المرجعية الدينية في النجف الأشرف عن تفاؤلها بزيارة فخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى المملكة العربية السعودية وأملها في مساهمتها بحل المشاكل العالقة ولو بشكل تدريجي وحسب الأهمية والأولوية.الرئيس معصوم توجه فور وصوله أمس الأربعاء الموافق 12-11-2014م إلى النجف الأشرف عبر مطار المدينة الدولي إلى زيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام ) وبعد ذلك التقى المرجع السيستاني ومراجع الدين العظام السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد إسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اليعقوبي ومرقد السيدين عبد العزيز الحكيم ومحمد باقر الحكيم ثم التقى السيد محمد بحر العلوم وكانت محطته الأخيرة مطار النجف الأشرف الدولي ليتوجه بعدها إلى المملكة العربية السعودية لتلبية دعوة رسمية وجهتها إليه الحكومة السعودية لإصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين.وكان في استقبال الرئيس معصوم محافظ النجف الأشرف عدنان الزرفي ورئيس مجلس المحافظة خضير الجبوري وعدد من أعضاء مجلس المحافظة ووزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري ووزير الداخلية محمد الغبان.كانت أولى محطات الرئيس معصوم زيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب وأداء صلاة الزيارة ودعا معصوم إلى المزيد من مشاريع التوسعة في المرقد العلوي الطاهر وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين الكرام القادمين من جميع أنحاء المعمورة، حيث كان في استقباله الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين وأعضاء مجلس الإدارة العاملون في العتبة المقدسة ورحَّب الأمين العام بالرئيس معصوم والوفد المرافق له ، مقدما له شرحاً موجزاً عن مشاريع التوسعة الاستراتيجية التي تقوم إدارة العتبة المقدسة على إنجازها خدمة للزائرين الكرام.بدوره قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إن " زيارة المرقد المقدس تأتي لاستلهام العبرة من صاحبه (سلام الله عليه) مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توسعة المرقد الطاهر لأمير المؤمنين عليه السلام لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرين وأبدى في ذات الوقت إعجابه بحملة الإعمار المستمرة التي تشهدها العتبة العلوية المقدسة".وقدم الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة في ختام اللقاء عددا من الهدايا الرمزية إلى رئيس الجمهورية والوفد المرافق له .بعد ذلك توجه الرئيس معصوم إلى مقر المرجع الديني السيد علي السيستاني للقاء به وأكد معصوم أن توجيهات المرجع السيستاني جنبت العراق الكثير من المخاطر والمنزلقات.وقال معصوم في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه المرجع السيستاني " تشرفت بزيارة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني وقبل ذلك كان لي زيارات لسماحته ضمن وفود حكومية وبرلمانية، وفي كل زيارة نستمع إلى توجيهاته ووجهات نظره القيمة التي خلصتنا من مشاكل كثيرة عندما كنا في صدد كتابة الدستور وإقراره، وتشكيل الدولة العراقية بعد العام 2003، حيث كان لتوجيهاته الدور الأساسي بذلك".وأضاف معصوم إن "سماحة السيد ينظر إلى العراقيين سواء ولا يفرق بين مكونات الشعب العراقي، ودائما كان لتوجيهاته الدور الأساسي في حفظ وحدة العراق أرضا وشعبا، فشكرا لسماحته على هذه التوجيهات والكلمات القيمة".كما استقبل سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، رئيس الجمهورية العراقي د.فؤاد معصوم والوفد المرافق له وقدم الرئيس معصوم للمرجع الحكيم شرحاً لأهم مجريات العملية السياسية ومسارات الإصلاح السياسي العراقي الداخلي والخارجي، مقدماً شكره لما قدمه سماحة المرجع من نصائح وتوجيهات، ومؤكداً أن بتوجيهات المرجعية الدينية الأبوية في النجف الأشرف نرتقي بالعراق، ونصل به لبر الأمان، وأن فخامته بصدد القيام بجولة لتطبيع العلاقات مع دول الحوار والإقليم للارتقاء بواقع العلاقات العراقية مع محيطه وتجفيف منابع الإرهاب.من جهته عبّر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي عن تفاؤله بزيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم إلى المملكة العربية السعودية وأمله في مساهمتها بحل المشاكل العالقة -ولو تدريجيا- بحسب الأهمية والأولوية. وقال المرجع اليعقوبي لدى استقباله فخامة الرئيس قبل توجهه إلى الرياض " إن الأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات بين البلدين بعد التغيرات السياسية الأخيرة في العراق تساعد على تقريب مسافة الحل خصوصاً وإن فخامة الرئيس يذهب مستنداً إلى إجماعٍ من القوى السياسية وتأييدٍ من المرجعية الدينية في النجف الأشرف حيث ينطلق منها إلى المملكة السعودية لإيصال هذه الرسالة، مع حصول القناعة المشتركة لدى قيادة البلدين بأن خطر الإرهاب والتكفير يهدد الجميع على حدٍ سواء، ولا يفرّق بين دين وآخر أو طائفةٍ وأخرى أو قومية وأخرى".وذكر اليعقوبي شاهداً على ذلك الحادث المؤلم الذي وقع في حسينية المصطفى في قرية (الدالوة) التابعة للإحساء في الأسبوع الماضي حين هاجم بعض الإرهابيين حشداً من المعزّين في ذكرى الإمام الحسين مما أدى إلى استشهاد وإصابة عددٍ منهم، وأثنى اليعقوبي على حكمة ونُبل المفجوعين حيث التزموا الصبر وتركوا معالجة الموقف إلى القوات الحكومية التي سارعت إلى ملاحقة القتلة ومن يقف وراءهم، وأدت المداهمة إلى التضحية باثنين من رجال الأمن، فما كان من الجماهير المشاركة في التشييع إلا أنْ تضع صورتيهما في مقدّمة التشييع مع جثامين الشهداء للتعبير عن وحدة الموقف وتلاحم الشعب ضد ثقافة التكفير وخوارج العصر.وأكّد اليعقوبي في حديثه على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وحل الخلافات بين الكتل السياسية وتوحيد المواقف إزاء هذه القضايا الخطيرة مادام العدو يستهدف الجميع ويريد تخريب الحياة في كل جوانبها ووعد الرئيس معصوم بأن يكون هذا المشروع على رأس أولوياته وأنه يسعى لجمع كل القيادات السياسية ليتحملوا مسؤوليتهم لتحقيق السلم الأهلي وتحقيق مصالحة حقيقية.كما ذكر اليعقوبي أن الله تعالى وَفّر للقيادات السياسية أعظم الفرص لطاعته، لأن أي إنجاز يحققونه يعود بالنفعِ على ملايين الناس وليس في العراق فقط وإنما لكل شعوب المنطقة وهذا يعني سعة الثواب الذي يحصلون عليه.كما استقبل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي الرئيس معصوم مع الوفد المرافق له، المرجع النجفي أكد خلال لقاءِه على أهمية أن يعود العراق موحداً قوياً عزيزاً بِكُل أبناءه وطوائفه وقومياته، مشيراً إلى أهمية إصلاح الأخطاء الماضية والعمل على النهوض بالواقع الأمني بمختلف قطاعاته وصنوفه، ومكافحة الفساد المالي والإداري السبب الأساس لتفاقم معاناة العراقيين وتدهور الوضع الأمني. وفي صدد محاربة الإرهاب شدد النجفي على الساسة العمل بجد لإصلاح الأخطاء الماضية لإعادة تحرير جميع مُدن العراق من أيدي الإرهاب، وأن يعود أبناؤنا في الموصل والمناطق الغربية لمدنهم آمنين، وأن تضبط الحدود العراقية وأن تحفظ سيادة العراق.وتوجه الرئيس معصوم لزيارة مرقد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم( قدس سره ) والسيد عبد العزيز الحيكم وقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .وشمل برنامج زيارة الرئيس معصوم زيارة سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم في مقر إقامته والسؤال عن صحته وتجاذب أطراف الحديث عن الوضع السياسي الداخلي وعلاقة العراق بدول الجوار وبالأخص المملكة العربية السعودية.وكانت المحطة الأخيرة للرئيس معصوم هي مطار النجف الدولي حيث صرح رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم إن "مطار النجف الأشرف الدولي يعد بوابة العراق إلى العالم رغم قلة الإمكانات ولكنه يعمل كمطارات الدول المتطورة".جاء ذلك خلال تصريح خاص خص به صحيفة النجف الآن قائلا : " نحن نسعى من خلال البرنامج الحكومي الاعتماد على القطاع السياحي الذي يمثل مورد اقتصادي مهم جدا كمورد النفط".مشيراً إلى " أهمية السياحة الدينية من خلال مطار النجف الأشرف الدولي الذي نعتبره من الإنجازات التي تستحق الثناء لفتحه بوابات العالم الإسلامي إلى العراق الجديد ".من الجدير بالذكر أن زيارة رئيس الجمهورية تعد الأولى من نوعها لزيارة محافظة النجف الأشرف منذ تسنمه رئاسة الجمهورية لما تمثله مدينة النجف الأشرف من موقع مهم في الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي والعمراني.فراس الكرباسي/ النجف الأشرفالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

.

المرفقات