العتبة العباسية المقدسة تنشيء مختبرا هندسيا لفحص جودة المواد وصلاحيتها وفق التطور العلمي الحديث

تتميّز المشاريع الهندسية بأنّها عبارة عن مجموعة خطوات تُتّخذ من قبل الكوادر العاملة من أجل إنجاز أيّ مشروع، ومن أبرز وأهمّ الخطوات هي أن تمرّ المواد الداخلة في عملية البناء الى مرحلة الفحص بواسطة أحدث الأجهزة المستخدمة في هذا المجال بغية التأكّد من جودتها وصلاحيتها، ولأنّ العتبة العباسية المقدسة تطمح الى أن تكون مشاريعها متكاملة من جميع جوانبها، ارتأت بأن يكون هناك مختبر لفحص المواد الإنشائية خاص بالعتبة المقدسة، وضمن هيكلية قسم المشاريع الهندسية فيها.ومن أجل الوقوف على أبرز أعمال هذا المختبر، ومعرفة مكوّناته وأهمّ مراحل الفحص الخاصة بالمواد الإنشائية،تحدث  الأستاذ المهندس عمار عدنان محمد مدير المختبر، ليحدّثنا قائلاً:"يعتبر مشروع المختبر الهندسي والإنشائي من المشاريع الاستراتيجية المهمة؛ نظراً للتوسّع في المشاريع المختلفة التي تبنّتها العتبة المقدسة، ممّا استوجب أن يكون هناك مختبرا خاصا بالعتبة المقدسة من أجل تلبية حاجتها في هذا المجال، إضافةً الى الجانب الاستثماري الذي اتّخذه المختبر ضمن آلية عمله، وذلك لحركة الإعمار التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة، فقد جاء تأسيس هذا المختبر أيضاً لدعم مشاريع المحافظة المقدسة".مضيفاً: "يتكون المختبر الهندسي الإنشائي من عدّة مختبرات وهي:1- مختبر البناء: وعمله هو فحص مادة الصبّ (الكونكريت) وحديد التسليح، وكذلك المواد الداخلة في عملية البناء كـ(الثرمستون) والكاشي (المقرنص) بالإضافة الى فحص (الشتايكر) والذي هو بقياس (40سم×40سم)، وكذلك يتمّ من خلال هذا المختبر فحص مادتي (الطابوق) و(البلوك).2- مختبر تحليلات التربة: يتمّ فيه فحص التربة، فهو بشقّين: الأول هو فحص التربة، ويتمثّل بفحص نوعية التربة، ويقتصر هذا الفحص على التربة الخاصة بدفن الطرق، وهي إحدى المراحل التي تمرّ بها عملية تعبيد الشوارع (تبليطها)، وتتمّ هذه الطريقة بمرحلتين: الأولى تسبق عملية تغطية الطرق بالتربة، حيث يتمّ أخذ عيّنات بشكل أكداس ليتمّ فحصها. أمّا المرحلة الثانية فهي بعد فرشها وحدلها يتمّ فحصها أيضاً بواسطة هذا المختبر. أمّا الشق الثاني فيُسمّى بـ(تحرّيات التربة)، وهذه العملية تختلف عن سابقتها، فهي أكثر تعقيداً؛ كونها تتمّ عن طريق حفر التربة بمسافة تتراوح من (25م) الى (30م)، حيث تؤخذ التربة أيضاً ليتمّ فحصها في مختبر الفحص الخاص بها.3- مختبر التحليلات الكيميائية: يعتبر من أهمّ المختبرات الموجودة، إذ يجري العمل فيه بشكلٍ دقيق جداً، وهو من المراحل التي تكوّن مفصلاً مهماً في تحديد جزءٍ كبير من جودة المشروع؛ لأنّ في هذا المختبر يتمّ فحص تكوين التركيب الداخلي للمواد الداخلة في عملية البناء، وتتمّ هذه العملية باستخدام أجهزة مختصّة تمّ استيرادها من أجود المناشئ، وهي من أحدث الأجهزة المستخدمة في هذا المجال.4- المختبرات الحقلية: وهي تختلف عن غيرها لأنّ عملها يتمّ في موقع المشروع، حيث يتمّ نصب هذا المختبر في موقع العمل بعد أن يتمّ التعاقد مع الشركة المنفّذة للمشروع، وهذا المختبر يلجأ اليه البعض من أجل اختصار الفترة التي تستغرق في عملية الفحص، فبدلاً من أن تُؤخذ عينات من المواد التي يُراد فحصها ونقلها الى المختبر، يتمّ الفحص موضعياً، حيث تفحص هذه الأجهزة المواد الداخلة في مشروع معين كمادة (الكونكريت)، وأيضاً الطرق، وكذلك مادة (السبيس) بعد عملية التسوية.5- مختبر الطرق والجسور: يختصّ بفحص الطرق التي تتمّ تسويتها بمادة (السبيس) المعروفة التي توضع قبل مادة (القير) التي تُستخدم في عملية تعبيد الشوارع، ولأنّ العتبة العباسية المقدسة تطمح إلى أن تكون مشاريعها ذات دقة عالية تستمرّ لفترة طويلة فقد شرعت باستيراد جهاز خاصٍّ لفحص الطرق، وهذا الجهاز يُختصر فيه الوقت والجهد، إذ يعمل على الفحص بشكلٍ موضعي".مُوضّحاً: "أنّه في بداية تأسيس المختبر الهندسي الإنشائي، كان عمله مقتصراً على مشاريع العتبة العباسية المقدسة، ولكن بعد اتّساع رقعة المشاريع ونجاحها فضلاً عن السمعة الطيبة التي حقّقها المختبر في هذا المجال دفع الجهات الرسمية الى التعاون معه، فكان ذلك كخطوة إيجابية نحو تسهيل عمل المختبر، لعلّ من أهمّها هو حصول المختبر على إجازة رسمية من أجل مزاولة عمله، ليدخل المشروع نتيجة لذلك في مجال الاستثمار.

متابعة/ الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات