مضيف أبي الفضل العبَّاس أمثولة الكرم والسَّخاء

لقد جَمع أهل البيت (عليهم السلام) بين غُرر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الحميدة والمناقب الفريدة الكرم، والتي أكَّد عليها ديننا الحنيف وأشاد أهل البيت ( عليهم السلام) بالكرم والكرماء ، وقد ورثَ أبو الفضل العبّاس من بيت النبوَّة الكرم والعلم والأخلاق الفاضلة والتضحية في سبيل الله والصلابة في الحق وحُب الفقراء من جدِّه وأبيه وأخيه ، فالعبَّاس(عليه السلام) مثَّل جميع صور الكرم في معركة الطف فهو ساقي عطاشى كربلاء ،وإكمالاً لهذا النهج وتلك المسيرة يقوم مضيف العَتبة العبَّاسية المُطهَّرة بتقديم الطعام والشراب لزائري أبي عبد الله الحُسين وأخيه أبي الفضل(عليهما السلام) وللإلمام بصورةٍ أوسع عن عمل قِسم المضيف وما يقدِّمه من خدمات ٍ للزائرين كان لنا لقاءٌ مع الحاج كاظم عبد الحسين رئيس قِسم المضيف وأفادنا " يعدُّ مُضيف أبي الفضل العبّاس أقدّم مضيف في العَتبات المُقدَّسة حيث يعود تاريخه كبناية الى سنة 1980 حيث كانت هناك مضايقات كثيرة إبَّان حُكم الطاغية حيث تمَّ غلقه وتحويله الى مُعتقل لزائري سيد الشهداء (عليه السلام) وفي سنة 1991 وتزامناً مع الإنتفاضة الشعبانية تمَّ فتح المضيف وتوزيع وجبات الطعام طيلة أيام الإنتفاضة ، وبعدها أصدر النظام البائد أحكامه الجائرة بمنع الزيارة والتضييق على الزائرين فتمَّ غلق المضيف طيلة هذه الفترة حتى سقوط نظام الطاغية وإعادة إدارة العَتبات المقدَّسة الى المرجعية الدينية ، حيث تمَّ تشكيل لجان لإدارة العَتبتين المُقدَّستين الحُسينية والعبَّاسية حيث تمَّ طرح فِكرة إعادة فتح مضيف أبي الفضل العباس(عليه السلام) ولقيت ترحيباً وإهتماماً كبيرين من قِبل أعضاء اللجان ، وبعدها تمَّ إعادة وتأهيل المضيف وتجهيزه بكافة المستلزمات بعد أن كان يحتوي على بعض الأدوات البسيطة ، فقامت الكوادر الفنية في العَتبة العَبَّاسية بتوسعته وتأهيله بفترةٍ قصيرةٍ ، وفتح أبواب المضيف للزائرين الكرام بواقع وجبتين (الغداء والعشاء) وبطاقة ( 120 شخص) للوجبة الواحدة وإستمر عمل المضيف على هذه الوتيرة منذ عام 2004 لغاية يومنا هذا، إضافةً الى إستحداث خِدمة التوزيع الخارجي حيث يتم توزيع( 30,000 وجبة) يومياً ، ولم يتوقّف طموحنا الى هذا الحد بل تمَّ توسعة المضيف ضمن مشروع توسعة الحائر الشريف فشمل هذا المشروع توسعة المضيف لترتفع طاقته الإستيعابية لتصل الى ( 3000شخص) في الوجبة الواحدة يومياً ، وعلى مدار 24 ساعة خلال الأيام الإعتيادية ، أمَّا في أيام الزيارات يتمّ الإستعانة بالإخوة المتطوّعين ليصل عدد الوجبة الواحدة في أيام الزيارات المليونية الى (1000شخص ) بالإضافة الى التوزيع الخارجي ،إذ يقوم المضيف بتوزيع وجبات طعام متنوّعة ، حيث تمَّ شراء عدد من الشوَّايات العملاقة تماشياً مع الأعداد الكبيرة للزائرين،وكذلك تمَّ إستحداث قِسم المضيف الخارجي والذي يُقدّم خدماته على المنافذ الثلاثة لدخول الزائرين الى كربلاءالمقدَّسة (بغداد ـ النجف – بابل ) ، حيث يتم سنوياً وضع خطَّة عمل لكل زيارة ، ففي الزيارات المليونية يقوم المضيف بتوزيع الوجبات قبل الزيارة بأيامٍ فمثلاً الزيارة الأربعنية يتم التوزيع فيها إبتداءً من 1صفر الى نهاية شهر صفر -أي بعد الإنتهاء من زيارة وفاة الرسول الأعظم- ، ومن العادات التي حرصَ قِسم المضيف على القيام بها في كل عام هي رفع راية أبي الفضل العباس (عليه السلام) في المضائف الخارجية والتي تتميّز بكونها أعلى راية في العراق حيث يبلغ إرتفاعها (40متر) ليشعر الزائربأنَّ راية العبّاس (عليه السلام) لا تزال خفاقةً بيمينه تشهد على شجاعته وجوده وكرمه". وعن تساؤلنا عن آلية دخول الزائرين الى المضيف أجاب الحاج كاظم " يدخل الزائر الى المضيف للتبرك عن طريق حصوله على بطاقة دخول عِبر ثلاثة مراكزهي إستعلامات المضيف والعلاقات العامّة وقِسم الهدايا والنذور ، أمّا الشخص الذي لايتسنّى له الحصول على بطاقة فإنَّه يستطيع الحصول على طعام التبرُّك من خلال الوجبات التي يتم توزيعها يومياً والبالغة( 100الى 200شخص) يومياً. تقرير:علي عبد النبي جبر

المرفقات