منذ مايقارب سبعة قرون هجرية مرت على آخر توسعة للحرم الحسيني المقدس وهي في زمن أويس بن الحسن الجلائري والتي لازالت شاخصة لهذا اليوم والمتمثل بالسور القديم بأواوينه وغرفه المزينة بالنقوش الاسلامية, اذ شرعت العتبة الحسينية بعد التوسع في اعداد الزائرين القاصدين مدينة كربلاء المقدسة ونظراً للحاجة الملحة لمضاعفة الخدمة المقدمة للزائرين شرعت بمشروع توسعة الحائر الحسيني المقدس وذلك ببناء مشروع يحيط بالبناء القديم, لكن لكل مرحلة مايميزه عن المراحل الاخرى وان مايميز هذه المرحلة هو انها بجهود هندسية ومعمارية واشرافية وبتمويل عراقي 100%.
ولمعرفةٍ اكثر وأدق بمراحل العمل كان لنا لقاء مع مدير المشروع المهندس مهدي فلحي رمضان قال : تولدت فكرة توسعة الحائر الحسيني الشريف نتيجة تزايد الحاجة لاستيعاب اعداد الزائرين المتزايدة فالمشروع يهدف الى توفير مساحات واسعة لراحة الزائرين اي توفير مساحة اجمالية بلغت 6000م2 للطابق الواحد اذ وصل مجموع المساحة التي توفرها الطوابق الاربعة 24000م2 خصصت معظمها لخدمة الزائرين.
وفي مايتعلق بالتقسيم الهندسي للتوسعة فقد اوضح رمضان ان مشروع التوسعة يضم سراديب تحت الارض فيها قاعات كبيرة للزائرين مجهزة بالخدمات كافة والطابق الأرضي الذي يحتوي على كشوانيات وأمانات أوسع مما كانت عليه وأماكن تفتيش منظمة بدلاً من اماكن التفتيش المبعثرة في السابق أما الطابقين الاول والثاني يضمان قاعات للزائرين تمكنهم من اداء الاعمال العبادية وهي متصلة ببعضها عبر ممرات بالشكل الذي يمكن الزائر الاطلالة على الصحن الشريف, مبيناً قامت الكوادر الهندسية بإستبدال الواجهه المتضررة للصحن الشريف بواجهات امامية جديدة ذات طراز معماري اسلامي حديث مطعم بالطراز القديم وذلك لخلق تواصل بين الحاضر والماضي وهي من تصاميم شركة ارض القدس الهندسية بالاضافة الى بعض اللمسات والاضافات التي وضعتها الدائرة والمكتب الاستشاري في جامعة بغداد وبإشراف قسم الشؤون الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة , مشيراً الى ان نوعية المواد المستخدمة هي من مناشئ عالمية فالرخام المستخدم في المشروع هو من دولتي ايطاليا واسبانيا و الكرانيت المستخدم في الارضيات من دولة البرازيل والمرمر المستخدم في تغليف الواجهات من دولة باكستان والذي يعتبر من الاحجار الكريمة والسقوف الثانوية والشبابيك المواجهة من دولة الامارات العربية المتحدة والزجاج من دولة بلجيكا, مبيناً ان الصالات مزودة بمنظومة تبريد مركزي وكذلك منظومة للكاميرات والاتصالات بالاضافة الى شاشات عرض لعرض الصلاة وخطب الجمعة حيث استخدمت افضل الاجهزة لكي نتقدم مع التطور الحاصل مع مراعاة المحافظة على الاقواس والزخارف الاسلامية لتوثيقها في هذا المكان المقدس والمأخوذة من داخل الحرم القديم لايصال صورة بأن هذه التوسعة الجديدة جزء متصل بالحرم القديم , لافتاً الى ان المقطع الرابع الممتد من باب السدرة الى باب الشهداء والخامس الممتد من باب الرجاء الى باب الزينبية شهد بعض التغيرات الطفيفية على ديكورات الواجهات بالاضافة الى تصريف المياه فقد كان في المقطع السابق ظاهرياً أما الآن فقد إستخدمت طريقة أحدث وهي طريقة التغليف اما بالنسبة لمرمر الأرضيات فقد تم تغييرلونه الى لون أفتح أكثر ملائمة مع الأجواء العراقية كما تم إستخدام الكاشي المعرّق الإيراني المنشأ بدلاً من الكاشي الكربلائي ، هذا وقد بلغت نسبة الإنجاز في مشروع توسعة الحائر الحسيني الشريف 80% تقريباً .
مصطفى مُلا هذال
اترك تعليق