أشار الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن رشيد العبايجي، إلى أن الدول المنضوية تحت مفهوم العولمة تسعى إلى تصدير البضاعة الفاسدة إلى الدول الإسلامية والنامية لنشر ثقافة العولمة والتي تمثل المصدر الرئيس لكل مشاكل الشعوب والأمم في العصر الراهن، جاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الإرشادي العلمي الدولي الثالث والذي يقيمه قسم التوجيه والإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة، وذلك في رحاب جامعة وارث الانبياء (عليه السلام).
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، إنه "في خضم العواصف وبراكين الانحلال والتفسخ الأسري والاجتماعي للحضارة الغربية، تسعى الدول المنضوية تحت مفهوم العولمة إلى تصدير البضاعة الفاسدة إلى الدول الإسلامية والنامية لنشر ثقافة العولمة والتي تمثل المصدر الرئيس لكل مشاكل الشعوب والأمم في العصر الراهن".
وتابع أن "هدفها إعادة تشكيل حياة الشعوب باستمرار والتدخل في خصوصياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لخلق أنماط جديدة تؤدي إلى تغيير الحياة الخاصة لكل الشعوب، وخصوصا الإسلامية التي تمتلك الثروات الطبيعية للسيطرة والهيمنة والتحكم بمقدراتها".
وأوضح أن "ثقافة العولمة تقع في صميم مشكلاتنا الكبرى التي أصبحت من الخطورة والآثار الاجتماعية السيئة والتي تدع الحليم حيرانا فالعولمة تمثل أهم تغيرا طرأ على التاريخ الإسلامي والإنساني وهو منعطف خطير وينعكس في مجالات كثيرة، سينما في مجال العلاقات الاجتماعية والأسرية، وان الإنسانية في عصر العولمة تواجه أكثر الخطوات إنذارا بالسوء على مدى التاريخ الطويل، فالعولمة بالمفهوم الشائع هي تحقيق الاندماج العالمي في شتى الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية ولكنها بالمفهوم العملي تحطيم كل الخصوصيات الدينية والقومية والاجتماعية والخضوع لإرادة قوى عابرة للقارات تسعى وراء الأرباح في المقام الأول".
ولفت "أجد من المناسب أن نتصدى أولا إلى هذه الرياح الصفراء التي لا تبقي ولا تذر من مقومات الحياة الكريمة فهي تريد الإساءة إلى هذا المخلوق الذي أكرمه الله وسخر كل شيء من أجله".
وبين أن"من الوسائل المعروفة لبث الافكار هي منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الابادة الجماعية النفسية والحرب الناعمة، فضلا عن هذا المنحدر الثقافي الخطير الذي يغزو مجتمعاتنا فقد مر المجتمع العراقي بأزمات كثيرة من الحصار والحروب والدفاع عن حياض الوطن فخلفت هذه الازمات وهذه الثقافة اسر مكلومة ومنكوبة ومؤلمة زادت في تعميق جروح الاسرة العراقية أو كانت وماتزال المؤسسات الخيرة تترقب وتتابع حجم المأساة نتيجة هذه الظروف فتولدت لدى الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبتوجيه متوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي فكرة تأسيس مركز للإرشاد الاسري في مدينة كربلاء وعدد من المحافظات".
وأضاف "فكان للمراكز الأثر الكبير في اصلاح الاسرة وارشادها ونقلها الى بر الامان ودعمها ماديا ومعنويا وقد حققت مراكز الارشاد الاسري نجاحا باهرا منقطع النظير في نشر وسائل وادوات الوقاية النفسية والاجتماعية وتسوية الكثير من المشاكل".
واستطرد قائلا "نتمنى لهذا المؤتمر الكبير تحقيق الاهداف التي رسمتها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في بناء الاسرة الصالحة والمؤمنة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وبذلك سنجني ثمار هذا البناء على مستوى الوطن والامة ونستطيع الحفاظ على قيمنا واخلاقنا وشرف وسيادة بلدنا وتقوية ركائزه".
اترك تعليق