أكد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن المقصد الأساسي من تنظيم مسابقة (أمة تقرأ) الوطنية، هو صناعة ظاهرة اجتماعية ثقافية واعية تدرك أهمية القراءة الواعية الدقيقة المحققة والفاهِمة، جاء ذلك خلال إطلاق النسخة الثانية من المسابقة الوطنية الكبرى للقراءة (أمة تقرأ) بحضور الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي وعدد من الشخصيات الدينية والاكاديمية وممثلين عن وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كلمة له: "مع انطلاق النسخة الثانية من مسابقة (أمة تقرأ) أود أن أبين الأهداف التي سبق أن ذكرنا بعضا منها خلال النسخة الأولى. إن المقصد الأساس هو أن نصنع ظاهرة اجتماعية ثقافية واعية، وأن تدرك الأمة، ليس على مستوى الفرد فقط بل على مستوى ظاهرة اجتماعية تسود الأمة، أهمية القراءة الواعية الدقيقة المحققة والفاهِمة في جميع مجالات علوم الحياة، وأهمية القراءة في ثلاثة أمور مهمة".
وأضاف: "الأول هو كيف نستطيع أن نحافظ على تراثنا العظيم والكبير والغني بمختلف العلوم، هذا التراث العظيم يحتاج إلى التدقيق والحفظ، ولكن هذا لا يكفي، إذ لابد أن يكون هناك على مستوى الأمة من يقرأ قراءة واعية ودقيقة ومحققة، بفهم ووعي وإدراك، بحيث تتحقق الفوائد العلمية والعملية من هذه القراءة"،
وبين أنه "لا شك أن في العراق تراثا عظيما، ولابد أن نستكمل حلقات الحفاظ على هذا التراث بحيث يتحول إلى حركة واعية وكبيرة في حياة المجتمع".
وتابع: "على مستوى الحاضر، كيف يمكن أن تكون هناك أمة تستطيع أن تواجه التحديات الحالية وتقف بين مختلف الأمم، وتساهم في الحركة العلمية والنهوض بمختلف مجالات حياتها، والمساهمة مع بقية الأمم التي أسهمت في صنع الحياة التي تليق بهذا الإنسان الذي اختاره الله تعالى خليفة في الأرض، فضلا عن صنع المستقبل الواعي الذي تتألق فيه الأمة من خلال ماضيها وحاضرها، لذلك جاءت هذه المسابقة، وكانت المشاركة من خلال طلبة المدارس، والآن أيضا طلبة الجامعات، فهؤلاء هم الجيل المؤمل أن نصنع بهم المستقبل المأمول".
وزاد: "هناك قراءة عابرة مجردة ليست هي المقصودة، بل هناك قراءة يدخل فيها الإنسان من خلال عقله وتجربته وذكاءه وفطنته إلى دقائق هذه العلوم وأعماقها، بحيث يفهم هذه الحقائق ولا يقع في مجال الشبهة والكثير من التشكيكات، ثم بعد ذلك يكون للقارئ القدرة على التحليل والاستنتاج وترتيب المقدمات والنتائج، فيفهم هذه الحقائق وينتفع منها في ذلك المجال وفي بقية المجالات، وكذلك يتم شحذ الذهن وتحريك العقل من أجل أن يبدع".
وأوضح "يراد أن تكون هناك طبقة تساهم فيما صنعه الأولون والماضون، لذلك وضعت معايير لتلك المسابقة من أجل الوصول إلى النتائج التي نرجوها".
وأشار إلى أنه "من هنا نعلن انطلاق النسخة الثانية من مسابقة (أمة تقرأ)، ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر الجزيل لقسم تطوير الموارد البشرية والذي تحمل أعباء هذه المسؤولية ونهض بهذه المسابقة".
وتابع "قضينا أشهرا طويلة نحاول أن نصنع ولادة هذه المشاركة لأننا رأينا هناك بعض المؤسسات الأخرى التي سبقها العراق بآلاف السنين بحضارته، ولكن نجدهم قد نهضوا بهذه المسابقات التي يراد منها تنشيط العقل الإنساني وتنشيط المجتمع في مجال القراءة، ولابد أن يكون للعراق أيضا مثل هذه المسابقات من أجل قطف هذه الثمار، ونأمل أن تُعبّر النسخة الثانية خطوات إلى الأمام في تحقيق شيء من النتائج والثمار التي نرجوها".
يذكر أن مسابقة (أمة تقرأ) النسخة الاولى اقامتها العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع وزارة التربية، حيث تعتبر مشروعا وطنيا ثقافيا تنافسيا مستداما، يهدف إلى توجيه أفراد المجتمع لمواصلة القراءة الإبداعية الهادفة، والتي تمكنهم من تحصيل المعرفة وتطبيقها في مجالات الحياة، فيما تضمنت المسابقة جوائز نقدية مجزية للفائزين الاوائل مقدمة من العتبة الحسينية المقدسة دعما منها للجانب العلمي والفكري في العراق.
اترك تعليق