إدامة وترميم مئات المخطوطات الثمينة والنادرة في مستشفى ترميم الكتب والمخطوطات التابع لقسم الشؤون الفكرية

ما زالت اعمال إدامة وترميم المخطوطات والكتب النادرة ، جار على قدم وساق في مستشفى ترميم الكتب والمخطوطات .

  المستشفى النوعي هذا والتابع  لقسم الشؤون الفكرية  في العتبة الحسنية المقدسة ، يُعّد من النقلات النوعية والمهمة في إدامة نتاجات الفكر الإنساني وتوثيق العلائق بين أجياله ـ السالفة منها واللاحقة ـ من خلال حفظ وترميم نتاجات الإسلاف لخلفهم .

عن آلية عمل هذا المستشفى ، تحدث لموقعنا ، مسؤول شعبة المخطوطات أستاذ مناف لطيف التميمي ، قائلا : " لا يستغرب احد من إطلاق لفظة " مستشفى " على هكذا عمل ، لأننا نقوم فعلا بعمليات إشفائية للكتب والمخطوطات ، خصوصا اذا ما علمنا أنها تعاني من مشاكل عدة بحكم تراتب الزمن عليها ، منها ما يعود للتدخل البشري ومداره في التخزين غير الدقيق والعبث بها ، وتدخل بايلوجي له صلة بسوء التخزين ايضا وعدم مراعاة دراجات الحرارة ومستويات الرطوبة وهو ما يكون سببا مباشرا في نمو الفطريات عليها ، واخيرا التدخل الفيزيائي القائم على نفاذ اشعة الشمس الى الكتب بشكل مباشر من جهة وتعرضها للأتربة من جهة أخرى " .

كما اضاف التميمي : " يتم تصوير الكتاب ومدى الضرر الذي تعرض له ومن ثم يتم تحويله للمختبر ليمر بدورة مراحل منها الفحص البيولوجي ، حيث يفحص المخطوط من ناحية وجود الأعفان والفطريات والبكتريا وذلك بأخذ منه مسحات معينة لزراعتها في أجهزة الأطباق والحضن لتترك فترة معينة في الحضانة لمعرفة مستوى الأعفان الموجودة في اطراف الكتب لتعقم بعد ذلك وتحول الى المختبر الكيميائي لفحص أحبارها وأختامها واوراقها ودرجة حموضتها ، فضلا عن تحضير المواد اللازمة للحفاظ عليها كالأصماغ والأصباغ ، وبعد إجراء عمليات الفحص يتم تدوين ذلك بتقرير ليتم رفعه الى المرّمم الذي يحدد من جهته عمليات الترميم سواء بالعجينة او بالورق الياباني ، لتبدأ عملية الترميم التي تكون على مراحل منها التنظيف الميكانيكي اليدوي من خلال المساحات ، وربما غسله وتدعيمه ، ثم ترميمه وقص زياداته ثم جمعه وخياطته كما كان ، وفي حال عدم وجود غلاف خارجي للكتاب يتم تحضير غلاف له من الجلد الطبيعي ، ليخزن بعد ذلك في مكان خاص وبيئة ملائمة من حيث مراعاة الضوء والحرارة والرطوبة لمنع نمو الفطريات والغبار والاتربة وتطفل الحشرات ، على ان يدام بين فترة واخرى " .

يذكر ان لمستشفى ترميم الكتب والمخطوطات هذا ، عدد من الأجهزة الضرورية سيما تلك المتعلقة بالفحص البيولوجي كالأطباق (لتحضير الوسط الغذائي للبكتريا) ، والحواضن ، والمجهر الذي يستخدم في فحص الأطباق ، واجهزة التعقيم ، كما يحتوي على عدد من أجهزة الترميم كالمكبس العمودي والمقطّع اليدوي وجهاز غسل الأوراق وفصلها ، وجميعها من احدث الأجهزة واكثرها تطورا ، وهو ما وفرته العتبة الحسينية المقدسة للحفاظ على هذه النفائس .

احمد القاضي

الموقع الرسمي للعتبة الحسنية المقدسة

المرفقات