قال تعالى: ((يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى...)) الحجرات 13.
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم وجعله خليفته في الأرض لإعمارها وإصلاحها, وبيَّن سبحانه وتعالى أنَّ الخلق بين ذكرٍ وأنثى وهما مكلفان من الله تعالى أن يجتهدوا فيما يمكن فيه الاجتهاد والعمل على وفق منظومة من القوانين التي لا تخرق الثوابت التي لا تليق بالإنسان وحاجاته ولا تخدش الفطرة السليمة التي تناسب ماهية الفرد بوصفه لبنة أساسية من لبنات المجتمع الإنساني القائم على وحدة المصالح وتقاطع الميول والرغبات.
إنّ العمل على مشاكسة الإرادة الإلهية وشيطنة الأفكار من أجل إشغال البشرية بلون جديد من فتن الابتلاء التي من شأنها أن تُحدث مزيدًا من الفساد مما نتوقعه ومما لا نتوقعه بلاهة غير مجدية؛ إذ أن التقديرات التي نتوقعها في أحداث بعض صور المفاسد الكبرى قد ينقلب علينا ولا نسيطر على مساراتها الجديدة التي تكون خارجة عن سلطة الإرادة البشرية الضعيفة والمحدودة وستنعكس بشكل سلبي على البشرية عبر مستقبلها الجديد ويمكن بذلك أن نكون عبئًا ثقيلًا على الأجيال التي ستأتي بقصد عمارة الأرض.
ومن المناسب أن ندرك أنَّ العالم اليوم بات يبحث عن مهرب من قلة حيلته وعجزه عن مصارعة إرادة السماء ببعثة الأولياء والصالحين ليكونوا أمناء على تقدم عجلة الحياة بالشكل الذي يضمن العيش الكريم للإنسان بوصفه من أفضل وأكرم خلق الله تعالى؛ والمحاولات التي باتت مفضوحة اليوم من قبل الجهات الدولية لتشويه خلق الله تعالى وتغيير الحقائق بالتدليس وارتكاب الفواحش التي لا تتناسب مع الفطرة السليمة ولا تخدم مسيرة الإنسانية تبقى محاولات بائسة ليس لها أن تصمد أمام العقيدة السليمة التي حكمت قلوب العباد ولاسيَّما عند المزالق الفردية أو المجتمعية؛ إذ لا حيلة لنا إلا بالرجوع إلى الخالق البصير الذي يرى ويسمع ولا تفوته شاردة ولا واردة مما نقدم عليه قولًا و فعلًا أو غير ذلك من الوسائل التي تكون معبرة عن حدث بين منتج الخطاب ومتلقيه.
ومن الجدير ذكره أنَّ المجتمع الدولي الذي ارتضى أن يكون عونًا للمؤامرات الدولية على الطبيعة البشرية لا يليق به أن يكون صوتًا للإنسانية بوصفها أكبر خاسر في الرهان الدولي القائم على تسليط الضوء على مفاتن الفساد التي تروج لها جهات تتزين بمسميات علمية مموسقة تتظاهر باهتمامها بالإنسان ومصالحه وهي تعمل بخبث على مشاكسة الفطرة السليمة وتنحدر بها إلى مستويات لا تناسب البشرية ورقيها؛ بل لا تليق بالحيوان بما أحاط الله به من الصفات والأحوال؛ لذلك على الجميع تحمل مسؤولية مواجهة الانحراف الدولي المائل إلى تسفيه العقول وتخريب النظام البشري وتحويله إلى معسكرات للتجارب الفاشلة التي تلبي طموح المراهقين من جهة مشاكستهم لإرادة السماء.
ومن هنا أجد المسؤولية تحتم علينا دعوة المقيمين في المجتمعات الغربية إلى توخي الحذر قدر الإمكان في التعامل مع الظاهر الفاسد الذي يُتجاهر به في أوساطهم؛ إذ وصلوا إلى مراحل متقدمة من الانحدار الأسري والمجتمعي, ومن لا يمكنه الصمود فالواجب يفرض عليه ترك تلك المستنقعات الغربية والرجوع إلى البيئة الشرقية التي ثبت عدم انصهارها بالأفكار الخبيثة والمدسوسة من قبل الصهيونية والماسونية العالمية وبإشراف مؤسسات دولية تحمل شعارات رنَّانة في حقوق الإنسان وفي الحقيقة هي التي تحاول مشاكسة الطبيعة والفطرة السليمة لتخرج الإنسان عن إنسانيته.
اترك تعليق