أم الأسود بنت أعين ... صوت الحقيقة

كان صوتها أول صوت يجهر بالحقيقة في قومها، فأشرق اسمها في صحائف التاريخ بالولاء لأمير المؤمنين (عليه السلام) كأول من تشيّع من آل أعين. إنها أم الأسود بنت أعين بن سنسن الشيبانية بالولاء أخت زرارة بن أعين. والتي أصبح أخوتها بسببها شيعة وطلبة أعلام عند الإمام الصادق عليه السلام ومنهم زرارة وحمران وبكير وغيرهم.

جاء في صفتها بأنها كانت: عارفة، وهي أول من عرف هذا الأمر ــ التشيّع ــ منها قومها من جهة أبي خالد الكابلي، وإنها هي التي أغمضت عين أخيها زرارة.. وشاركها أخوها حمران في عرفان ولاية أهل البيت عليهم السلام من أبي خالد الكابلي.. وهي من العلماء والرواة مع أخوتها وأنها تروي عن الصادق عليه السلام

وآل أعين، كانوا من العوائل الشيعية وكان أغلبهم من أهل الحديث والكلام والأصول والتّصانيف، من ثقاة الرّواة، رويت عنهم روايات كثيرة، وهم من أكبر أهل بيوت الشّيعة وأكثرهم حديثاً وفقهاً، ومعروف عند رواته.

وكان لهذا البيت ـ وبالأخصّ زرارة الذي ورد فيه كثير من الثناء والمدح ـ الحظ الأوفر في حفظ تراث أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً الإمام الصادق عليه السلام.

ومنهم من أصحاب الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والعسكري والمهدي (عليهم السلام) ولهم عنهم (ع) روايات وأحاديث كثيرة

ويعود نسبهم إلى سنسن وهو جدهم الأعلى، وكان أعين بن سنسن رجلاً من الفرس، فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه قال أبو غالب الزراري: فإنا أهل بيت أكرمنا الله (عزّ وجل) بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة.

وكان لبني أعين مسجداً بالكوفة عُرف باسمِهم وقد صلّى فيه الإمام الصادق عليه السلام، وكان من المساجد الممدوحة. ولهم محلّة ودرب يعرفان باسمهم، وكانت دورهم متقاربة.

وقد تعرض بنو أعين لمضايقة السلطة الأموية بسبب تشيّعهم فطاردهم الحجاج وكان يقول:

لا يستقيم لنا الملك، ومن آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم، كان كل واحد منهم فقيهاً يصلح أن يكون مفتي بلد.

ويدين كل هؤلاء الأعلام بالفضل لهذه المرأة العظيمة التي لم يذكر التاريخ حتى اسمها واكتفى بكنيتها

توفيت أم الأسود سنة 153 هـ

.......................................................................................

تاريخ آل زرارة ــ السيد محمد على الموحد الأبطحي ص 130 ــ 131

أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين ج ٣ ص ٤٧٥

رجال النجاشي ص 175

الفهرست ــ ابن النديم ص 322.

رسالة في تاريخ آل زرارة ــ أبو غالب الزراري ص 77

الخلاصة ــ العلامة الحلي ص191

جامع الرواة ــ الأردبیلي ج2 ص 455

الدرایة ــ الشهيد الثاني ص137

منهج المقال ــ المامقاني ص400

رجال ابن داود ص392

 

كاتب : محمد طاهر الصفار