965 ــ محمد حسين الجباوي (1285 ــ 1352 هـ / 1868 ــ 1933 م)

الشيخ محمد حسين بن حمد بن شهيّب الحلي المعروف بـ (الجباوي)، عالم محقق وأديب وشاعر، ولد في الحلة، ولقب بالجباوي نسبة إلى محلَّة الجباويين في الحلَّة التي سكنها، وهو من غير أسرة آل شهيب التي عرفت بالخطابة المنبرية.

محمد حسين الجباوي (1285 ــ 1352 هـ / 1868 ــ 1933 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

هلما نُقِمْ بـ (الغاضريةِ) مأتماً     لخيرِ كريمِ بالسيوفِ مُــــــوزَّعِ

فتىً حلَّقتْ فيه قـــــوادِمُ عزِّه     لِأعلى ذُرى المجدِ الأثيلِ وأرفعِ

فتَىً أدركــتْ فيه علوجُ أميةٍ     مرامــــــــــــاً فأردته ببيداءَ بلقعِ (1)

الشاعر

الشيخ محمد حسين بن حمد بن شهيّب الحلي المعروف بـ (الجباوي)، عالم محقق وأديب وشاعر، ولد في الحلة، ولقب بالجباوي نسبة إلى محلَّة الجباويين في الحلَّة التي سكنها، وهو من غير أسرة آل شهيب التي عرفت بالخطابة المنبرية.

درس الجباوي مقدمات العلوم فيها على الشيخ محمد نظر علي الحلي وغيره، ثم سافر إلى النجف الأشرف ودرس على يد كبار علمائها أمثال الشيخ محمد حسن المامقاني، والشيخ محمود ذهب، والفاضل الشرابياني، والشيخ عليّ رفيش، والشيخ محمد نظر علي، وبقي في النجف مستمرا بدراسته لأكثر من خمس وثلاثين سنة، ثم عاد إلى الحلة مرجعاً دينياً مزوّدا بإجازات الاجتهاد من أساتذته، وأقام فيها حتى وفاته ودفن في النجف الأشرف داخل الصحن العلوي الشريف.

له من المؤلفات:

تقريرات الأُصول والفقه من مشايخه

الرحلة الحسينية ــ النجف 1329 هـ

رسالة في التجويد والقراءات (2)

ديوان شعر

قال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (عالم معروف، وأديب مطبوع، وشخصية فذة مرموقة، من مشاهير علماء وشعراء عصره..) (3)

وقال عنه الشيخ جعفر النقدي: (علم مشهور في الفضل والكمال والمعرفة، وله اليد الطولى في صناعتي النظم والنثر، والنصيب الوافر في علمي الفصاحة والبلاغة وهو اليوم في سن الاكتهال معدود في زمرة الفضلاء الكرام، له نثر فائق، وشعر رائق) (4)

وقال عنه السيد جواد شبر: (عالم معروف يشهد عارفوه له بالفضل والتضلّع) (5)

شعره

خليليَّ هل من وقفةٍ لـــــــــــــكما معي     على جَدَثٍ أسقيــــــه صَيِّبَ أدمعي

ليروي الثرى منه بفيضِ مدامــــــــعي     لأنَّ الحيا الوكَّــــــافَ لم يكُ مُقنعي

لأنَّ الحيا يهمي ويقــــــــــــــــطعُ تارةً     وإنّي لعظمِ الخطبِ ما جفَّ مدمعي

خليليَّ هِبَّا فالرقادُ مـــــــــــــــــــــحرَّمٌ     على كل ذي قـلبٍ مِن الوجدِ مُوجَعِ

هلمّا مــــــــــــــــعي نعقِرْ هناكَ قلوبَنا     إذا الــــــــــــحزنُ أبقاها ولم تتقطعِ

هلما نُقِمْ بالغـــــــــــــــــــاضريةِ مأتماً     لخيرِ كريمِ بالسيوفِ مُـــــــــــوزَّعِ

فتىً حلَّقتْ فيه قـــــــــــــــــــوادِمُ عزِّه     لِأعلى ذُرى المجدِ الأثيلِ وأرفـــــعِ

فتَىً أدركــــــــــــــــتْ فيه علوجُ أميةٍ     مرامـــــــــــــــــاً فأردته ببيداءَ بلقعِ

ولمّا دعتْه للكفاحِ أجابــــــــــــــــــــها     بأبيضَ مشحوذٍ وأســــــــمرَ مشرعِ

وآسادُ حربٍ غــــــــــــــابُها اُجُمُ القنا     وكلُّ كَمِيٍّ رابـــــــــطِ الجأشِ أروعِ

يصولُ بماضي الحدِّ غــــــــيرَ مُكهّمٍ     وفي غيرِ درعِ الصبــــــرِ لم يتدرَّعِ

إذا ألقح الهيجـــــــــــــاءَ حتفاً برمحهِ     فماضي الشبا منه يقولُ لــــها ضعي

وإن أبــــــــــطأتْ عنه النفوسُ إجابةً     فـــحدُّ سنانِ الرمحِ قالَ لهــا اسرعي

فلم تزلِ الأرواحُ طــــــــــــوعَ أكفِّهمْ      وتــــــــــــــسقط هاماتٌ بــقولِهمُ قِعِ

إلى أن دعـاهـم ربُّهـــــــــــــــم للقائِه     فكانوا إلى لقياهُ أسرعَ مَـــــــن دُعـي

وخرُّوا لوجهِ الله تلقا وجـــــــــوهـهم     فمِـن سجّدٍ فوقَ الصعيـــــــــدِ ورُكَّـعِ

وكمْ ذاتِ خـدرٍ ســـــــــجَّفتها حماتُها     بسمـرِ قـنا خـــــــــــــــطيَّةٍ وبــــلُـمَّعِ

أماطـتْ يـدُ الأعداءِ عنها سجـــــافَها     فاضحـتْ بلا سجـفٍ لـديهـــــــا مُمنَّعِ

لقـد نهـبتْ كفُّ الـمُصابِ فــــــؤادَها     وأيـدي عِـداهـا كلَّ بــــــردٍ وبُــــرقعِ

فلـمْ تستطـعْ عـن ناظريــــــها تستُّراً     بغـيرِ أكـفٍّ قاصــــــــــــراتٍ وأذرعِ

وقد فزعتْ مذ راعها الخطبُ دهشةً     وأوهى القوى مـنها إلـــى خيرِ مفزعِ

فـــــــــــــلـمّا رأتـه بـالعراءِ مُـجـدّلاً     عفـيراً عــــــلى البوغـــاءِ غيرَ مُشيَّعِ

دنتْ مـنه والأحــــزانُ تمضغُ قلبَهـا     وحـنَّــــــــتْ حــنينَ الـوالـــهِ المُتفجِّعِ

عليَّ عزيزٌ أن تمـــــوتَ عــلى ظمأ     وتشربُ في كأسٍ من الحـــتفِ مُترعِ

تُلاكُ بأشـداقِ الـرمــــــاحِ وتـغتـدي     لـــــــواردةِ الأسيافِ أعــــذبَ مكـرعِ

 وقال في آخرها:

بنـي غـــــــــالـبٍ هبـّوا لأخذِ تراتكمْ     فلم يُجدكــــــــــمْ قرعٌ لنابٍ بأصبعِ

أمــــــثل حسينٍ حجَّـةُ اللهِ في الورى     ثـــــــــــلاثَ ليالٍ بالعـرا لـمْ يُشيَّعِ

ومثل بناتِ الوحي تسري بها العدى     إلى الشامِ تُهدى من دعيٍّ إلى دعي

..............................................

1 ــ ذكر منها (28) بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 144 ــ 145 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 326 ــ 327 / ذكر منها (25) بيتا في شعراء الحلة ج 4 ص 439 ــ 440

2 ــ أدب الطف ج 9 ص 146 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 335

3 ــ شعراء الحلة ج 4 ص 419

4 ــ الروض النضير ص 210

5 ــ أدب الطف ج 9 ص

ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن العلوي ص 282 ــ 283

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 5 ص 243

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 3 ص 1015

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 10 ص 168

الشيخ أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 2 ص 572 ــ 573

الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 2 ص 258

الشيخ محمد علي العقوبي / البابليات ج 4 ص 108

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 6 ص 106

الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 14 ص 678

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 3 ص 151

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر ج 1 ص 330

هادي حمد كمال الدين / فقهاء الفيحاء ج 2 ص 214

الشيخ عبد الله المامقاني / تنقيح المقال في علم الرجال ص 332

كوركيس عواد / معجم المؤلّفين العراقيين ج 3 ص 151

سامي ندا جاسم الدوري / موسوعة شعراء العرب رقم 697

محمد علي جماز / معجم الأدباء ج 5 ص 243

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 335

كاتب : محمد طاهر الصفار