غالب بن ليلو بن عزيز البزاز، ولد في سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية، وفي الثانية عشر من عمره فقد بصره، فمنعه العمى من دخول المدرسة، لكنه عوض عن ذلك تأثره بالجو الأدبي في مدينته واحتكاكه بشعرائها أمثال جميل حيدر، وعبد الحميد السنيد، وسالم الحسون، وشاكر حيدر، وعبد الرقيب أحمد وغيرهم مما حفزه على قول الشعر وصقل موهبته.
غالب البزاز (1352 ــ 1424 هـ / 1933 ــ 2004 م)
قال من قصيدة (دم الحسين):
ما مرَّ في التاريخِ يــومٌ مظلمٌ ضاقتْ بــه وبهولِه الخبراءُ
أبداً كيومِ (الطفِّ) في مأساتِه قُتـــــــلتْ به الآباءُ والأبناءُ
أكبرتُ يومَكَ وهو يــومٌ خالدٌ شهدتْ بخالدِ فضلِه الأعداءُ (1)
الشاعر
غالب بن ليلو بن عزيز البزاز، ولد في سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية، وفي الثانية عشر من عمره فقد بصره، فمنعه العمى من دخول المدرسة، لكنه عوض عن ذلك تأثره بالجو الأدبي في مدينته واحتكاكه بشعرائها أمثال جميل حيدر، وعبد الحميد السنيد، وسالم الحسون، وشاكر حيدر، وعبد الرقيب أحمد وغيرهم مما حفزه على قول الشعر وصقل موهبته.
انتقل إلى الحلة مع أخيه الحاج عبد الصاحب الذي عُيِّن كاتب تحرير لواء الحلة، واستقر البزاز في الحلة وعُيّن مؤذناً في مديرية الأوقاف في الحلة حتى أحيل على التقاعد.
نشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية، توفي البزاز في الحلة ودفن في النجف الأشرف (2)
صدر له ديوان بعد وفاته بعنوان (شفاه عطشى)
وقد أقام البيت الثقافي في الحلة أمسية استذكارية للشاعر البزاز بتأريخ 24/ 4/ 2015 أدراها الشاعر صلاح اللبان
وقد كتب عنه الأستاذ أحمد الحلي مقالاً تحدث فيه عن سيرته وشعره جاء منه في الحديث عن قصائده في أهل البيت (عليهم السلام):
(احتلت هذه الثيمة حوالي ربع مساحة الديوان، والشاعر هنا ينسج قصائد تطفح بالألم والشجن الرفيع تجاه مصائب العترة النبوية، التي تعرّضت إلى الكثير من الويلات والظلم على يد السلطات الجائرة على مر العصور، والشاعر يؤكد هنا على المعاني النبيلة التي درج الشعراء الآخرون على التغني بها وإبرازها ...، إلا أننا نستطيع أن نلحظ أنه استطاع من خلالها أن يمرر ما كانت تمور بها نفسه التواقة أبداً إلى الحرية والانعتاق من تبرّم وسخط على السلطات الحاكمة التي سلبت البلاد وحرمت المواطن من أبسط حقوقه الأساسية، وهو يقول:
ومن البليّةِ أن تُداسَ كرامةٌ في أرضِنا وتُهانَ حُرمةُ مسجدِ
إنا نُكيلُ قــــــصائداً لعدوِّنا ولنا يكيــــــــــــلُ قذائفاً لم تخمَدِ) (3)
شعره
قال من قصيدته:
يومُ الشهيدِ رســـــــــــــالةٌ حمراءُ وعلى جوانبِهِ تـــــرفُّ دماءُ
بدمِ الـــــــــــــشهادةِ قد تنوَّرَ عالمٌ وتبدَّدتْ مِــــــن أفقِه الظلماءُ
ما مرَّ في التاريخِ يومٌ مــــــــظلمٌ ضاقتْ به وبهولِه الــــخبراءُ
أبداً كيومِ الطفِّ فــــــــــي مأساتِه قُتلتْ به الآبــــــــاءُ والأبناءُ
أأبا سكيــــــــــنةَ والمنازلُ وحشةٌ مِن بــــعدِ فقدِكِ مالهنَّ رواءُ
أكــــــــبرتُ يومَكَ وهو يومٌ خالدٌ شهدتْ بخالدِ فضلِه الأعــداءُ
وقفَ ابنُ فاطمةٍ يذودُ عن الحِمى عرفتْ بشفرةِ سيفِه الهيجــاءُ
بطلٌ تحدَّرَ مِن سُلالةِ أحـــــــــمدٍ ماذا تقولُ بمجدِهِ الشعـــــراءُ
أبكيكَ مـــــــــا مرَّ الزمانُ بلوعةٍ أو غرَّدتْ في روضةٍ ورقاءُ
وجبَ البكاءُ عـــلى الحسينِ وآلهِ إنَّ البكاءَ على الـحسينِ وفاءُ
ذكراكَ يا بطلَ الــــــعقيدةِ والفدا أملٌ وفـــــــــكرٌ خالدٌ وعطاءُ
آمنتُ بالإسلامِ فكراً مُـــــــــبدعاً والله ما عصفتْ بــه الأرزاءُ
لولا حسينٌ مـــــــــــا أقِيمَ لأحمدٍ دينٌ وما للحقِّ رفَّ لـــــــواءُ
يــــــكفيكَ أنَّ المرتضى لكَ والدٌ حــــــــارتْ به وبذاتِهِ الآراءُ
يا ابـــنَ النبوَّةِ والشريعةِ والندى مَن ذا كـــــمثلِكَ موقفٌ وإباءُ
........................................................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 479
2 ــ نفس المصدر ص 478
3 ــ الجُرح المُعتَّق، أو غالب ليلو البزّاز كما عرفته ــ موقع سومرنيت مدونة عراقية ثقافية بتاريخ 6 / 3 / 2015
كما ترجم له:
الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 110
اترك تعليق