يا طيرُ غرد

بذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام..

يا طيرُ غرِّدْ على الأعتابِ مبتسِما

وأسمعِ اليومَ مَنْ يحوي بِهِ صَمما

رتّلْ كتابَ العُلا إنْ شئتَ باطِنَهُ

لأمِّ أحمدَ شأنٌ شدَّ منْ فَهِما 

أصلُ الوجودِ وأيُّ الخلقِ شاطرَها

عظيمةٌ أيُّ أصلٍ مثلُها عظُما

قد بات يشدو هوى الكونين في فرحٍ 

كالماءِ في أرضِ خصباءٍ تراهُ همى

لها انحنتْ أنجمٌ لا في تعبُّدِها

لكنْ لفاطمةٍ قدْ أصبحتْ خدما

كواكبٌ لم تزلْ " زهراءُ " تندَهُها

والأرضُ في ذكرِها مشغولةٌ فَكَما.. 

سماءِها لمْ تُنِرْ إلّا بفاطمةٍ

والشّمسُ لمْ تُرسلِ الأنوارَ بينَ سما

( لولاكَ ) تشهدُ والأملاكُ شاهدةٌ

أنْ يولِدَ الدّهرُ كالزّهرا فقدْ عقُما

تفّاحةُ الجنّةِ السّمحاءِ فاطمةٌ

يا سلسبيلًا مِنَ الزّهراءِ ما خُتِما

ضمّتْ علومَ الملا في حجْرِ خاطرِها

حتّى ترى بابَها مِنْ علْمِها ازدحما

كفؤُ الأميرِ وأيُّ الفخرِ ناشدَهُ

زهرا ، عليّ؛ خُلِقا لمْ يأتِ مثلهما

بفاطمٍ أمسكَ الله السّماءَ بأنْ

تزولَ ، قطبُ الرّحى تُدعى إذا عُلِما

بِ ( كُنْ ) يكونُ فَلا حُجْبٌ يسدُّ لها

سبيلَها ، أمرُها المفعولُ قد حكَما

قالوا ائْتِنا بعضَ جودٍ مِنْ عطاءِ يدٍ

أنّى وفي بابِها المِعطاءُ قد عُدِما

الصّمتُ في حرمِ الجذّابِ مُدْهِشُهُ

فالحرفُ في وصفِها قُبْحٌ وَلوْ وسِما

خذْها قصيدًا بِهِ أُنشي على طربٍ

ما أمكنَ العقلُ في مدحٍ بِهِ كُتِما

وخذْ لهُ نورَ قلبي مذْ تكلّمَ أَنْ

" بفاطمَ الخلقُ طُرًّا عن لظًى فُطِما "

مستودعُ السّرِّ في أعماقِ شيعتِها

ما خابَ يومًا بِها مَنْ دهرَهُ اعتصما

المرفقات

شاعر : حسين مازح