932 ــ أحمد صعب (ولد 1400 هـ / 1980 م)

أحمد حسن صعب، شاعر وكاتب، ولد في صيدا بلبنان وهو حاصل على الشهادة العليا في الفلسفة العربية في الجامعة اللبنانية، والدراسات العليا في اللغة العربية في الجامعة اللبنانية.

أحمد صعب (ولد 1400 هـ / 1980 م)

قال من قصيدة (العالمة الصابرة وهي في السيدة زينب العقيلة عليها السلام) وتبلغ (38) بيتاً:

لها صبــــــــرٌ تنوءُ به جبالٌ      فسلْ إنْ شئتَ عــــنه (كربلاءَ)

رزايا الدهرِ قد صُبَّتْ عليها      وما ضعُفَتْ ولا اشتكتِ القضاءَ

وظلَّتْ كالنخيلِ على شموخٍ      يموتُ ولا يُطيقُ الإنــــــــــحناءَ  (1)

وقال من قصيدة (ذُبح الورد) وهي في عبد الله الرضيع (عليه السلام) وتبلغ (16) بيتاً:

بهمْ نزلَ البلا في (كربلاءٍ)      فـــلم يُرَ غيرُ مُقدامٍ صريعِ

أحـــاطتهمْ كتائبُ آلِ حربٍ      وأفنتهمْ على عطشٍ وجوعِ

وما راعــــــوا بهمْ للهِ جنباً      ولا لنبيِّهمْ ذا الجنبُ رُوعي

وقال من قصيدة (بالأمس كانوا هنا) وتبلغ (18) بيتاً:

إنــــــي أنادي ولا آذانُ تسمعني      أينَ الشموسُ الألى في (كربلا) نزلوا

أينَ الــذي كانتِ الفرسانُ ترهبُه      عنــــــــــدَ النزالِ وفيهِ تُضربُ المُثلُ

بالأمسِ كنَّا وكان الأنسُ يجمعُنا      واليـــــــــــومَ فرَّقَ بينَ الأخوةِ الأجلُ

وقال من قصيدة (إلّا رزية الحسين):

جُرحُ الحسينِ المُستباحُ بـ(كربلا)      هوَ في القـلوبِ حرارةٌ لا تبردُ

بأبـــي الشهيدُ ومَن له جسدٌ هوى      وتــــرائبٌ تحتَ السنابكِ تمردُ

بأبـــــي الذي أشجى الملائكَ قتلُه      وبكى لــــمصرعِه النبيُّ محمدُ

الشاعر

أحمد حسن صعب، شاعر وكاتب، ولد في صيدا بلبنان وهو حاصل على الشهادة العليا في الفلسفة العربية في الجامعة اللبنانية، والدراسات العليا في اللغة العربية في الجامعة اللبنانية.

مارس التدريس في التعليم الثانوي، ولا يزال، وشارك بقصائده في المناسبات الدينية، ويرأس منتدى (مواهب) الأدبي في مدينته.

صدر له كتاب (دروس جلية في عقائد الإمامية)

شعره

قال من قصيدة الزينبية:

لآلِ البيتِ أصـــــــــــفيتُ الـولاءَ     وذُبـــــــــتُ بحبِّهمْ ملحاً وماءَ

رأيتُهمُ الحقيقةَ إذْ تــــــــــــــجلّتْ      وشمـساً تــملأُ الدنيا اهـــــتداءَ

فسِرْتُ بهديِهـــــمْ طِفلاً صــغيراً      وشِبْتُ عـليـه لا أَنـــوي التواءَ

لهمْ تنمو الـــمحبةُ في ضــلوعي      ولستُ ببالغٍ مـنـــــــــها اكتفاءَ

بغيرِ ولائهمْ لم يشدُ قــلــــــــــبي      ولا نَظَمَ الـــــــــمدائحَ والرثاءَ

وقفتُ لهمْ جميعَ جــميــعَ شعري      لأنَّ الـــــــــحـبَّ يحتاجُ الوفاءَ

فإمّا قلتُ شعراً فـــــــــي سواهمْ      يضيعُ الشعـرُ مـعْ عمري هَباءَ

بذكرِ محمدٍ يــــــــــصفو فؤادي      ويغـسِلُ طـــــــهرُهُ عني الوباءَ

وإمّا قلـــــــــــتُ شعراً في عليٍّ      رأيـتُ الأرضَ تُصغي والسماءَ

كفاني إنْ مــدحْتُ المرتضى أنْ     أَغـــــــــيـظَ النّاصبينَ الأشقياءَ

وذكـــــــرُ بنيهِ مفخرتي وعزّي      بمِدْحتِــــــــهمْ أُحِسُّ فمي أضاءَ

ولا سِـيَــــــما العقيلةُ خيرُ فرعٍ      مِن الأصـلــــــــينِ نالتْ كبرياءَ

هـيَ الحوراءُ مـــن أمشاجِ نورٍ      تكادُ تفـوقُ فــــي الفضلِ النساءَ

عليٌّ والبتولةُ والـــــــــــــــداها      فهل أحـدٌ يُضـاهــــــــيها علاءَ؟

لـــــــــها علمٌ تضيقُ بهِ عقـولٌ      كـــــــــأنَّ الـوحيَ أولاها الغذاءَ

ومـــــــعرفةٌ يُقصِّرُ عن مـداها      جـميعُ الــــــــناسِ حاشا الأنبياءَ

كــــــــأنْ كانتْ برِفقةِ جـدِّها إذْ      تغشّـتْهُ النُّبوّةُ فـــــــــــــي حِراءَ

لها صـــــــــــبرٌ تنوءُ بـه جبالٌ      فسلْ إنْ شئتَ عنه كربــــــــلاءَ

رزايا الدهـرِ قـــد صُـبَّتْ عليها      وما ضعُفَتْ ولا اشتكتِ القضاءَ

وظلَّتْ كالنـخيلِ عــــلى شموخٍ      يمـــــــــوتُ ولا يُطيقُ الإنحناءَ

على جسدِ الـحسينِ تقولُ فـخراً      تقبّلْ سيـــــــــــــــدي هذا الفداءَ

وترجِـــــــــعُ للخيامِ بكلِّ صبرٍ      لــــــــتمسحَ عن عباءتِـها الدماءَ

فلمْ تجدِ الـــــــخيامَ ولا اليتامى      لأنَّ الـــــــشمرَ قد حـرقَ الخباءَ

لغيرِ اللهِ ما أحــــــــــنتْ جبيناً      وإنْ سِيقَتْ كــــــما سـاقوا الإماءَ

فموقِفُ زينـبٍ في الشــامِ يبقى      كتاباً منه نستوحـــــــــــي الإباءَ

تردُّ عــــــــــلى يزيدَ وتزدريهِ     وتــــــــــــصـفعُ وجهَهُ لما أساءَ

أرادَ بأنْ يصـــــــــغِّرَها مقاماً     ويأبــــــــــــــــى اللهُ إلا الإرتقاءَ

على سمْـعِ الملا وقفتْ ونادت      مـــــــــــــزلزِلةً بخطبتِها السماءَ

خَسِئتَ أيـا لعينُ، لسوفَ تدعو      ثُبُوراً، أنْ نــــــصبتَ لـنا العداءَ

فكِدْ كيداً، ونـــــاصبْ كلَّ جهدٍ      فلن تمحوْ لنا ذِكـــــــــراً مُضاءَ

سنحيا في قلوبِ الــــــناسِ حبّاً      ويــــــــــــبقى ذكرُنا ما اللهُ شاءَ

وتُبنى فوق أقبُرِنا قِـبــــــــــابٌ      وقد لـــــــمسَتْ منائرُها الفضاءَ

ويـــــــقصدُنا الأباعدُ والأداني     ويُصـــــــــبحُ لمسُ تربتِنا شفاءَ

وعينُ اللهِ تـــــــــرعى زائرينا      وتَقْبلُ تحــــــــــــتَ قُبَّتِنا الدعاءَ

أحبُّكمُ بني طه بـــــــــــــصدقٍ      لوجهِ اللهِ لا أبغي جــــــــــــزاءَ

وصلّى اللهُ بارئُكمْ عليـــــــــكم      أيا خـــــيرَ الورى صبحاً مساءَ

وقال من قصيدة (يا كريماً) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (35) بيتاً:

يا غيومَ السماءِ ألــبسيني رداءَ      وخذيني إلــــــى الطفوفِ شتاءَ

وإذا مـــــــا بلـــغتِ قبرَ حسينٍ      فاذرفي الدمعَ واهطلينيَ مـــاءَ

واتركيني عــــلى الترابِ لعلّي      بي أروي تلكَ الشفاهَ الظــــماءَ

وانثريني فوقَ الضريحِ وروداً      وانطقيني قصيدةً عــــــــصماءَ

إنَّ في داخلِ الـــــضريحِ إماماً      ذكرُه الشمسُ فـهو يأبى انـطفاءَ

هرمَ الدهرُ والحســــــــينُ فتيٌّ      وهوَ يزدادُ كـــــــــــلَّ يومٍ بقاءَ

قد خبرنا الزمانَ مُنذ ولـــــــدنا      ما رأيــــــــــنـاهُ يُهلكُ العظماءُ

إنَّما المــــوتُ في البريةِ سيفٌ      يقــــــتلُ الكلَّ مـــا عدا الشهداءَ

يا مريراً مـــــــا أرهبته المنايا      وغيوراً لــــم يألـــفِ الإغضاءَ

مُذ رأى ديــــــنَ جدِّهِ مُستباحاً      ويزيداً يُذبِّحُ الأنبيـــــــــــــــــاءَ

رفعَ الصوتَ يا أميــــــةَ يكفيـ     ـكِ على حرمةِ الســـماءِ اعتداءَ

وتــــــــــصدّى وآزرته رجالٌ     وزنوا الكونَ نــــصـــرةً ووفاءَ

وقال من قصيدة (ذبح الورد):

ألا يا عـين فيضي بالدموعِ      على ما حلَّ في آلِ الـــــــــشفيعِ

بهمْ نزلَ البلا في (كربلاءٍ)     فـــلم يُرَ غيرُ مُـــــــقدامٍ صريعِ

أحـــاطتهمْ كتائبُ آلِ حربٍ     وأفنتهمْ عــــــلى عطشٍ وجوعِ

وما راعــــــوا بهمْ للهِ جنباً     ولا لـــــــنبيِّهمْ ذا الجنبُ رُوعي

ألــــــــمْ يأمرْ بودِّ الآلِ طه      ولكن ليسَ فيهمْ مِن مـــــــــطيعِ

فلو أمِــــروا بقتلِ بنيهِ طرَّاً     لما زادوا على هـــــــذا الصنيعِ

لآلِ محمــــدٍ في الطفِّ يومٌ      له نزفت حــــــشاشةُ كلِّ شيعي

أيُمنعُ آلُ طــــــــه وردَ ماءٍ      ويشربُـــه ذوو الحسبِ الوضيعِ

ويخرجُ حاملاً طفلاً حـسينٌ     عــــــــلى كفَّيهِ ما بينَ الجموعِ

يقولُ لهمْ قتلتمْ أهـــــلَ بيتي      وما عــندي سوى هذا الرضيعِ

فهلْ مِن شربةٍ تروي حشاهُ      يـــــــكادُ يغيبُ مِن قبلِ الطلوعِ

وإذ بالــسهمِ ينبتُ في وتينٍ      ويروي الطفلَ مِن فيضِ النجيعِ

وقال من قصيدة (من مثل أم البنين):

عشقتْ حسيناً فوقَ عشقِ بني الهوى      حـــــتى بها حارتْ عقولُ الناسِ

أعـــــــــــــطته أربعةً كآسادِ الشرى      ورثوا الشجاعةَ مِن عظيمِ الباسِ

قالتْ لهمْ إفــــــــــدوا الحسينَ أخاكمُ      لا تتـــــــــــــركوهُ لملفظِ الأنفاسِ

لبُّوا وصيةَ أمِّهمْ يـــــــــــــومَ الوغى      وتقدّموا بشجــــــــــاعةٍ وحماسِ

حتى هووا فوقَ الرمالِ ذبـــــــــائحاً      تكسوهمُ الغبراءُ خـــــــــيرَ لباسِ

وفدوا بمصرعِهمْ شـــــــــريعةَ أحمدٍ      واستنقذوها من يدِ الأرجـــــــاسِ

...............................................

ترجمته وشعره في كتاب كربلاء في الشعر اللبناني للكاتبة اللبنانية عناية أخضر ــ سلسلة مختارات تراثية رقم 1 الصادر عن مركز تراث كربلاء ــ قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة ص 30 ــ 41

كاتب : محمد طاهر الصفار