915 ــ عدنان حمدان (1366 ــ 1421 هـ / 1947 ــ 1991 م)

عدنان حمدان (1366 ــ 1421 هـ / 1947 ــ 1991 م)

قال من قصيدة (لهيب الدم) وهي في أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وتبلغ (30) بيتاً:

ربُّ الإباءِ تعالى (الطفِّ) مِن خضلٍ     فـــــــــكلّما ظمأتْ أرواحُنا سكبا

تترجمُ الهمهماتُ الــــخرسُ عاصفةً     حـمراءَ تزرعُ فيما تبتغي الغضبا

ومنهجٌ للعطاءِ الضــــــــــخمِ ينشرُه     علـى القرى وهو يسقيهِ دماً سربا (1)

ومنها:

يومَ (الطفوفِ) وفيــــــكَ الثأرُ مُتَّقدٌ     فكلّما اســـتنهضتْ مجموعةٌ وثبا

يا ثورةً فوقَ هامِ الدهرِ قد نضجتْ     دمـــــــــاً يظلُّ على الآفاقِ مُلتهبا

فيا لجرحٍ مشى في الدهـــرِ فاغرُه     سمحاً سقى حوله الدنيا وما نضبا

الشاعر

عدنان بن حمدان بن جروان الكبيسي، شاعر وأديب وباحث، ولد في كربلاء وفيها أكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة، فدخل دار المعلمين وتخرج منها عام 1966 وعُيِّن مُعلماً في كربلاء حتى استقال من وظيفته واتجه للأعمال الحرة، توفي في حادث مؤسف في كربلاء ودفن بها.

نشر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات العراقية والعربية منها: (العرفان) و(الورود) اللبنانيتين، وصحيفة (العدل) النجفية، وصحيفتي (الحرف) و(المجتمع) الكربلائيتين. وكان من أعضاء (ندوة الخميس) التي تضم أدباء وشعراء المدينة.

له من المؤلفات: (الطغرائي ــ صاحب لامية العجم، دراسة)، (شمس المعالي قابوس بن وشكمير من أمراء وشعراء القرن الرابع الهجري ــ دراسة)، (دراسات في أدباء وشعراء الأندلس)، (الحمامة في الشعر العربي ــ بحث أدبي لغوي) وديوان شعر بعنوان (رنين الصمت). (2)

قال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (قرأ الشعر العربي وحفظ للشعراء الكبار عيون قصائدهم، وهو شاعر سريع الخاطر، جيد القريحة، ينم شعره عن رقة في الشعور ورهافة في الحس وفيض من العاطفة...) (3)

وقال عنه السيد صادق آل طعمة: (شاعر ألمعي وكاتب مجدد يمتاز بحسن السبك وسلاسة الأسلوب، ومزج الفكرة ودقة المعاني...) (4)

وقال عنه عبد العزيز البابطين: (شاعر تقليدي، اتبع نهج القصيدة العربية القديمة، تأثر بالشعراء القدامى، من أمثال أبي تمام وابن هانئ وابن شهيد، وخاطبهم في شعره شاكيًا زمنه وآلامه، تتجلى في قصائده مشاعر قومية وعروبية واضحة، يميل إلى استخدام أسلوبي الخطاب والنداء في كثير منها، في أسلوبه رصانة وفي صوره جدة) (4)

شعره

قال من قصيدة (لهيب الدم) وهي في أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وتبلغ (30) بيتاً:

طفْ بالضـــــــريحِ وأوقدْ حوله الحُقبا      بجذوةِ الــجرحِ جرحٌ يسكبُ اللهبا

واســــــــــــتنطقِ الزمنَ الطافي بلجَّتِهِ      بـــــــــأيِّ سرٍّ عظيمٍ تصنعُ العجبا

وسائلِ الأفـقَ المخــــــــضوبَ رفرفَه      هلْ غيرُ نقعِكَ مَن سحَّ الدما خضبا

وسائلِ الأصــــــــبعَ الجذّاءَ هلْ لزمتْ      لداتها أمْ بــــــجرحٍ يجرفُ الحُجبا

واســـــتدرجِ الشـكّ إن أمسى له رهجٌ      يحومُ في أفقٍ مــــخضوضلٍ سحبا

لكلِّ عــــــــــــــــــاصفةٍ مجدٌ وأروعه      ما بالدمــــا والظـبا والفكرُ قد كُتبا

ربُّ الإباءِ تعالــى (الطفِّ) مِن خضلٍ      فـــــــــكلّما ظمـــأتْ أرواحُنا سكبا

تترجمُ الهمهماتُ الـــــــخرسُ عاصفةً     حـمراءَ تزرعُ فيــما تبتغي الغضبا

ومنهجٌ للعطاءِ الضـــــــــــــخمِ ينشرُه      علـى القرى وهو يــسقيهِ دماً سربا

يستطرفُ الخطواتِ الحــــمرَ عارمةً      ويـــــــــستضيءُ بما مِن هديهِ وهبا

ويستريحُ لظلِّ الموتِ إذ يــــــــردُ الـ     ـلظى الخــضيلَ وفيه بعضُ ما طلبا

ويطعمُ المبدأ الجبَّارَ أخـــــــــــــــوتَه      وصحبَه ثـمَّ أفــــــــــــــلاذاً له زُغبا

قالَ الهدى يا لداتي فــــــالردى عظةٌ      إذ كــــــــــــانَ عزَّاً وفيه نبلغُ الإربا

وديدنُ المجدِ أن يُخفي بــــــــــعاجلِهِ      روحاً لكــي يلتظي فوقَ الدجى شهبا

يومَ (الطفوفِ) وفيــــــكَ الــثأرُ مُتَّقدٌ      فكلّما اســـتـــــنهضتْ مجموعةٌ وثبا

يا ثورةً فوقَ هامِ الدهرِ قد نــضجتْ      دمـــــــــاً يـــــظلُّ على الآفاقِ مُلتهبا

فيا لجرحٍ مشى في الـدهـــرِ فــاغرُه      ســــمحاً سقى حـوله الدنيا وما نضبا

يعرَّشُ الـدربَ إقـــــــــداماً وتضحيةً      سيَّــــــانَ في دربِـهِ إن لانَ أو صلبا

مِــــــــــن قبلِ ألفٍ تقلُّ الدهرَ تحمله      لا تشتكــــــــــــي نصباً فيه ولا تعبا

منحته مِــــــــــن صفاتٍ فيكَ مُنطلقاً      ضخماً يجوبُ الــــدنى حالاً ومُرتقبا

يستشرفُ الأفقَ الـــــداجي فيصدعُه      بقدحةٍ توقدُ الأفـــــــــــــلاكَ والشهبا

فمنزفُ الجرحِ لا زالـــــــتْ روافدُه      تصـــــــــبُّ في كلِّ صدرٍ حانقٍ لهبا

مــــــــــــولايَ أيَّ مقالٍ فيكَ أقرظه      وإن ســــــــــهرتُ الليالي دونَه حدبا

وهلْ يُرامُ لـــــــــــــه شـأواً ومنزلةُ      ومجدُه حيَّرَ الأقـــــــــــــــلامَ والكُتبا

هذا الذي ملأ الدنيـــــــــــــا بثورتِهِ      وتحتَ قبَّتِهِ قد ســـــــــــــــجَّرَ الشّهبا

............................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 178 ــ 179

2 ــ نفس المصدر ص 162 ــ 163

3 ــ نفس المصدر ص 162

4 ــ الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 2 ص 105

5 ــ معجم البابطين ص 4541

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار