ابن نما الحلي (توفي 680 هـ / 1281 م)
وقال في رثاء الأمام الحسين (عليه السلام):
ولــــــــمّا وردْنـــــا ماءَ يثربَ بعدما أســـلْنا على السّبطِ الشّهيدِ المَدامعا
ومُدَّتْ لــــــــــما نلقاهُ مِن ألمِ الجَوى رقـابُ المطايا واستكانتْ خواضعا
وجُرَّعَ كأسَ الموتِ بـ(الطّفّ) أنفُسٌ كرامـــــــــاً وكانت للرّسولِ ودائعا
وبُدِّلَ سَعْدُ الــــــــــشُّمِّ مِن آلِ هاشمٍ بنحسٍ فـكانـــــــــوا كالبدورِ طوالعا
وقفْنا على الأطـــــــلالِ نندُبُ أهلَها أسًى ونبـكي الخـــــــــالياتِ البَلاقعا (1)
وقال:
لَــــــــــــــــــقَدْ فَتَكَتْ فِيهِـمْ سِهامُ أُمَيّة وَأصْرَعَهُمْ مِنْها سُيُوفٌ سَوافِكُ
وَضاقَتْ بِهِمْ رَحْبُ الْفَضـاءِ فَأصْبَحُوا بدوِيّة بَـــــــــــهْماءَ فِيها مَهالِكُ
وَأمْسَوْا بِأرْضِ (الطَّفِّ) قَتْلى جَـواثِماً كَأَنّهُمْ صَرْعى قِـــلاصٌ بَوارِكُ
فَإنّ عُيُونَ الْباكِياتِ سَواكِــــــــــــــبٌ وَإنّ ثُـــغُورَ الشامِتاتِ ضَواحِكُ (2)
الشاعر
الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي، (3) المعروف هو وأبوه بـ(ابن نما الحلي) (4) عالم وفقيه كبير وأديب ومؤرخ وشاعر من أعلام الإسلام وأجلاء الدين وقادة الفكر، وهو أستاذ العلامة الحلي (5)، ولد في الحلة من أسرة أنجبت كبار الفقهاء والعلماء، وكان لها دوراً كبيرا في رفد الحركة العلمية والأدبية في الحلة والمساهمة في نهضتها الحضارية وكان لها الزعامة الروحية للشيعة.
قال السيد محسن الأمين: (وبنو نما طائفة كبيرة في الحلة فيهم العلماء والفقهاء والمحدثون) (6)
وقال السيد محمد صادق بحر العلوم: (اشتهرَ آلُ نما الرّبعيّ بالفضل، والأدب، والزّعامة العلميّة في الحلّة، وخدموا العلم أيّاماً طوالاً، نبغ منهم أفرادٌ لا يُستهان بهم، وتخرّج عليهم كثيرٌ من العلماء الأفاضل خدموا العلم والأدب، وكان عصرُ جدِّهم "نما" عصر الشّيخ أبي عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ رحمهما الله). (7)
ويقول الشّيخ عبد المولى الطّريحيّ: (وممّن نبغَ فيها ــ أي الحلة ــ من أساطين علماء الإماميّة في القرن السّابع الهجريّ (آل نما)، وهي الأسرة العلميّة الدّينيّة القديمة الكريمة، الّتي ظَهَرتْ ولَمَعَتْ في الحلّة، واشتهرَ من أعلامها هبة الله بن نما جدّ نجيب الدّين، وجعفر بن نما، وعليّ بن نما، وغيرهم كثير، ويظهر من القصيدة الّتي نَظَمَها ابن نما جواباً لبعض الحاسدين أنّ بيت ابن نما كان بيتاً رفيعاً مرموقاً مشهوراً بالفضائل). (8)
والقصيدة هي:
أنــــــــا ابنُ نما إنْ نطقتُ فمَنطقي فصيحٌ إذا مـــــا مُصقَعُ القومِ أَعجَما
وإنْ قُبِضتْ كفُّ امرئٍ عن فضيلةٍ بسطتُ لها كفّاً طويلاً ومِعـــــــصَما
بنَى والـــــدي نهجاً إلى ذلكَ العُلى وأفعالُه كانتْ إلى الــــــــــمجدِ سُلَّما
كبُنيانِ جدّي جـــــــعفرٍ خيرِ ماجدٍ وقد كان بالإحســانِ والفضلِ مُغرما
وَجدِّ أبي الحَبرِ الفقــــــيهِ أبي البقا فما زالَ فــــــــــي نقلِ العلومِ مُقدَّما
يودّ أُناسٌ هدْمَ ما شيّــــــــــدَ العُلى وهـــــــــيهاتَ للـمعروفِ أنْ يَتَهدّما
يرومُ حسودي نـــيلَ شأوي سفاهةً وهل يقدرُ الإنسـانُ يَرقى إلى السّما
منالي بعيدٌ ويحَ نفـــــــــــسك فاتّئِد فمِـن أين في الأجـدادِ مثلُ التّقيّ نما (9)
ومن أبرز رجالات هذه الأسرة ابن نما، ووالده محمد بن جعفر، شيخ الفقهاء في عصره، وأحد مشايخ المحقق الحلي، والشيخ سديد الدين والد العلامة، والسيد أحمد ورضي الدين ابني طاووس. قال عنه المحقق الكركي: (وأعلم العلماء بفقه أهل البيت الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمد بن نما الحلي) (10)
ومن أعلام أسرة نما أيضاً محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله، وعلي بن علي ابن نما، وهبة الله بن نما، وإسماعيل بن محمد بن جعفر، وأحمد بن محمد بن جعفر، والحسن بن أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما ــ أستاذ الشيخ الشهيد الأول ــ وغيرهم، وقد عُرفت هذه الأسرة بـ (آل نما) نسبة إلى جدهم الأعلى (نما بن علي الربعي) الذي كان معاصراً لأبي علي الطوسي. (11)
درس ابن نما على يد أبيه محمد بن جعفر، وغيره من أعلام الشيعة، منهم فخر الدين محمد بن إدريس الحلي العجلي، والشيخ محمد بن المشهدي وله الرواية عنهم، حتى أصبح من كبار علماء الاِمامية، فقيهاً، عالماً، مؤَرِّخاً، شاعراً، وكان من أبرز تلامذته العلاّمة الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلّي، وكمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد اللّيثي الواسطي، وعبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفُوَطي.
قال فيه الشيخ الحر العاملي: (عالم جليل، يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد وغيره من الفضلاء) (12)
وقال الشيخ المجلسي: (من أجلّة رواتنا ومشايخنا). (13)
وقال عبد الله أفندي: (عالم، جليل، من أفاضل مشائخ علمائنا) (14)
وقال السيِّد محمد باقر الموسوي الخوانساريّ: (كان من الفضلاء الأجلَّة، وكبراء الدين والملَّة، من مشايخ العلَّامة) (15)
وقال الشيخ عباس القمي: (من الفضلاء الأجلَّة، ومن كبراء الدين والملَّة، عظيم الشأن، جليل القدر، أحد مشايخ آية الله العلَّامة، وصاحب المقتل الموسوم بمثير الأحزان، وقد ظهر من شعره أنَّ أباه وجدُّ جدِّه جميعًا كانوا من العلماء رضوان الله عليهم أجمعين) (16)
وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان من أعاظم الفقهاء ومن كبراء الدين عظيم الشأن جليل القدر أحد مشايخ آية الله العلامة الحلي...) (17)
وقال السيد جواد شبر: (كان من أعاظم الفقهاء أحد مشايخ آية الله العلامة الحلي وهو صاحب مقتل الحسين الموسوم بـ (مثير الأحزان) وكتاب (أخذ الثار) في أحوال المختار. وكان أبوه وجده وجد جده جميعاً من العلماء العظام) (18)
ألف ابن نما من الكتب: منهج الشيعة في فضائل وصيّ خاتم الشريعة، مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان، ذوب النضار في أخذ الثار في أحوال المختار، إضافة إلى أشعاره التي ضمن أكثرها في كتابيه (مثير الأشجان) و(ذوب النضار).
توفِّي ابن نما في الحلة وقبره مشهور يزار قال الشيخ محمد علي اليعقوبي: (وفي الحِلَّة قبر مشهور يُعرف بقبر(ابن نما) على مقربة من مرقد أبي الفضائل ابن طاووس في الشارع الذي يبتدئ من (المهديَّة) وينتهي بباب كربلاء المعروف بباب (الحسين)، وقد زرته مراراً، وكانت القبَّة التي عليه متداعية الأركان منهدَّة الجدران سنة خروجنا من الحِلَّة سنة 1335هـ) (19)
وقال الشّيخ محمّد حرز النّجفيّ: (مرقدُه في الحلّة المزيديّة قريبٌ من مرقد والده نجيب الدّين محمّد بن جعفر، وقبرُه عليه قبّة، وله حرم يزار وتُنذر له النّذور، ولجيران مرقده اعتقاد أكيد فيه في قضاء الحوائج، وجَعْلِه واسطةً إليه تعالى) (20)
شعره
جمع شعره الشيخ فارس حسون كريم من بطون كتابيه المذكورين وما ذكره اليعقوبي من شعره في البابليات، ورتبها حسب القوافي وسماها (الولاء الحسينيّ في أشعار ابن نما الحلّيّ) (21) وقال عنها: (وبما أنّ مدينة الحلّة العراقيّة كانت تَزهرُ بحركتها العلميّة الدّينيّة لِما فيها من مجتهدين كبار فطاحل، أمثال: ابن إدريس، والمحقّق، وآل طاوس، وآل المطهّر كالعلّامة وأبيه، فالأدب كذلك كان مزدهراً فيها. وممَّن نبَغَ فيها من أساطين علماء الإمامّية في القرن السّابع "آل نما"، وهي الأسرة العلميّة الدّينيّة القديمة الكريمة الّتي ظهرت ولمعت، وصَفَت قرائحُ أعلامِها، فأبدعوا في الأدب وأنواع النَّظم والنّثر. ويُعَدُّ الشّيخ جعفر بن محمّد بن جعفر بن نما أحد أبرز أعلام هذه الأسرة العريقة).
كما نشرها أيضاً المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي (22)
يقول ابن نما:
يــــــــا أُمّةً نَقَضَتْ عُهُودَ نَبِيِّها وَغَدَتْ مُقَهْقَرَةً عَلى الاَعْــقابِ
كُنْتُمْ صِــــــحاباً لِلرَّسُولِ وَإنّما بِفِعالِكُمْ بِنْتُمْ عَنِ الاَصْـــــحابِ
وَنَبَذْتُمُ حُكْمَ الكــــــــتابِ جَهالَةً وَدَخَلْتُمْ فِي جُـــــمْلَةِ الاَحْزابِ
بُؤْتُمْ بِقَتْلِ الـــــسِّبْطِ وَاسْتَحْلَلْتُمُ دَمَـــــــــــــهُ بِكُلِّ مُنافِقٍ كَذّابِ
فَكَما تَدِيْنُوا قَدْ تُـــــــدانُوا مِثْلَهُ فِي يَوْمِ مَجْمَعِ مَحْشَرٍ وَحِسابِ
وقال:
جادَ بالقرصِ والطوى ملء جنبيـ ـهِ وعـــــافَ الطعامَ وهوَ سغوبُ
فــــــأعادَ القرصَ المنيرَ عليه الـ ـقرصَ والمقرضُ الكرامِ كسوبُ
وقال:
وَقَفْتُ عَلـــــــــــى دارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ فَأَلْفَيْتُها قَـــــــــــدْ أَقْفَرَتْ عَرَصاتُها
وَأَمْـــــــسَتْ خَلاءً مِنْ تِلاوَةِ قَارِئٍ وَعُـــــــطِّلَ مِنْها صَـوْمُها وَصَلاتُها
وَكـــــــــــــانَتْ مَلاذاً لِلْعُلُومِ وَجُنَّةً مِنَ الْخَطْبِ يَغْشى الْمُعْتَفينَ صِلاتُها
فَــأَقْوَتْ مِنَ السّاداتِ مِنْ آلِ هاشِم وَلَمْ يَجْتَمِعْ بَعْدَ الْـــــــــحُسَيْنِ شَتاتُها
فَعَيْنِي لِقَتْلِ السِّبْطِ عَبْرى وَلَوْعَتِي عَلى فَقْدِهِ ما تَنْقَضِي زَفَـــــــــــراتُها
فَيا كَبِدِي كَمْ تَصْبِرِينَ عَلى الاَذى أمَا آنَ أنْ يُغْني إذَنْ حَــــــــــسَراتُها
وقال:
يَسْتَبْشِرُونَ بِــــــــــــــقَتْلِهِ وَبِسَبِّه وَهُمُ عَلى دِيـــنِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَاللهِ مــــــــــا هُمْ مُسْلِمُونَ وَإنّما قَالُوا بـــأقْوالِ الْكَفُورِ الْمُلْحِدِ
قَدْ أسْلَمُوا خَوْفَ الرَّدى وَقُلُوبُهُم طُوِيَتْ عَلى غِلٍّ وَحِقْدٍ مُكْمَدِ
وقال:
وَلَمّا دَعا الْمُخْتَارُ لِلثَّـــــــأْرِ أقْبَلَت كَــــــــــــــتائِبٌ مِنْ أشْياعِ آلِ مُحَمَّدِ
وَقَدْ لَبسُوا فَوْقَ الــــدُّرُوعِ قُـلُوبَهُم وَخاضُوا بِحارَ الْمَوْتِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
هُمْ نَصَرُوا سِبْـــطَ النَّبِيِّ وَرَهْطَهُ وَدانُوا بِأَخْذِ الـــــــــثَّأْرِ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
فَفازُوا بِجَنّـــــــاتِ النَّعِيمِ وَطِيْبِها وَذلِكَ خَيْرٌ مِنْ لُجَيْنٍ وَعَــــــــــــسْجَدِ
وَلَوْ أنّنِي يَوْمَ الْهِياجِ لَدى الْوَغى لاَعْـــــــــــــمَلْتُ حَدَّ الْمَشْرِفِيّ الْمُهَنَّدِ
فَوا أَسَـــــفاً إذْ لَمْ أكُنْ مِنْ حماته فَأَقْتُلُ مِنْهُمْ كُــــــــــــــــلَّ باغٍ وَمُعْتَدِ
وَأنْـــقِعُ غِـلِّي مِنْ دِماءِ نُحُورِهِمْ وَأَتْرُكُهُمْ مُلْقَوْنَ فِي كُلِّ فَــــــــــــــدْفَدِ
وقال:
قَوْمٌ هُمُ الدِينُ وَالدُنْيا بِهِمْ حَلِيَتْ فَمَنْ قلاهُـــــــمْ فَمَأْواهُمْ إذَنْ سَقَرُ
لَهُمْ نَبِيُّ الْـــــــــهُدى جَدٌّ وَأُمُّهُمْ يَوْمَ الْمَعادِ بِنَصْـــــــرِ اللهِ تَنْتَصِر
وقال:
إذا اعْـــــــــتَقلوا سُمْرَ الرِّماحِ وَيَمَّمُوا أُسُودَ الشَّرى فَرَّتْ مِنَ الْخَوْفِ وَالذُّعْرِ
كُماةُ رَحى الْحَرْبِ الْعَوانِ وَإنْ سَطَوا فَأَقْــــــــــــرانُهُمْ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ فِي خُسْرِ
إذا أثْبَتُوا فِي مَـــــأْزِقِ الْحَربِ أرْجُلاً فَمَوْعِدُهُمْ مِـــــــــــنْهُ إلى مُلْتَقى الْحَشْرِ
قُلُوبُهُمُ فَوْقَ الدُرُوعِ وَهَـــــــــــــــمُّهُمْ ذَهابُ النُّفُوسِ الســــــائِلاتِ عَلى الْبَثْرِ
وقال:
ولــــــــــــمّا رأينا عثيرَ النَّقْعِ ثائراً وقـــــــــد مَدَّ فوق الأرضِ أرديةً حُمرا
وسالَت عن الــخِرصان أنفسُ فتيةٍ عن العنصرِ الزّاكي وأعلى الورى قدْرا
وشدُّوا لِقتلِ السّبطِ عمداً وأشرَعوا معَ المُرهَـــــــــفاتِ البِيضِ خِطِّيّةً سُمرا
تيقّنَ حزبُ الله أنْ لـــــــيس ناجياً من النّارِ إلّا مَـــــــــن رأى الآيةَ الكُبرى
ومَنْ رَفضَ الدّنيا وباعَ حــــــياتَه مِن اللهِ، نِعْمَ البيعُ والـــــــــفوزُ والبُشرى
وقال:
لقد فُجعَ الدينُ الحنيفُ بما جرى على السبطِ والهادي النبيِّ سفيرُه
وأيّ امرئٍ يلقاهُ في عـظمِ رزئهِ غــــــــــداةَ غدتْ كفّا سنانٍ تبيرُه
وقال:
وقال في الشهيد سليمان بن صرد الخزاعي (رضوان الله عليه)
قـــــــضى سليمانَ نحبُه فغدا إلى جنانٍ ورحمةِ الباري
مضى حميداً في بذلِ مهجتِهِ وأخـــــــذِه للحسينِ بالثارِ
وقال:
يُصلّي الإلهُ على المرسلِ وينعتُ في المحكمِ المنزلِ
ويُــغـزى الحسينُ وأبناؤه وهـمْ منه بالمنزلِ الأفضلِ
ألمْ يـكُ هذا إذا ما نظرتَ إليهِ مِن المعجبِ المعضلِ
وقال عن لسان الشهيد بكربلاء وهب بن حباب الكلبي مخاطباً زوجته لما قالت له: بالله لا تفجعني بنفسك:
ذريني أدرْ وجهاً وقاحاً إلى العدا فــــــما لأخي الأحقارِ أن يتجمّلا
متى قرَّ في غمدٍ حسامٌ وبانَ عن حصانِ لجامٍ والفتى غرضَ البلا
وقال
وَلَمّا طَــــــعنْتُمْ نازِحِينَ وَضَمّكُم مقام بهِ الجَـــلْدُ الْعَزِيزُ ذَلِيلُ
وَصِرْتُمْ طَعاماً لِلسُّيُوفِ وَلَمْ يَكُن لِما رُمْتُمُوهُ مَنْهَجٌ وَوُصُولُ
وَأمْوالُكُمْ فَـــــــــــــيْءٌ لاِلِ أُمَيّة وَبَدْرُكُمْ قَـــدْ حانَ مِنْهُ أُفُولُ
تَيَقَّنْتُ أنّ الدينَ قَدْ هـــانَ خَطْبُهُ وَأنّ الـــــمُراعِيَ لِلنَّبِيِّ قَلِيلُ
وقال في المختار الثقفي:
سَــــــرَّ النَّبِيَّ بِأَخْذِ الثّارِ مِنْ عُصَبٍ باؤوا بِقَتْلِ الْــحُسَيْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ
قَوْمٌ غُـــــــذُّوا بِلِبانِ الْبُغْضِ وَيْحَهُم لِلْمُـــــــــــرْتَضى وَبَنِيهِ سادَةِ الاَمَمِ
حازَ الْفَخارَ الفَتى الْمُخْتَارُ إذْ قَعَدَت عَنْ نَصْرِهِ سائِرُ الاَعْرابِ وَالْعَجَمِ
جــــــاءَتْهُ مِنْ رَحْمَةِ الْجَبّارِ سارِيَةٌ تَــــــــــهْمِي عَلى قَبْرِهِ مُنْهَلَّةَ الدِّيَمِ
وقال:
فوا أسفا يُعزى الحسينُ ورهطُه ويُسـبى بتطوافِ البلادِ حريمُه
ألــــــــــمْ يعلموا أنَّ النبيَّ لفقدِه له عزبُ جفنٍ ما يخفُّ سجومُه
وفي قلبِــــه نارٌ يشبُّ ضرامُها وآثـــارُ وجدٍ ليسَ تَرسى كلومُه
وقال:
إن كنتَ في آلِ الرسولِ مُشكِّكاً فاقــــرأ هداكَ اللهُ في القرآنِ
فـــــهوَ الدليلُ على علوِّ محلهمْ وعظيمِ فضلهمُ وعظمُ الشانِ
وهـــــمُ الودائعُ للرسولِ محمدٍ بــــوصيةٍ نزلتْ مِن الرحمنِ
وقال:
بنو أميةَ ماتَ الدينُ عـــــــــــــــندهمُ وأصبحَ الحقُّ قد وارته أكفانُ
أضحتْ منازلُ آلِ الســـــــبطِ مقويةً مِــــن الأنيسِ فما فيهنَّ سُكّانُ
باؤوا بمقتلهِ ظلـــــــــــماً فقد هُدمتْ لفقدهِ مـن ذرى الإسلامِ أركانُ
رزيّةٌ عـــــــــــــمّتِ الدنيا وساكنَها فالدمعُ مِـن أعينِ الباكينَ هتّانُ
لــــــم يبقَ مِن مرسلٍ فيها ولا ملكٍ إلّا عرتـــــــه رزيَّاتٌ وأشجانُ
واسخطوا المصطفى الهادي بمقتلِه فقلبُه من رســـيسِ الوجدِ ملآنُ
وقال في رثاء أبي الفضل العبّاس بن عليّ عليهما السّلام:
حقيقاً بالبكـاءِ عليه حُزناً أبو الفضلِ الّذي واسى أخاهُ
وجــاهدَ كـلَّ كَفّارٍ ظلومٍ وقـــــــابلَ مِن ضلالِهمُ هُداهُ
فداهُ بــــــــنفسه للهِ حتّى تفرَّقَ مــــــن شجاعتِه عِداهُ
وجادَ له على ظمأٍ بماءٍ وكان رضا أخـــــــيه مُبتغاهُ
وقال:
لَهُمْ جُسُومٌ بِحَرِّ الشَّمْسِ ذائِبَة وَأَنْفُسٌ جاوَرَتْ جَنّاتِ بارِيها
كَـأنّ مُفْسِدَها بِالْقَتْلِ مُصْلِحُها أوْ أنّ هادِمَــها بِالسَّيْفِ بانِيها
......................................................................
1 ــ مثير الأحزان ص 112 / المنتخب للطريحي ص 416 / ديوان القرن السابع ص 111
2 ــ مثير الأحزان ص 74 / ديوان القرن السابع ص 137
3 ــ رياض العلماء ج 6 ص 37- 38 / روضات الجنّات ج 2 ص 180 / مقدمة مثير الأحزان لابن نما ص 6 تقديم الشيخ عبد المولى الطريحي منشورات المطبعة الحيدرية في النجف 1369 ه - 1950 م
4 ــ مقدمة ذوب النضار في شرح الثار لابن نما الحلي كلمة الناشر، مؤسسة النشر الإسلامي ج 1 ص 36
5 ــ البابليات ج 1 ص 74
6 ــ أعيان الشيعة ج ٣ ص ٩٣
7 ــ لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني / تحقيق بحر العلوم هامش ص 272
8 ــ مقدمة كتاب مثير الأحزان لابن نما الحلي، تحقيق الطريحي ص ٥
9 ــ نفس المصدر ص ٦ / البابليّات ج 1 ص 74 / أعيان الشيعة ج ٤ ص ١٥٧
10 ــ مقدمة مثير الأحزان ص ٦
11 ــ مقدمة ذوب النضار ص 35
12 ــ أمل الآمل ج ٢ / ٥٤ رقم ١٣٨
13 ــ بحار الأنوار ج 45 ص 346 ــ 387
14 ــ رياض العلماء ج ١ ص ١١١
15 ــ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ج 2 ص 179 ــ 180
16 ــ الكنى والألقاب ج ١ ص ٤٢٨
17 ــ البابليات / ج 1 ص 74 رقم 23
18 ــ أدب الطف ج 4 ص 99
19 ــ البابليات ج ١ ص ٧٤
20 ــ مراقد المعارف ج ١ ص ٨٢ – ٨٤
21 ــ نُشرت في مجلّة (تراثنا) العدد 46 ص 259 ــ 283 لسنة 1417 هـ
22 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن السابع ص 46 ، 60 ، 63 ، 77 ، 87 ، 89 ، 97 ، 98 ، 99 ، 111 ، 137 ، 148 ، 152 ، 160 ، 165 ، 172 ، 178 ، 216
كما ترجم لابن نما:
الميرزا حسين النوري / مستدرك الوسائل ج 3 ص 443
الفيض الكاشاني / علم اليقين ج 2، ص 632
السيد الخوئي / معجم رجال الحديث ج 5 ص 78 رقم 2264
الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 7 ص 59
الشيخ فارس حسون كريم ــ مقدمة كتاب ذوب النضار في أحوال المختار لابن نما ص 32 ــ 44
الشيخ الحر العاملي / تذكرة المتبحرين ص ١٣٨
عبد الله المامقاني / تنقيح المقال ج ١ ص ٢٢٣
السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج ٤ ص ١٥٦ ــ ١٥٧
محمد علي تبريزي / ريحانة الأدب ج ٦ ص ١٨٨ رقم ٣٦٩
الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ص ٣١
الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج ١ ص ٣٦٩ رقم ١٩٢٨، / وج ١٠ ص ٤٣ رقم ٢٤٦ / و ج ١٣ ص ١٧٠
السيد إعجاز حسين / كشف الحجب والأستار ص ٣٣١ رقم ١٨١٣
اترك تعليق