أبو الفتح النيسابوري (كان حياً سنة 415 ــ 1024 م)
قال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام)
سلامٌ على الصفوةِ الـــــمصطفى مـــــــحمد ذي المنهجِ الأقومِ
سلامٌ على ابــــــــــن أبـي طالبٍ أخي الحربِ والفارسِ المعلمِ
ســــــــــــــلامٌ مِن اللهِ ما غرَّدتْ حمامٌ عــــــــلى النبأ الأعظمِ
سلامٌ عـــــــــــــــــلى حرَّةٍ بعلُها سبيلُ النجـــــاةِ لمّن قد عُمي
ســــــــلامٌ على الحسنِ المرتجى كنورِ بدا في دجــــــىً مُظلمِ
سلامٌ على من سُقي بـ(الطفوف) كؤوســــــــــاً أمرَّ مِن العلقمِ
ســـــــــــــــلامٌ على ساجدٍ عابدٍ حماهُ المهيمــــــنُ عن مجرمِ
سلامٌ علـــــــــــــــى باقرٍ علمُه يفجِّرُ كـــــــــــالجدولِ المفعمِ
سلامٌ على جعفرٍ بــــــــــــــعده سلامٌ كثيبٍ بـــــــــــــه مغرمِ
ســــــــــــــلامٌ على كاظمٍ نورُه توقَّدَ كالسبعةِ الأنـــــــــــــجمِ
سلامٌ على مــــــــــــــفردٍ قبرُه بطـــــوسٍ وطـوسٌ به تحتمي
سلامٌ على تاسعٍ مـــــــــــــجدُه تألّقَ كـــــــــــــــــالعلمِ المعلمِ
ســـــــــــلامٌ على عاشرٍ جودُه أســــــــحَّ مِن السيلِ بالمرزمِ
سلامٌ علــــــــى حادي عشرِهمُ سلامٌ عـــــــــــلى القائمِ القيَّمِ
سلامٌ عليكم بنـــــــــــــي أحمدٍ وأولادَ حيــــــــــــدرةِ الأكرمِ
سلامٌ علـــــــــــــيكم بني فاطمٍ ســـــــــــلامُ محبٍّ لكمْ مكرمِ (1)
الشاعر
محمد بن أحمد بن محمد بن أشرس، أبو الفتح النحوي اللغوي، عالم وأديب وشاعر ونحوي ولغوي كبير درس على يد أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي (323 ــ 383 هـ / 935 ــ 993م) (2)
قال أبو المحاسن المفضل بن محمد بن مسعر التنوخي المعري المتوفى سنة (442 هـ / 1050 م): (دخلت سنة عشر وأربعمائة، وأنا ببغداد، وبها من النّحويين الأئمّة المتقدِّمين في علم النّحو ثلاثة: علي بن عيسى بن الفرج بن صالح، وأبو القاسم علي بن عبيد الله الدَّقيقي، وأَبو الفتح محمّد ابن أَشرس النّيْسَابُورِي..
ثم يقول التنوخي: وممن قرأت عليه أبو الفتح محمد بن أشرس النيسابوري، وكان ملازماُ دار الخلافة ويأتي يوم الثلاثاء إلى قطيعة الملحم فكنت أصل إليه في هذا الموضع، وكان واسع العلم غزير الحفظ، وكان حيّاً في سنة خمس عشرة وأربعمائة، ولم تتجاوز وفاته سنة عشرين وأربعمائة وما لقيت أحداً من البغداديين يحقق لي وقت وفاته فأثبته على الحقيقة...) (3)
وقال عنه ياقوت الحموي: (محمد بن أحمد بن محمد بن أشرس أبو الفتح النحوي اللغوي، أديب فاضل شاعر من أهل نيسابور، كان من تلاميذ أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي بنيسابور، وقدم بغداد فلقي بها جماعة من أصحاب أبي علي الفارسي كالربعي علي بن عيسى وأبي الحسن السمسمي وغيرهما..). (4)
وقال عنه الباخرزي: (حدثني القاضي أبو جعفر البحاثي قال، حدثني الحاكم أبو سعد ابن دوست قال: كان أبو الفتح ابن أشرس من ناحية الرخّ، وكان يؤدب بنيسابور ويختلف إلى أبي بكر الخوارزمي، فلما نزف ما عنده ارتحل إلى مدينة السلام....) (5)
وقال عنه الصفدي: (أَبو الفتح النّحويّ من أهل نيسابور كان من تلاميذ أبي بكر محمّد بن العبّاس الخوارزمي قدم بغداد وقرأَ بها الأَدب على جماعة من أصحاب أبي عَليّ الفارسي كعلي بن عيسى الربعي وأبي الحسن السمسمي وسكنها إِلى حين وفاته سنة إحدى وعشرين وأربع مائة وقرأَ النّاس عليه الْأَدب وأخذوا عنه وروى شيئاً من شعره الصاحب ابن عباد عنه وكتب عنه عليّ بن الحسن بن الصّقر الذهلي وَذكره فِي معجم شيوخه وأورد لهُ ابن النجار قَوْله:
كَــــــــأَنَّمَا الأغصانُ لمّا علا فروعُها قطر الندى ثرّا
ولاحتِ الشَّمْسُ عليها ضحى زبـــرجدٌ قد أثمرَ الدرا) (6)
ونقل جلال الدين السيوطي أقوال الأعلام فيه فقال: (قال ابن الزبير: كان عارفاً بالنحو واللغة والأدب فقيهاً جليلاً مشاوراً حافظاً متفنناً له خط بارع، جيداً في الكتب ذا بلاغة وفصاحة وحسب وفضل ودين من أكمل الناس وأكتبهم.. وقال ابن الخطيب: كان مُبرّزاً في علوم اللسان نحواً ولغةً وأدباً متقدماً في الكتابة والفصاحة جامعاً فنوناً من الفضائل والمعارف) (7)
وقال عنه الدكتور إميل بديع يعقوب: (كان إماماً في النحو واللغة، أديباً فاضلاً شاعراً من أهل نيسابور) (8)
............................................................
1 ــ مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٧٥ / أعيان الشيعة ج 9 ص 340 ــ 341 / وقد ذكر منها الكرباسي بيتا واحد فيما يخص الإمام الحسين (عليه السلام) في دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن السادس ص 211
2 ــ معجم الأدباء للحموي ج 5 ص 347
3 ــ تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم ص 20 ــ 23
4 ــ معجم الأدباء ج 5 ص 347
5 ــ دمية القصر ص 554 ــ 555
6 ــ الوافي بالوفيات 2 ص 84
7 ــ بغية الوعاة ج 1 ص 41
8 ــ المعجم المفصل في اللغويين العرب ج2 ص 65
اترك تعليق