ما تألّقَ مِنْ فاضلِ الطين

إلى روح الشهيد الأسطوري القناص أبي تحسين الصالحي.. 

طينٌ جنوبيٌّ ونخلٌ باسمُ

وخريطةٌ مَلغومةٌ ومآتمُ

والريحُ تبتلعُ الهدوءَ نكايةً

بالسلمِ، موتٌ مستطيرٌ داهِمُ 

لكنَّ قِديساً يزاولُ لذّةَ الـ

معنى سَتروي ما لديهِ تراجمُ

{والتينِ والزيتونِ} أوّلُ سورةٍ

قرأتهُ فارتدَّ الصَدى المتناغمُ

في وجههِ المألوفِ ثمَّةَ شارةٌ

ونبوءةٌ محمودةٌ وعلائِمُ

تتوكأُ الدَفلى على خُطواتهِ

خطواتهُ نحوَ السماءِ سلالمُ

وبياضُ شيبتهِ الكريمةِ قصةٌ

أزليّةٌ فيها الندى متزاحِمُ

الحربُ توميءُ للسلامِ كأنّها

تعبتْ.. وللقنّاصِ بِدءٌ خاتِمُ

نظراتُه الوَلهى تساؤلُ عاشقٍ

عمّا سيحكيهِ الرصاصُ الناعمُ

عمّا سترويه الفصولُ جميعُها

عمّا سيخفيهِ الزمانُ القادِمُ

عَنْ وِجهَةِ الرَّشَقاتِ وهي رسالةٌ

قُدسيّةٌ وبصيرةٌ وملاحمُ

عَنْ وردةٍ أنثى، وزهوِ فراشةٍ

كانتْ يطاردها الضجيجُ الكاتمُ

في محجريهِ الوقتُ محضُ مهارةٍ

لا تنتهي، فيها الزنادُ الحاسمُ

يختارُ فلسفةَ السكونِ طريقةً

مُثلى يؤكّدها الهدوءُ العارمُ

وعلى مسافةِ طلقةٍ وبرودِها

ينتابهُ الألقُ العنيدُ الغانمُ

كلتا يديهِ الفصلُ، لحظةَ يَنتقي

هدفاً "أبو تحسين" يُذهَلُ عالَمُ

في حزن سُحنتهِ الوقورةِ كامنٌ

أملٌ يعتقهُ السمارُ الحالِمُ

مُتفكّراً بالماءِ يوقظُ ضفّةَ الـ

معنى فيخشاهُ السرابُ الواهِمُ

الصحو آيتهُ النبيّةُ كُلَّما

صلّى انجلى غيمُ النكوصِ الآثمُ

طوبى لهُ فالمجدُ مُلكُ يمينهِ

صَلّتْ عليهِ - كما يشاءُ - حمائمُ

شاعر : حسن سامي