796 ــ جاسم محمد الزيادي (ولد 1399 هـ / 1979 م)

جاسم محمد الزيادي (ولد 1399 هـ / 1979 م)

قال من قصيدة (كربلاءُ مدى الدهر):

مازالَ يومُكَ فينا غيرَ منصرمِ    موصولةٌ بدمـــــوعٍ (كربلا) ودمِ

علَّمــتنا كُلما ضـاقَ الزمانُ بنا    أنّ الكرامةَ أن نــــظماً ولم نُضَمِ

علَّمتنــا أنّ ليلَ الـساكتينَ متى    ما يرتفعْ فيهِ صوتُ الفجرِ لم يَدُمِ

فمَن يثورُ بوجهِ الظـالمينَ فماً    إلّاكَ إن ألـــــــجمَ الطغيانُ كُلَّ فمِ (1)

وقال من أخرى:

منعوا الماءَ واستباحوا الدماءَ    وأعادوا بظلمِهمْ (كربلاء)

لم تزلْ (كربلاءُ) تنزفُ موتاً    يملأُ الأرضَ لوعةً وبـكاءَ

وكأنَّ الــــرضيعَ عادَ ليرويْ    للمـلايــــيـنِ تلـكمُ الأنـبـاءَ

وكـأنَّ الرضـــــيعَ فَـزَّ ظـميّاً    شاكياً للعــراقِ، يطلبُ ماءَ

الشاعر

جاسم بن محمد بن عبد شهد الزيادي، ولد في النجف الأشرف، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب، جامعة الكوفة ويعمل مدرّساً في مدارس النجف الأشرف.

شاركَ في بعض المسابقات والمهرجانات الأدبية، وقد فازَ بالمركز الثالث في مسابقة (فلنبدع للوليّ).

شعره

قال من قصيدة (غديرُ الظامئين)

وقفَت قوافي الشعرِ حائرةَ الخُطى    وتقهقرَ المعنــــى وعادَ كما بدا

يا عــــــــنفوانَ الشعرِ في إطلاقهِ    يكفيكَ فخــــــــراً أن تظلَّ مُقيَّدا

فلقد وقفـــــــــــتَ أمامَ بحرٍ زاخرٍ    لم تعرفِ الدنـيا لآخـــــرهِ مدى

ماذا تقولُ وهــــــل تُجاري قطرةٌ    بحرَ البلاغةِ والبــــسالةِ والندى

إنَّ اعترافَكَ بالــــــــهزيمةِ حينما    قابلتَهُ، لَيُعَدُّ نصراً أمـــــــــــجدا

هذا إمامُ العارفينَ وكـــــــــلُّ مَن    والاهُ قــــــــد والى النبيَّ محمدا

هذا غديــــــــرُ الظامئينَ إذا أتوا    وقلوبهمْ بالشوقِ يحرقُها الصدى

لاذوا بهِ لوذَ الــــحَمامِ من الظما    ورأوهُ ظلّاً فــي الهجيرِ وموردا

يا سيدي تهفو إليــــــكَ قوافلُ الـ    أرواحِ مُذ وجــدَتكَ عشقاً سرمدا

وإليكَ حَجَّ العاشونَ فــــــكم أتوا    من كُلِّ فَجٍّ بالدمــــــــــــاءِ تَعبَّدا

حملوا إليكَ مهنئيـــــــنَ، قلوبَهم    أزهارَ تعبقُ بالولاءِ وبـالـــــهُدى

قد بايعوكَ اليومَ واستـــــلموا بهِ    كفَّ الولاءِ فكانَ يــــــوماً أسعدا

وقال من قصيدة (نخلةُ الشموخ):

لم تُسْبَ بل سَـبَتِ العقولَ تَعَجُّبا    وعَــلَت بآفاقِ المكارمِ كوكبا

وقَفَت عـلـى جمرِ المكارهِ نخلةً    شمّاءَ تقتحمُ الخطوبَ لتخطبا

وأحاطَــهـا ليلُ النوائبِ فانبرَت    شمســـــــاً تشعُّ جلالةً وتَوَثُّبا

ولـــــها شموخُ الظافرينَ كأنّها    ما كابدَت فــقدَ الأحـبّةِ والسِّبا

كُلُّ المصائبِ قد تهونُ وتنجلي    آلامُها إلا مــــــــصائبَ زينبا

وقال من قصيدة (قُمْ يا فرات):

كمِ انتظرنا فـــــــــطالَ الانتظارُ بنا    وكم صبـــــــرنا وبعضُ الصبرِ قَتّالُ

من كلِّ جرحِ انتظارٍ من مــواجعِنا    للآنَ تنزفُ أحلامٌ وآمـــــــــــــــــــالُ

من الشقاءِ لنا نهرانِ مـــــن عطشٍ    وثالثٌ من دمـــــــــــــوعِ الفقرِ سَيّالُ

جفَّت على شفـــــــــةِ الآمالِ أدعيةٌ    يا ربِّ لو شـئتَ لاخضرَّت بنا الحالُ

قُمْ يا فراتُ لـــهذي الأرضِ مُعتَنِقاً    أمْ كــــــــبّلَت منكَ كفَّ الموجِ أغلالُ

هذا الـــــــــعراقُ أتى عباسَ قِربتهِ    وخلفَهُ من جراحِ الشعبِ أطــــــــفالُ

قُمْ يا فراتُ ففي ذكراكَ ألفُ صدىً    يأتي بهِ من عطاشى الطــــفِّ إعوالُ

قُــــــــمْ يا فراتُ فهذا النخلُ هامتُهُ    من الحسينِ لها زهــــــــــــوٌ وإجلالُ

هذا النـــــخيلُ ولـو نَسقيهِ من دمِنا    لا ينحــــــــــــــــني لورودٍ فيهِ إذلالُ

قُمْ يا فراتُ وقفْ حُزناً على وطنٍ    في نفسهِ من بقايا الصبــــــــرِ أطلالُ

إنّا رأيناكَ في عيـــــــــــنٍ مُجَرَّدةٍ    من الغلوِّ، هلالَ الــــــــحَقِّ والشرَفِ

لم تُخفهِ عاصفاتُ الحقدِ مُــــظلمةً    والشمسُ إنْ تَـــــــلْقَ مـا يَلقاهُ تَنكسفِ

تهفو القلوبُ إلى مغناكَ صــارخةً    (يا صاحبَ القُبّةِ البيضاءِ في النجفِ)

معَ الحماماتِ كم طافَت مُرفــرفةً    أرواحُــــــنا حولَ مَهوىٰ الودِّ والزُّلَف

وقال من قصيدة (معراجُ الشهادة)

حنينٌ إلى اللهِ أســـــــــــــــــــــرى بهِ    ليعرُجَ من قُدْسِ مـــــــــحرابهِ

وراحَ لميقــــــــــــــــــــــــاتهِ مُذ غدا    بُراقُ الشهـــــــــــادةِ يَرقى بهِ

ليطوي السمـــــــــــــــواتِ في رِحلةٍ    إلى قابِ قوسينِ مـــــــــن بابهِ

وتبقى يتامـــــــــــــــــــــــاهُ من بعدهِ    قلوباً تـــــــــــــــــــلوذُ بأعتابهِ

ودمعاً يسيلُ ولا مـــــــــــــــــــــن يدٍ    تكفـــــــــــــــــكفُهُ عندَ تسكابهِ

ونحنُ إلــــــــــــــــــى الآنَ من أجلهِ    نموتُ على ذنــــــــــبِ أحبابهِ

فمَن يَتمـــــــــــــــــــــسَّكْ لهُ بالولاء    فإنَّ البـــــــــــــلاءاتِ أولى بهِ

وقال في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):

هيَ الشمسُ قد أنجبَت كــــــــــــوكبا    أنارَ بطلـــــــــــــــــعتهِ الغَيهَبا

فيا أيُّها الكــــــــــــــــونُ عِشْ فرحةً    فقد وُلِدَ الحَسَـــــــــــنُ المجتبى

سلامٌ على مُــــــــــــهجةِ المصطفى    على رابعِ الـــــخمسِ أهلِ العَبا

وقال في مبعث النبي (صلى الله عليه وآله):

يا مَبعــــــــثَ العلمِ والأخلاقِ والقِيَمِ    أنتَ الـــــــمُعلِّمُ للأجيالِ والأُممِ

من لحظةِ (اقرأْ) وشَعَّ العلمُ من فمهِ    نوراً أزاحَ دياجيْ الظُلْمِ والظُلَمِ

ولــــــــن يكونَ بخيرِ الرُّسْلِ مُقتدياً    مَـــــــن لم يُعَلِّمْ بخُلْقٍ طَيِّبٍ وفمِ

وقال في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)

أبا حسنٍ إنَّ صـبرَ الجـبال    لَينهَـدُّ عـن قلـبِكَ الصــــابرِ

ألم يُشـــجِ قلبَكَ أنَّ البتـول    مكسورةُ الضلعِ والــــخاطرِ

أبا حسنٍ لو ترى إذ تـلـوذ    كلـوذِ الحـمامةِ عــــن كاسرِ

وما كانتِ النـارُ فـي كــفّهِ    بأوقدَ من حـــــــقـدهِ الساعرِ

لئن أحرقوا دارَها فـالفؤاد    إلى الموتِ في مَجمرٍ ساجرِ

لئن أحرقوا دارَها فالخيام    على زينبٍ طِحْنَ في العاشرِ

فنارُ المُخَيَّــمِ قد أُضرِمَت    مـن ذلــــــــكَ القـبسِ الغـادرِ

.......................................................

1 ــ زودني الشاعر بترجمته وشعره عبر الأنترنيت

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار