دعا الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة والمنظمات المجتمعية الى ضرورة وضع برامج لحماية الطفولة، محذرا في الوقت نفسه من خطورة البرامج التي تستهدف الأطفال، جاء ذلك في كلمة له خلال حفل افتتاح معرض كربلاء الدولي لكتاب الطفل بنسخته الخامسة، الذي يقيمه قسم رعاية وتنمية الطفولة التابع للعتبة الحسينية للفترة من 30 آيار الحالي ولغاية 8 حزيران المقبل، في منطقة ما بين الحرمين الشريفين.
وقال الاستاذ حسن رشيد العبايجي "ان من الضروري ان تتحرك مؤسسات الدولة الثقافية، والتقنية المسؤولة عن البث الرقمي، والمؤسسات الدينية، والمنظمات الانسانية والمجتمعية ومؤسسات النشر للاهتمام باقامة المهرجانات والمعارض التي تهتم بتربية الأطفال واحتضانهم، ورعايتهم، وتنمية مواهبهم وقدراتهم من خلال برامج تنموية هادفة ومشوقه بهدف الارتقاء بهم الى مصاف الدول المتقدمة علميا، فضلا عن اهتمام تلك المؤسسات بتأريخ العراق وحضارته ووضع برامج هادفة لحماية اطفالنا من الانحراف والسقوط في مهاوي الرذيلة والانحلال الأخلاقي التي تروج لها بيئة المجتمع الافتراضي وثقافة العولمة التي تنقل لهم جميع امراض العصر من السلوكيات، والتقاليد، والعادات الغربية الشاذة، والدخيلة على مجتمعنا وبلدنا".
وأضاف "بناءً لما تقدم ومن المنطلق الابوي والروحي والشرعي أولت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وعلى رأسها المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ان يكون الاهتمام بشريحة الأطفال في مقدمة اهتماماتها واولوياتها، ومتابعتهم وتهيئة المتطلبات التربوية، والتعليمية لهم، ولا سيما ذوي الشهداء والعوائل المتعففة من خلال بناء الروضات، والمدارس، واقامة النشاطات الدينية، والقرآنية، والمسابقات، والمعارض لنشر ثقافة الطفل التي تتلاءم مع المنظومة الدينية، والروحية، والاخلاقية التي ننشدها".
وأوضح "كما قامت العتبة الحسينية المقدسة بإنشاء مراكز معالجة امراض التوحد للأطفال، ومراكز الإرشاد الأسري لمعالجة العنف الأسري، وحفظ الأسرة، ورعاية الاطفال من التفكك والانهيار، وبناء المجمعات السكنية لهم في العديد من المحافظات، فضلا عن توفير الرعاية الصحية المجانية لهم".
وتابع أن "هذه الخطوات نبتغي من خلالها أن تكون السد المنيع والوقاية من العالم الافتراضي، او ما يسمى بالتواصل الاجتماعي الذي يؤدي الى اضعاف شخصية الأطفال ويقودهم الى عالم مجهول من الانحلال والجريمة".
وبين أن "هذه النشاطات ومنها المعارض، ومعرض كربلاء الدولي لكتاب الطفل الذي يقام الآن والذي يعد من المعارض المتخصصة بنشاطات الاطفال، تعد الاسلوب الامثل والمناسب لخلق البيئة البديلة عن بيئة المجتمعات الافتراضية التي تملى علينا وهي دخيلة على ثقافتنا، وديننا، ومعتقداتنا، وتقاليدنا التي ورثناها من رسالة السماء، والقرآن الكريم عن طريق نبينا محمد (صل الله علية وآله) وتراث اهل البيت (عليهم السلام)".
ولفت "أتمنى لهذا المهرجان والقائمين عليه، والمشاركين فيه، النجاح والتوفيق والمزيد من هذا النشاطات الهادفة لخلق جيل قادر يتمكن من الاعتماد على نفسه، ويحافظ على القيم، والمبادئ، ورسالة السماء التي جاء من أجلها الاسلام".
يذكر أن معرض كربلاء الدولي لكتاب الطفل الذي يقيمه قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة سيستمر لمدة (10) أيام، وعلى فترتين صباحية ومسائية.
اترك تعليق