706 ــ طه العرادي البحراني (1283 ــ 1363 هـ / 1866 ــ 1943 م)

طه العرادي البحراني (1283 ــ 1363 هـ / 1866 ــ 1944 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (71) بيتاً:

طـرقـتـكـمُ فـي (كربلاء) طوارقٌ      لـمْ يـستطعْ صمُّ الصَّفا إطراقَها

كمْ أهـرقـتْ فــيـهـا دمـاءً مــنــكمُ      مِن قبلُ ما سمعَ الورى إهراقَها

ما كانَ أغضى هاشماً عن وترِها      فكأنَّـهـا لـم تـدرِ مـا قـد حـــاقَها (1)

وقال في رثائه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (51) بيتاً:

وسلْ حمى (كربلا) عن حالِ مَن قُتلوا      فيها فكمْ قد حوتْ مــنــهــمْ مــحــانــيها

لـهـفـي عـلـى فـئـةٍ مِـن عقرِها نزحتْ      أضـحـتْ مـعـالــمُــهـا تــبــكــي معاليها

لـهـفـي لها في محاني الطفِّ طافَ بها      صرفُ الردى إذ ترامتْ من صياصيها (2)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (62) بيتاً:

وعوَّلتُ بالصبرِ الجميلِ على البلى      ولي أسوةٌ في الصابرِ المتوكّلِ

بـــــــــنفسي حسيناً وهو أنفس سيِّدٍ      وخـــيرَ نجادٍ من معمٍّ ومخولِ

يقولُ غــــداةَ الكربِ كرَّ بـ(كربلا)      بأنّي مُــــلاقٍ ها هنا خيرَ مقتلِ (3)

الشاعر

الشيخ طه بن إبراهيم العرادي البحراني، ولد في المنامة في البحرين وأصله من قرية عرّاد بجزيرة المحرق في البحرين، درس العرادي لدى علماء البحرين الأفاضل، قال عنه الشيخ محمد علي التاجر البحراني: (الأديب اللبيب، الشاعر الماهر، الخطاط المجيد، الحاج طه ابن الحاج إبراهيم البحراني، العرادي أصلاُ، ثم المنامي مولداً ومسكناً ومدفناً... كان نحوياً ولغوياً، وشاعراً قديراً تلمذ على الشيخ أحمد بن محمد العصفوري وعلى الشيخ محمد علي بن ماجد الجشي كما ضمن ذلك قوله:

ثمَّ أشياخي الأماجدَ منهمُ      أحمدٌ وابنُ ماجدٍ نبلاها

وشعره كثير...) (4)

وكان التاجر معاصراً وصديقاً له.

ووصفه الشيخ حسين القديحي: (الأديب الكامل..) (5)

توفي العرادي في البحرين ودفن فيها وله ديوان شعر مخطوط.

شعره

قال من قصيدته الأولى التي قدمناها وتبلغ (71):

لا يومَ أعــظـــمُ منه أو يوم العدى     أغرتْ بسبطِ المصطفى فساقَها

يـــومٌ بــه أمَّ الــعــراقَ بـعـزمـــةٍ      غــدتِ المجرَّةُ في العلوِّ نطاقَها

بعثتْ له كتبَ الـنفاقِ وأظـــهـرتْ      فــيــها الـوفاقَ وحسَّنتْ أنماقَها

فـمُـذ انــتـحـــاها واثــقـاً بعهودِها     واحتلَّ سـاحــتَــه أرته نـــفـاقَها

نـبـذتْ لـه عـهـداً ووعـــداً بـعدما     والــتْ عـــداهُ وأنكرتْ مـيثاقَها

وأتـتْ تسومُ رئيسَ أصحابِ الإبا     ضيماً فألــوى دونــه أعـــنـاقَها

حتى إذا ما شمَّرتْ عن ساقِها الـ     ـحربُ العوانُ وكـشّرتْ أشداقَها

أهــوى لــهــمْ قــــومٌ تراها غادةً      مــعــشــوقــــةً وتـراهمُ عشَّاقَها

مِن كلِّ أروعَ قد أعارَ الأسدَ مِن     ســطــواتِـــهِ بــأساً أبى إرهاقَها

وقال من الثانية التي تبلغ (51) بيتاً:

حـتـى انـتـحـى هـاشمُ العليا فـشتّتها     في كلِّ قفرٍ على أيــدي مـــنــاويها

فلا ترى بقعةً في الأرضِ لـيسَ بها      مُــشــرَّداً أو قـتـيــلاً في نواحــيها

فكمْ بطيبةَ بعدَ الـمـصـطـفــى قــمرٌ      تُجلى به مبهماتٍ مِن ديـــاجــيــها

وكـمْ بـمـربــعِ ســامــرَّا إمـامُ هدىً      وأرضِ بغدادَ بــدرٌ قـــد ثوى فيها

وأثره العلمُ في وادي الــغريِّ ثوى     مِــن بـعــدِ شـقِّ قذالٍ من مراديها

ونازحُ الأهلِ في طوسٍ قضى دنفاً     بـالسمِّ مِن خصمِه المأمونَ باغيها

وكـمْ كــريــــمٍ بأصقاعِ البلادِ ثوى     منهمْ ومَن غابَ خوفاً من معاديها

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة ثالثة تبلغ (71) بيتاً:

فللهِ يومٌ جــنَّــدتْ فــيــهِ جــنــدَها     وجاشَ عليه في الطفوفِ لـــهامُها

تـرومُ قـتـالاً أو يــبـايـــعَ ضارعاً      لعلجٍ لقد ضلّتْ وخابَ مـــــرامُها

وكيفَ أبيُّ الضيمِ يرضى لمـجـدِهِ      بخطةِ خسفٍ في الــزمانِ يسامُها

فـهـانَ عـلـيهِ الموتُ دونَ حـيـاتِهِ      بذلٍّ ونــفــسُ الـــحرِّ باقٍ عرامُها

وهبَّ إلى الـحـربِ الـعوانِ بفـتيةٍ      تــحنُّ إليها حيث يخشى اقتحامُها

بدورُ دجىً شمُّ الــجــيادِ بروجُـها      وأسدُ شرىً سمرُ الصعادِ أجامُها

فكمْ طعنوا بالسمرِ حتى تكسَّرتْ      وثلّمَ من ضربِ الرؤوسِ حسامُها (6)

وقال من قصيدة في النبي (صلى الله عليه وآله) ووصيه أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (608) أبيات على غرار هائية الأزري يقول منها:

علُّةُ الكونِ مَن به الله قدماً      ســــطحَ الأرضَ والسماءَ بَناها

مَــن بفرقانِه وسبعِ المثاني      خصَّ دونَ الكرامِ مِن أصفياها

مَن عـلى آدم بهِ تابَ باريـ     ـهِ ولــــــــقاهُ إذ عصى أسماها

ذاكَ مَـن علّمَ الملائكَ قدماً      فضلَ تسبيحِــــــها ومجدَ ثناها

إن تردْ وصــفَه فنزّه علاهُ      عن ألوهيةٍ وقلْ مـــــــا عداها (7)

....................................................

1 ــ رياض المدح والرثاء ص 704 ــ 708

2 ــ نفس المصدر ص 708 ــ 711

3 ــ ذكر منها (25) بيتاً في منتظم الدرين في تراجم علماء وأدباء الإحساء والقطيف والبحرين ــ تحقيق ضياء بدر آل سنبل، مؤسسة طيبة لإحياء التراث، بيروت ـ لبنان الطبعة: الأولى 1430 هـ ج 2 ص 185 ــ 186 وأشار إلى عددها

4 ــ منتظم الدرين في أعيان الأحساء والقطيف والبحرين ج 2 ص 185

5 ــ رياض المدح والرثاء ص 704

6 ــ نفس المصدر ص 711 ــ 715

7 ــ ذكر منها (27) بيتاً منتظم الدرين ج 2 ص 187 ــ 188 وأشار إلى عددها

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار