703 ــ سعيد الشبيب (1375 ــ 1443 هـ / 1955 ــ 2021 م)

سعيد الشبيب (1375 ــ 1443 هـ / 1955 ــ 2021 م)

قال من قصيدة (إلى الروضة العظمى) وهي في أم البنين (سلام الله عليها):

وأقسمُ بالكفّينِ في أرضِ (كربلا)     بـأنّـيَ مـحـتـاجٌ أتـيـتـكِ راجــيـا

وعـنـدكِ نـهرُ الجودِ عذبٌ زلالُه     أأرجعُ محروماً وقد جئتُ ظاميا

ومنكِ استقى العباسُ جُلَّ صفاتِهِ     أما كانَ في أرضِ الشهادةِ سـاقيا (1)

وقال من قصيدة (درر في زمزم):

غداةَ بـ (كربلا) حطّوا     كماةٌ في الوغى زأروا

أتـتْ طــوعـاً مـناياهمْ      إلــيــهـــمْ بعدما أمروا

يـزيـدٌ نــكِّـسِ الراياتِ     لا غـنّـى لــكَ الـــوترُ

الشاعر

سعيد بن معتوق بن أحمد الشبيب، ولد في مدينة أم الحمام بالسعودية وتوفي فيها، أصدر مجموعتين شعريتين هما:

زهرة الفردوس

أمل عند مصب النهر

نشأ الشبيب في أسرة أدبية متدينة، فوالدته هي السيدة فهيمة بنت إبراهيم آل شبيب شاعرة أهل البيت عليهم السلام صاحبة ديوان (لهبات الأحزان ومحرك الأشجان في مراثي النبي والأئمة عليهم السلام) فرضع منها حب النبي وأهل بيته

قال عنه حسين منصور الحرز في تأبينه: (ماذا أقول في من ارتبط بالقرآن الكريم منذ طفولته، ورضع الولاء لأهل بيت العصمة عليهم السلام فنشأ صادحاً مغرداً في حبهم بأجمل روائع في سماء الشعر..) (2)

وقال عنه الشاعر علي مكي الشيخ: (روح متفردة بين كل الشعراء في القطيف، يمتلك خلقا يحتوي من خلاله كل من تعرف عليه، تواضعه الكبير يخجلك كثيرا، يتفاعل مع كل شاعر يلتقي به، لا يتردد عن أي دعوة توجه له للمشاركة، همه الوحيد إحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام) (3)

شعره

قال من قصيدة (ذكريات الطف):

رؤىً في سماءِ المجــدِ أمْ ومضةُ الذكرى      تـخـــطّ لـلـيـلِ الـعـاشقينَ بـــها فجرا

رؤىً ســمـــقــتْ ريَّـــــانــــــــةً يستـحثّها     لنـيلِ العُلا نحرٌ وأكــرمْ بـــــه نـحرا

رؤىً حاولَ الــتـــــــاريخُ مسخَ جــــلالِها     فـصيَّرتِ الأيــامُ مِــن لحــــنِه جمرا

رؤىً كلّما شــاخــــــــتْ تــجــدَّدَ عــودُها      فمـا وهنتْ يـوماً ولكن ســــمتْ قدرا

لها من دماءِ الـــسـبطِ ريٌّ فـــقـــــلــــــبُه     علــى ضـعفِه أهدى لـســــاحتِها نهرا

عــلــى ضـفـتـــيـهِ اليوم كمْ ذا تـزاحــمتْ      جموعٌ من العشّاقِ أكـبـــــادُهمْ حرّى

لـيـسـتـلـهـمـــوا مـن نـبـعِـه الـــثرِّ منهـجاً      تـظـلّـلـهـمْ يـا سـبـط رايـــتُكَ الحمرا

يـعـبُّــونَ كـــأسَ الـعـزِّ ظـمـــأى شفاهُـهم      فأفرغ عليهمْ من جراحــاتِك الصبرا

وهـبـهـمْ عـلـى الـدربِ الـقـويمِ مــشاعـلاً      بــهــا قـــبـسٌ من وهــجِ قبَّتِكَ النورا

يحثّ صدى الآهاتِ من نحرِكَ الخُــطـى      ولــحـــنُ طــرمــــاحٍ يـرتّله المسرى

وصـوتٌ لــعــبــدِ اللهِ يــشـكـو أوامَــــــه      فـما زالَ رغـمَ الــسهمِ مُسترسلاً حرَّا

تــردَّدَ فــي الآفــاقِ دوّى مُــجــلــجــــلاً      تـراهُ عيونُ الـــظلمِ من وكرِها نصرا

أيــا ذكــريــاتُ الطفِّ طوفي وحوِّمـــي      ألمْ تبصري رأسـاً على الرمحِ إذ يقرا

ألم تبصري الــقــرآنَ يُــهــدى لـكــــافرٍ      عــتـلٍّ زنـيـمٍ كــاشـــحٍ يشربُ الخمرا

ألــم تـبـصـري مـاءَ الـفـراتِ تـبـيــــحُه      عــلــوجٌ لأجـــــلافٍ فهلّا غــدا غورا

وفــــي قــربِـــهِ طفلٌ تردّى من الظــما      فــمــا ضـــرُّه لـــو أنّــه بــلّـــلَ الثغرا

أيا ذكــرياتُ الــطــفِّ يا مكمنَ الأســى      أيا جرحُنــا الدامي وأعــيــنُـنا العبرى

حـنـانــيــكِ تُــــقــنــا لـلـنـشـيـدِ فــرتِّلي      عـلـى سـمــــعِــنا لحناً لأنفسِنا الحيرى

به صوتُ سيــفِ الحقِّ يزأرُ في العدى      يثيـــرُ بهمْ خوفاً ويــعـــلــوهـــمُ ذعرا

يــكـــبِّــرُ فـــي كــــــفِّ الحسينِ صليلُه      فــتــــســجـدُ هاماتُ الضلالِ له قسرا

يــهــلِّــلُ فــي كــفِّ الإبـــــــاءِ تــقـرُّباً      ويصنــعُ من حــتــفِ الطغاةِ له نصرا

.....................................................

1 ــ زودني بترجمته وأشعاره، الأستاذ علي التميمي ــ دائرة المعارف الحسينية / لندن

2 ــ سعيد الشبيب.. صوت البسطاء شاعر الولاء، رحل مخلفاً حمدي وأخوته وابتسامة / مقال لليلى العوامي في صحيفة صبرة بتاريخ 6 / 11 / 2021

3 ــ نفس المصدر

كما ترجم له:

الشيخ محمد صادق الكرباسي / ديوان التخميس ج 2 ص 131

كاتب : محمد طاهر الصفار