سلسلة إضاءات قرآنية (2):
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلی ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) سورة الحجرات (٦)
كيفية التعامل مع الأخبار المهمة
1- الفاسق -كما قيل- الخارج عن الطاعة إلی المعصية، و النبأ الخبر العظيم الشأن، و التبين والاستبانة والإبانة -علی ما في الصحاح- بمعنی واحد و هي تتعدی ولا تتعدی فإذا تعدت كانت بمعنی الإيضاح و الإظهار يقال: تبينتا لأمر واستبنته وأبنته أي أوضحته وأظهرته، وإذا لزمت كانت بمعنی الاتضاح والظهور يقال: أبان الأمر واستبان وتبين أي اتضح وظهر.
2- ومعنی الآية: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بخبر ذي شأن فتبينوا خبره بالبحث والفحص للوقوف على حقيقته حذر أن تصيبوا قوما بجهالة فتصيروا نادمين علی ما فعلتم بهم.
3- وقد أمضی الله سبحانه في هذه الآية أصل العمل بالخبر وهو من الأصول العقلائية التي يبتني عليه أساس الحياة الاجتماعية الإنسانية.
4- وأمر بالتبين في خبر الفاسق و هو في معنی النهي عن العمل بخبره.
5- وحقيقته الكشف عن عدم اعتبار حجيته وهذا أيضاً كالإمضاء لما بني عليه العقلاء من عدم حجية الخبر الذي لا يوثق بمن يخبر به وعدم ترتيب الأثر علی خبره.
.
.
.
المصدر:
تفسير الميزان