610 ــ عبد نور داود (ولد 1381 هـ / 1961 م)

عبد نور داود (ولد 1381 هـ / 1961 م)

قال من قصيدة (الرأس القاطع) وتبلغ (63) بيتاً:

نافضاً عن ترابِ عمري شقائي      قمتُ من (كربلا) أنا أشلائي

جثثٌ، عـسكريٌّ، وراءَ رؤوسٍ      رفـعـتـهـا الـرمـاحُ لـلإهــداءِ

مِـن عـبـيــدٍ والـحـامـلـونَ عبيدٌ      يقطعونَ الأمامَ نـحـوَ الوراءِ (1)

ومنها:

أينَ أمضي و(كربلا) بئرُ دمعي      وعيوني للشاربينَ دِلائي

مـنـذ أن حـاصرَ الفراتُ حسـيناً      ظـامئاً للسماءِ مدُّ رشائي

فارتوينا هوَ ارتــوى بــدمـــــاءٍ      وإلى الآنَ أرتوي بدمائي

ويقول في نهايتها:

كنتُ ضيفاً على طعامي وكانوا      أهلَ زادي والــيــومَ أهـــلَ بلاءِ

بلْ وأحــشــائــي الـتي هيَ مني      طاعنــتــنـي وسالَ منها رجائي

(هلْ جزاءُ الإحسانِ إلّا) أجيبي      يـا ســمـائي أو أطبقي يا سمائي

أنا خلفَ الحسينِ مُذ حـاصروه      وإلى الآنَ لم أصلْ (كربلائـ) ـي

وقال من قصيدة (يا بيت أهل البيت) وتبلغ (57) بيتاً:

أو أنتَ حاشا يا حسينُكَ تَخذلُ      همْ يا عراقُ دعوهُ ثمَّ تـ (كربلـ)وا

أقبلْ إلـيـنـا يـا بـنَ بـنـتِ نبيِّنا      وإذا الـسـيـوفُ هـيَ الـتـي تستقبلُ

أقبلْ إلينا حانَ وقتُ حـصادِنا      وإذا هـمـو بــيــدِ الدراهمِ مِـنـجـلُ (2)

ومنها:

سِرْ يا عراقُ فكلُّ شبرٍ (كربلا)      وأراكَ أنتَ اليومَ مَن بكَ قُتّلوا

هـيَ (كـربلا) أبداً ومُنذ حسينِها      أنـتَ الـعـلـيـها من عليها قتلوا

يا كافلَ الأيـتــامِ صــرتَ يتيمنا      مَن ذا لهمْ ولـنا ومَن لكَ يكفلُ

وقال من قصيدة تبلغ (51) بيتاً:

أعراقُ سِر خلفَ الحسينِ لـ(كربلا)     لا خـلفَ دمعِكَ للحسينِ مواكبا

اشجــــــــــبْ لسانَكَ هـاتفاً بسكوتِه     إن لم تكنْ بذراعِ عزمِكَ شاجبا

إنَّ الأسودَ إذا ارتــــــضتْ بعرينِها     غــاباً ستخرجُ كي تُصادَ ارانبا (3)

الشاعر

السيد الدكتور عبد نور بن داود بن عمران الطويل الحسني، ولد في النجف الأشرف، وهو حاصل على:

شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الموصل

الماجستير من جامعة الكوفة

الدكتوراه من كلية الآداب / جامعة الكوفة عام 2008 عن أطروحته: البنية الايقاعية في شعر الجواهري ــ 1429 ــ 2008

كتب الشعر مبكراً متلمذاً على الشيخ عبد الصاحب البرقعاوي، ونشر قصائده في الصحف العراقية وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية، وهو عضو اتحاد الأدباء العراقيين،

وله ديوان شعر بعنوان: الرحيل على الأقدام

قال عنه الدكتور كامل سلمان الجبوري: يتصف بحسن السلوك والتواضع، وله قصائد جيدة فيها صور فنية رائعة، مزج فيها بين الحاضر والماضي (4)

وله من البحوث:

قصيدة: أَراكَ عَصِيَّ الدَّمع في قراءةٍ نقديّة / مجلة الكلية الإسلامية الجامعة الإصدار 48 / 2018 ص 557 ــ 583

إمرؤ القيس في مقطوعته الأخيرة / مجلة الكلية الإسلامية الجامعة الإصدار 41 / 2016 ص 259 ــ 286

السيد رضا الهندي في كوثريته / مجلة الكلية الإسلامية الجامعة ــ المجلد 14، العدد 57، ج 1 بتاريخ 30 / 9 / 2020 ص 757 ــ 774

شعره

قال من قصيدة (الرأس القاطع):

نافضاً عن تـرابِ عمري شقائي     قمتُ من (كربلا) أنا أشلائي

جثثٌ، عــسكريٌّ، وراءَ رؤوسٍ     رفـعـتـهـا الـرمـاحُ لـلإهــداءِ

مِـن عـبـيــدٍ والــحـامـلـونَ عبيدٌ     يقطعونَ الأمامَ نــحـوَ الوراءِ

لـيـزيـدِ الـذي ســيـأتـي إلـيـنــــا      أو عـلـيـنـا من عـترةِ الطلقاءِ

دونَ رأسٍ أتـــيــتُ هُــمْ قطعوهُ      حسبوا فيه يــقـطــعونَ ولائي

قيلَ إنّي اتـخذتُ رأســيَ وكــراً      أمسكوهُ مُدجَّــجاً باخــتــفـائي

قِيلَ جـــاســوسُــهــم عليَّ ولكنْ      خانهم وانتمى إلـى لا انتمائي

قِيلَ فخَّـاً مُــلــغَّــمــاً كان رأسي      أبـطـلـتـه ذبــحــاً يـدُ الخبراءِ

قِيلَ كـانَ الحجاجُ يــشـــربُ فيهِ      نـخـبَ سـيَّـافِهِ على الضعفاءِ

فـلـمــاذا يــصـيــرُ رأسيْ لديهمْ      مـتـحـفـاً لـلرؤوسِ والأعضاءِ

قِيلَ فيـهِ العراقُ أبــرمَ حِــلــفــاً      ومـعَ اللهِ لا مـــعَ الــحـلـفـــاءِ

قِـيـلَ بــلْ يا حسينُ رأسُ حبيبٍ      كـانَ عـن رمـحِـه ترجَّلَ نائي

دارَ فـــوقَ الأعـناقِ يطلبُ ثأراً      ويــعــدُّ الأعــــداءَ لــلأعــداءِ

أخـــذوهُ وأطــلـقـونـي سـجـيـناً      أنـا يـا ســيــدي سجينُ ردائي

سـيــدي يـا حسينُ تذكرُ وجهي      أيـنَ مِـن مـقلتيَّ عنكَ اختبائي

أنــا ذاكَ الــعـراقُ أنــفُ إبـائي      أنـتَ يـا سيدي وصرخةُ لائي

أيـنَ أمضي وحرُّ سيفِكَ صيفي      وفـراتــي عـلـى خـدودِ شتائي

تنزفُ الشمسُ من دماءِ نهاري      وحــدادٌ عـلـيـكَ ثــوبُ مسائي

وقال من قصيدة (يا بيت أهل البيت):

يا أيُّـهـا الـسـيـفُ الـذي لــم يــنـثلمْ      سلّوكَ أنتَ عــلـيـهِ مــاذا تـــعــملُ

هيَ غـبـرةٌ كــنـتَ الحسينَ وكنتهمْ      لمْ تـنـقـشــعْ إلا وأنتَ مُـــجــنــدَلُ

قتلوا الحسينَ فــحــزَّهــمْ بــدمــائِهِ      وبــقـيـتَ فــي دمِــهِ ودمـعُكَ تقتلُ

باعوهُ مَن قد بــايــعــوهُ وبــعــدها      أخذوا القميصَ إلى النبيِّ وأعولوا

ركبوا صلاتـهـمــو يصيحُ دعاؤها      أكلَ العراقُ حـسـيـنَــنــا وسنؤكلُ

رمـوا الــقـمـيـصَ مُــبــلّـلاً بدمائهِ      وإذا بــهِ بـــدمِ الــعـراقِ مُــبــلــلُ

وإذا الـعـراقُ حــســيــنُـه مستفرداً     حرٌّ بأنّــاتِ الــجـــيـاعِ مُــكــبَّـــلُ

يا بيتَ أهلِ البيتِ تنعبُ حـولكَ الـ     ـدنـيـا ومِـن فــمِكَ الــحمائمُ تهدلُ

يا حرَّ عدتَ غريبَ أهلِك لا تصحْ      فبنو رياحِ الريــحُ فــيـــهـمْ تــفتلُ

وقـلـوبُـهـمْ أبــوابُ أمـسٍ صــادئٍ      مُتكسِّرٍ في قـفـلِـها الـمـــسـتـقـبـلُ

لا تـطـرقُ الأبــوابَ مــسلمَ إنَّـهـمْ      حـتـى وإن فـتـحــوا فـكــفّكَ مُقفلُ

والـكـوفةُ الصلتْ وراكَ عـشـاءها     هرعت بها لبني الـدراهــمِ أرجلُ

لا تـلـتـفـتْ يـا مـسـلـمَ التاريخِ حتـ     ـى ظـلّكَ المرشيُّ عـنكَ يــهرولُ

وقال من قصيدته البائية التي تبلغ (51) بيتاً:

 

أنزلتُ مِئذنتي وصحتكَ نادبـــــــــــــــا     وأتيتُ مِن ديني لدينِكَ تـــــــــائبا

مولايَ عفوكَ إن تـــــــــــــأخَّرَ مقدمي     أنا كنتُ في ربّي وربِّــــــكَ غائبا

في حشدِ مَن مَدّوا الدعـــــــــاءَ أصابعاً     مُدَّتْ على ربِّ الدعـــــاءِ مخالبا

تلكَ الأكفُّ الضـــــــــــــارعاتُ رأيتها     أبراً ومَن رفعوا الأكــــفَّ عقاربا

الحالبونَ بكفِّ ربِكَ خــــــــــــــــــــلقَه     وعليهمُ باعوا الحلـــــــيبَ الرائبا

ختموا السماءَ عــــــــلى الجباهِ وقدّموا     لبطونِهم أهــــــــــلَ السـماءِ مآدبا

وأمامهم يحدو لسانَ إمامِــــــــــــــــهم     خُذ أجـــــرَ مركوبٍ لتُبعث راكبا

أأمامنا غلبـــــــــــــــــــوا إلهَكَ قال لي     كُــــــــنْ فيه مغلوباً ولا تكُ غالبا

ذبــــــــــــحوهُ والسكينُ كفي صاحَ بي     جرئوا نـعمْ جرئوا فلستُ محاسبا

هُم حاسبوني كُن مــــــــــــسيحاً ليتني     كـــــــــانَ المسيحُ لصالبيهِ صَالبا

حطبوا النهارَ ليصلبونــــــــــــي فوقه     فهربتُ مِــــن عشواءِ ليلِكَ حاطبا

وتركتُ يا إبــــــــــــــــليسَ خلفي أمَّةً     فيها مسيلمـــــــــةٌ يقاضي الكاذبا

وتركتُ بينهمُ العراقَ عـــــــــــــــــليَّه     حسناتُه عُدّت علــــــــــــيهِ مثالبا

كثرتْ ولاةُ بنـــــــــــــــــي أُميَّةَ حوله     والرومُ شـنّوهمْ عليهِ كـــــــــتائبا

فإذا رأوهُ ســــــــــــــــــلّنا رفعتْ شفا     ههمُ المــــصاحفَ يا رماحُ توائبا

مَن يا عراق يصــــــــولُ عمَّاراً نضا     تسعينَه ولحــــــــــــاجبينا عاصبا

مَن يوردُ العــــطشى الـسيوفَ ومالكٌ     السمُّ كان له بمصـــــــــــرٍ شاربا

والـــــــــــــكوفةُ الحمراءُ يمهلُ ثارَها     بردٌ وصــــــــــيفٌ دامَ فيها لاهبا

ان صاحَ صوتُكَ صِحْ عليه فليسَ مِن     سيفٍ يُسلُّ لكَ الــــــرجالَ مجاوبا

الحقُّ لم يتـــــــــــرك لأمسِكَ صاحبا     الحقُّ لم يتركْ ليومِــــــــكَ صاحبا

جملٌ هناك رغا هـــــــــــــنا صفِّينُهمْ     وترى بثوبِكَ خـــــــــــارجياً واثبا

كُنْ خلفَ رأسِكَ ما سجـــدتَ فغدرُهم     ابنٌ لملجمِهم وراءك ضــــــــاربا

أنا لن أصلّي خـــــلفَ صبرِكَ شاكراً     بــــــدمايَ وضِّئني أصلِّ مواضبا

عمرُ ابنِ عــــاصِـكَ يا عراق زمانِنا     قد سلَّ ســــــروالاً وصالَ محاربا

خُــــــــــــــذ عنفـوانَكَ مالئاً شاجوره     دمنا وهلهلنا انـــــــتصاراً صاخبا

أطلقْ عــــــــلى نـارِ العدوِّ صدورَنا     أطلقْ صدوراً للرصـــاصِ نواخبا

أعراقُ سِر خلفَ الـحسينِ لـ(كربلا)     لا خـلفَ دمعِكَ للحسيـــــنِ مواكبا

اشجــــــــــبْ لسانَــكَ هـاتفاً بسكوتِه     إن لم تكنْ بذراعِ عزمِكَ شــــاجبا

إنَّ الأسودَ إذا ارتــــــــضتْ بعرينِها     غــاباً ستخرجُ كي تُصادَ ارانــــبا

كُن سيفَ كفِّكَ رافضــــــــــــياً ذلّهم     ها هم بسيفِكَ صـــــبَّحوكَ نواصبا

......................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 66 ــ 69 عن مستدرك شعراء الغري ج 2 ص 162 ــ 165

2 ــ نفس المصدر ج 2 ص 338 ــ 340

3 ــ موقع جذور المودة بتاريخ 23 / 12 / 2011

4 ــ الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 215

كما ترجم له:

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 3 ص 332

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 2 ص 162

كاتب : محمد طاهر الصفار