579 ــ جعفر رفيش (1333 ــ 1410 هـ / 1914 ــ 1990 م)

جعفر رفيش (1333 ــ 1410 هـ / 1914 ــ 1990 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (15) بيتاً:

بـنـاءُ الـديـنِ أسَّــسَــه أبـوهُ    وفيهِ بـ (كربلا) رُفِعَ البناءُ

أبا الشهداءِ قد خُلّدتَ ذكـراً    عـلـى مـرِّ الـدهـورِ له بقاءُ

ولمَ ترَ مُذ شكا الإسلامُ داءً    سوى دمِكَ الزكـيِّ له دواءُ (1)

الشاعر

الشيخ جعفر بن محمد بن غدير بن خلف بن رفيش العبايجي، شاعر وخطيب، ولد في النجف الأشرف، وهو يكتب الشعر بالفصحى والعامية، لقب بالعبايجي لمهنته في بيع (العباءة)، له عدة مجاميع شعرية في أهل البيت (عليهم السلام) (2)

شعره

قال من قصيدته:

ألا يا من بــتـربـتِــه الــشــفــاءُ    لـكَ الــدنـيـا ومَــن فيها فداءُ

ويا مَن لا يــــزالُ لـــكـــلِّ داءٍ    مُـجـابـاً تــحـتَ قـبَّـتِهِ الدعاءُ

ومَـــن مِــن نـــورِهِ أنوارُ قدسٍ    وهمْ للدينِ تـســعٌ أصـفـيــاءُ

إذا مـا الشمسُ يوماً قد أضاءتْ    فــمِــن أنـــوارِهِ ذاكَ الضياءُ

وإن وافـــاهُ وافٍ يــرتــجــيـــهِ    فـفـي نـجـواهُ ينبثقُ الـرجـاءُ

وإن يـقــــصـــدهُ يومـاً ذو بلاءٍ    فعنه سوفَ يـنـكـشـفُ البلاءُ

فـهـلْ يـكـــفـي ثـناءُ الناسِ فيهِ    وفــي وقــفــاتِهِ انتفضَ الإباءُ

سننتَ إلى الــورى نهجاً قويماً    فكانَ لــه بـمــنــهـجِــكَ اقتفاءُ

بمولدِكَ الــبـصـيــرةُ قد أنِيرتْ    فــعـــمَّ الكونَ نــورٌ وازدهاءُ

له أمٌّ سمتْ شرفـــاً وفــخــــراً    وفـيـهـا قـد تشـرَّفتِ الــنـسـاءُ

بـنـاءُ الـــــديـنِ أسَّـــسَــه أبـوهُ    وفـيهِ بـ (كـربلا) رُفِــعَ البناءُ

أبا الشهداءِ قــد خُـلّــدتَ ذكـراً    عــلـى مـرِّ الـدهــــورِ له بقاءُ

ولـمَ تـرَ مُذ شكا الإســلامُ داءً    ســـــوى دمِكَ الزكـيِّ له دواءُ

حملتَ مــصــائــباً تشتدُّ حزناً    لها الأرضُ البسيـــطةُ والسماءُ

وقال من قصيدة في مولد الإمام الحسين (عليه السلام):

وليدُ الطهرِ سـيِّـدةِ الـنـسـاءِ    له في الأرضِ حـــفلٌ والسماءِ

له عندَ الضِّراحِ أقيمَ حـفـلٌ    وروحُ القدسِ يــهــتــفُ بالثناءِ

به قد قرَّتِ الزهراءُ عـيـناً    وسُــرَّ فـــؤادُ خــيــرِ الأوصياءِ

وجبريلٌ لخيرِ الـخلقِ يوماً    أتى فيهِ يُـــبــاركُ فــي الــهـناءِ

ولـيـدٌ مـا لـوى لـلـذلِّ جِيداً    أبــو الــشـهداءِ رمزٌ لـــلإبـــاءِ

ومقدامٌ إذا ما الحربُ شبَّتْ    يــهــابُ الــمـــوتُ فيه مِن لقاءِ

ولـيـدٌ قـد سما شرفاً وشأناً    وتــربــتُــه الــدواءُ لــكــــلِّ داءٍ

به قد أكملَ الـرحـمنُ قوماً    بهمْ باهى الملائكَ في الــكــساءِ

وتسعةُ مِن بنيهِ أوصـيـــاءٌ    لأحــمــدَ وهــوَ فــخــرُ الأنبياءِ

له قبرٌ بهِ الأمــلاكُ دومـــاً    تزورهُ في الصباحِ وفي المساءِ

ولـــيـــدٌ جــدُّه خيرُ البرايا    ومَـن ولــدتــهُ ســيِّـــــدةُ النساءِ (3)

وقال من قصيدة:

يا بـنَ الذي دفعَ الردى عن أحمدٍ    لكَ في فؤادي جمرةٌ لن تخمدا

يـا بــنَ الـــــذي لولا أبوهُ وسيفُه    وجـهـادُه ربُّ الـسـمـا لنْ يُعبدا

لبيكَ يا ابنَ مـحــمــدٍ فـــي مهمهٍ    فرداً وتطلبُ ناصـراً بين العِدا

يــا فــاديــــاً دينَ النبيِّ بروحِـــهِ    روحي وأرواحُ العـبادِ لكَ الفِدا (4)

وقال:

بكى الحسينُ عليهمْ حينما صُرِعوا    بـمـدمـعٍ مـن شـظـايا قـلبِهِ انحدرا

نــاداهــمُ وهـــمُ صرعى وصيحتُه    لمْ تمحَ فاضطربتْ أعـماقُهم غِيرا

فلمْ يجدْ مِن مــجــيــبٍ مِــن أحبَّتِهِ    سوى عليلٍ مِن الأوجاعِ قد ضمُرا

وصــبـيـةٍ تــتـبـاكـــــى في مخيَّمِه    ونــسـوةً لاقتِ الأهوالَ والــكـدرا

واختارَ سبطُ رسولِ اللهِ فــهــو لها    كفؤٌ كـريـمٌ نــقـــيٌّ شرَّفَ الحجرا

رامتْ أمــيَّــةُ أن تمحوهُ دينَ هدىً    وشاءَ ربُّكَ أن يــبـقـيـــهِ فازدهرا

فاستلَّ صارمَه وانــداحَ صــاعــقةً    توزِّعُ الموتَ من أطرافِـها شرَرَا (5)

وقال متوسِّلاً بسيد الشهداء (عليه السلام):

أبا الشهداءِ إنّــي مــسـتـجـيرٌ    أجِرني يا ابنَ خيرِ الخلقِ طرَّا

أجـرنـي يـا ابنَ طهَ أنتَ أهلٌ    فـيـا مَن فيكَ كانَ العسرُ يُسرا

بكم أرجو نجاتي يومَ حشري    وفـي دنـيـايَ مــقـــدرةً وقـدرا

...................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 24

2 ــ نفس المصدر ج 4 ص 114

3 ــ نفس المصدر ج 1 ص 80

4 ــ نفس المصدر ص 357

5 ــ نفس المصدر ج 2 ص 115

6 ــ نفس المصدر والصفحة

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 613

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 103

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 114

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار