صدر حديثاً عن مركز إحياء التراث الثقافي والديني/ قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة وضمن سلسلة تراث العلماء المخطوط كتاب " حاشية العلامة الطباطبائي على كفاية الاصول " للمحقق الاصولي محمد كاظم الهروي الخراساني (قدس سره)، تأليف العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (قدس سره)، تحقيق السيد محمد حسن الموسوي آل قارون البحراني .
من مقدمة المحقق:
وشيخنا الآخوند الهروي الخراساني طاب مرقده من أولئك القلائل الذين شاءت الأقدار لهم بجهاد وجهود أن يتقدّموا على أقرانهم ويتسنّموا دفّة الزّعامة لا في خصوص ايّامهم، بل اعترفت لهم أجيال جاءت بعدهم تنهل من نمير علومهم وتستذوق فهومهم وتستذكر فنونهم.
والحديث عن كفاية شيخنا في الأصول بعيد المرمى طويل الذيل لاتكفيه هذه السطور، ويكفيها في بُعد المنال اختلاف من اختلف الى مجلس بحثه في مراداته وهم رجال العلم وأبطال فنّ الأصول من اولئك الفحول ممن اكتفوا بالحضور عليه واستغنوا بتعليمه عن تحميل غيره وتلقّوها من فلق فمه ولسانه مع ما يؤثر عنه من طلاقة في البيان ولباقة في اللسان.
هذا والكفاية لاترعى حال طالبها ولايهمّها أن يصطدم في مدخلها بصعوبة المطالب وهي صفة غالبة على الكتاب كلّه أو جُلّه، مزيداً على وعورة اللفظ وعورة المعنى وعُجمة الكل وإدخالها الذُّلَّ على من أرادها حتى يتطبّع على طريقة المؤلّف وأساليبه، وقد لايكون الأستاذ موفّقاً للتطبيع فيضطرّ الطالب أن يدرسها مرّة أخرى عند آخر كيما يتألّفها إذ لم تكن مألوفة، ويضيع شطر من عمره لحلّ ألغازها وفكّ طلاسمها فيفوته الغرض الأوفى من تحقيق مطالب علم الأصول، ونقد متبنّيات تلك العقول.
لأجل هذا وغيره كثرت عليها الحواشي والشروح بين مختصر ومتوسّط ومطوّل على اختلاف في المقاصد من شارح وناقد.
وممّن حشّاها الفيلسوف المتألّه العالم الربّاني آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي + وهو تلميذ المحقّق الأصفهاني (1361 هـ) الّذي هو من عباقرة تلامذة شيخ الكفاية طاب ثراه.
وقد سبق أن حقّقناها في ضمن حديقة الفحول وقد انتشرت انتشاراً واسعاً بفضل الله عزّوجلّ، فطلب منّي بعض الفضلاء في النّجف أن أفردها لوحدها لرغبة جمع من طلبة العلم في ذلك منذ سنين إلى أن وفّقني الله جلّ جلاله لإجابة ملتمسه وأضفت إليها متن الكفاية التي حقّقناها سابقاً تحقيقاً لائقاً تسهيلاً للمراجعة وخدمة لأهل العلم وتوفيراً لوقتهم، فكان هذا الذي هو بين أيديكم، والحمد لله رب العالمين.
وفي الختام أتقدّم بالشكر الجزيل لشقيقي العالم الفاضل الودود فضيلة الحاج السيّد محمود دام علاه حيث قابلها على النسخة المطبوعة.
كما أشكر فضيلة الأستاذ إحسان خضيّر دام عزّه مدير مركز إحياء التراث الثقافي والديني التابع للعتبة الحسينيّة المقدّسة لمتابعته في طبع ونشر هذا الكتاب الشريف.
ولايفوتني أن أشكر فضيلة المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة المقدّسة العلاّمة المجاهد سماحة حجّة الاسلام الشيخ عبدالمهدي الكربلائي دامت بركاته لاهتمامه بإحياء تراث أعلامنا وطبعه ونشره شكر الله جل جلاله مساعيه وجعل مستقبل أيّامه خيراً من ماضيه.
اترك تعليق