يمكن أن نقسم المُخلّدينَ في النّار الى فئاتٌ عديدةٌ منَ النّاس، وهم كالتالي :
أوّلاً : الكُفّارُ : قالَ تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغنِيَ عَنهُم أَموَالُهُم وَلَا أَولَادُهُم مِنَ اللَّهِ شَيئًا وَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ } [آلُ عمران 116] .
ثانياً : أهلُ الكتابِ والمُشركونَ : قالَ تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ وَالمُشرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُم شَرُّ البَرِيَّةِ } [البيّنةُ 6] .
ثالثاً: المُرتدّونَ : قالَ تعالى { وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَت أَعمَالُهُم فِي الدُّنيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرةُ 217] .
رابعاً : المُكذّبونَ بآياتِ اللهِ : قالَ تعالى : { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاستَكبَرُوا عَنهَا أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ } [الأعرافُ 36] .
خامساً : المُنافقونَ : قالَ تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُم عَذَابٌ مُقِيمٌ } [التّوبةُ 68] .
سادساً : أعداءُ اللهِ ورسولِه : { أَلَم يَعلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الخِزيُ العَظِيمُ } [التّوبةُ 63] .
سابعاً : أعداءُ أهلِ البيتِ (ع) وظالموهم وجاحدو ولايتِهم وغاصبوها : كما وردَ ذلكَ في الرّواياتِ الكثيرة.
عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السّلام قالَ : إنَّ حديثنا صعبٌ مُستصعَب ، لا يحتملُه إلّا صدورٌ منيرةٌ أو قلوبٌ سليمةٌ أو أخلاقٌ حسنةٌ ، إنَّ اللهَ أخذَ مِن شيعتِنا الميثاقَ كما أخذَ على بني آدمَ " ألستُ بربِّكُم " فمَن وفى لنا وفى اللهُ له بالجنّةِ ومَن أبغضَنا ولم يؤدِّ إلينا حقَّنا ففي النّارِ خالِداً مُخلّداً . (الكافي للكُليني : 1 / 401) .
وهناكَ طوائفُ أخرى حكمَ القرآنُ الكريمُ بخلودِهم في نارِ جهنّم ، ولكنَّ تلكَ العناوينَ – بعدَ مُلاحظةِ القرائنِ المُحتفّةِ بالآياتِ تُحمَلُ على غيرِ المؤمنينَ إذ أنّها ترجعُ إلى العناوينِ الأربعةِ وهُم : الكُفّارُ – المُشركونَ – المُرتدّونَ – المُنافقونَ . (مفاهيمُ القرآنِ للسّبحاني : 8 / 311) .
وعليهِ : فمُرتكبُ الكبيرةِ تشملُه الشّفاعةُ كما وردَ في الأحاديثِ النّبويّةِ : شفاعتي لأهلِ الكبائرِ مِن أمّتي .
بخلافِ الوعيديّةِ منَ المُعتزلةِ الذينَ ذهبوا الى أنَّ أصحابَ الكبائر منَ المُسلمينَ مُخلّدونَ في النّار ، وإن أردتُم التّوسّعَ في النّظر إلى أدلّتِهم مع مُناقشتِها فهوَ مبسوط في كتابِ نفحاتِ القرآنِ للشّيخِ مكارم : 6 / 354 ، ومفاهيمِ القرآنِ للسّبحاني : 8 / 310) .
اترك تعليق