صدر حديثاً عن مركز إحياء التراث الثقافي والديني في العتبة الحسينية المقدسة كتاب "تنقيح المقاصد الاصولية في شرح ملخص الفوائد الحائرية" للاستاذ الأكبر المجدد الشيخ الوحيد البهبهاني (رحمه الله)، تأليف الشيخ محمد حسن بن معصوم القزويني الحائري (رحمه الله) المتوفى سنة 1240هـ، في ثلاثة أجزاء، تحقيق الشيخ عدي طالب آل حمود.
من مقدمة اللجنة العلمية:
مازال مركز إحياء التراث الثقافي والديني في العتبة الحسينية المقدسة، وبفضل الله يرفد القارئ الكريم بنتاجاته الكبيرة، والمتمثل بإخراج الدرر المكنونة من المخطوطات من خزاناتها إلى عالم النور، ليتسنى لطلبة العلم والعلماء الإفادة منها، فاليوم وبعد فضل الله تعالى وفضل الأخوة العاملين في المركز المبارك اسفر اللثام عن سفر كبير يمثل مرحلة من مراحل مدرسة الأصول الإمامية، والمتمثل بتحقيق كتاب (تنقيح المقاصد الأصولية) لمؤلفه محمد حسن بن محمد معصوم (1240هـ)، القزويني الأصل، الحائري المنشأ والتحصيل، والشيرازي الموطن والوفاة، فهذا السفر يعد من اهم شروح كتاب (الفوائد الحائرية) لمؤلفه العالم محمد باقر المعروف بالوحيد البهباني (1206هـ) الذي أُلف في خضم التقابل الفكري بين المدرسة الأصولية والأخبارية الذي امتد أمداً بعيدا في مطارحاته ومناقشاته، فالذي يميز هذا السفر أن الشيخ محمد بن حسن كان من تلامذة الشيخ الوحيد فهذا يضفي عليه من الأهمية ما لا يمتد إلى غيره من الشروح؛ وذلك لأمرين:
احدهما: انه تلخيص لكتاب الفوائد الحائرية، مع شرح لها، وكما قلنا فيما تقدم أن يمثل مرحلة التأسيس، والتأصيل للقواعد الأصولية التي كانت محل خلاف وجدل من قبل الأخباريين.
فنجد أن الشيخ الوحيد كان من ابرز من واجه المدرسة الأخبارية التي بلغت ذروتها في ذلك الوقت، الأمر الذي دفع الشيخ الوحيد بالرد عن تلك الإشكاليات بمنهج علمي رصين.
والآخر: لكون التلميذ غالبا ما يكون قريب إلى معرفة فكر أستاذه ومبناه الذي يسير عليه. فجاء كتاب (تنقيح المقاصد) مبرزا لنا مباني الشيخ الوحيد، والتي وقف عندها الشارح.
ومن حسنات هذا السفر انه كتب بأسلوب مزجي فلا يجد القارئ قطيعة بين النص والشرح، بل قد برع في عملية التوشيج بين العبارة، مما جعله متناسقاً وكانه بنيان مرصوص.
اترك تعليق