الأطر الزخرفية.. تنوع شكلي وجمال اخاذ

عمد المزخرف الاسلامي وعلى مراحل زمنية مختلفة الى اضفاء مجاميع تطورية من العناصر الفنية المعززة لتكويناته الزخرفية الابداعية ، وهي تتضمن مفردات متنوعة من حيث البنية التصميمية والتنوع اللوني.. ابدعها الفنان من اجل اظهار التنوع المظهري المعزز للتنوع الحاصل في بنية تصاميمه الزخرفية بشكل عام، ومن ثم اخضاعها الى أسس التصميم ومبادئه من التقسيم المساحي واللوني ، بغية اضفاء البعد الجمالي والدلالي لهذه التكوينات الفريدة .

تتخذ الأطر الزخرفية في عملية بنائها التصميمي مجموعة من الطرق والأنظمة التنفيذية في اللوحة، اذ يمكن للفنان تقسيم هذه الاطر عبر تصميم الوحدة الزخرفية الأساسية، فيقوم المزخرف بتكرارها بطريقة التقليب على بقية أجزاء الشريط حتى يتكامل الشكل الزخرفي، وهذه الاطر الزخرفية الجمالية تختلف قياساتها حسب طبيعة المساحة المتاحة ضمن التصميم وحسب خيارات المصمم التي يرتئيها عند تقسيم  الفضاء الأساسي للوحة، لذا نجد أن عملية الجذب البصري تختلف شدتها بين لوحة واخرى بحسب نظامها في التصميم العام او حسب دورها الجمالي والوظيفي ضمن التصميم ، او بحسب المغايرة اللونية والشكلية لها بين عناصر التكوين الزخرفي الاخرى.

وقد صمم الفنان المسلم هذه الاطر الفنية على ضوء مجموعة من الخصائص الفنية المعتمدة في تنظيمها شأنها شأن أي تكوين من التكوينات والعناصر الزخرفية الاخرى، وكان من اهمها خصيصة  التكرار، والتي عن طريقها يتم تغطي المساحات المراد زخرفتها بغض النظر عن المساحة الأساسية للأطر.. وذلك وفق نظام محكم نتج ايقاعا مستمرا ومتجانسا بين اجزاء اللوحة والوانها، من خلال تكرار الربع الزخرفي – الممثل للوحدة الأساسية للتكرار-  وبنسق تتابعي يبتغيه المزخرف، هذا فضلا عن وجود بعض الاطر الزخرفية الاخرى ذات التكرار المتناوب الذي يتضمن وحدتين زخرفتين غير متشابهتين تتكرران بالتناوب على امتداد مساحة الاطار الزخرفي لينتج عنهما اشكالا ذات جمالية عالية، وهناك نوع من التكرار اعتمده الفنان المسلم، وهو قائم على اتمام الأطر الزخرفية بطريقة التكرار المتعاكس المتحقق من حيث تنظيم المسارات الحلزونية للأغصان النباتية داخل بنية الاطار الزخرفي، وفي هذا التكرار نجد ان الوحدات الزخرفية تتجاور فيه بأوضاع متعاكسة ذات تقابل متعاكس.

 ومن خلال ما تقدم نجد أن التكرار بأنواعه يولد ايقاعا مكونا وحدات زخرفية ذات انسجام متوافق ومنتظم يمثل طريقة لأعاده توكيد الوحدات البصرية مرة بعد أخرى بطريقة سهلة لربط العمل وانجاز الوحدة ،  ومن التنوعات المظهرية للأطر الزخرفية ما يعتمد نظام التوزيع الحر المتميز بالحركة المتموجة للأغصان داخل التكوين(الاطار الزخرفي) دون اعتماد مبدأ التكرار أو التناظر، فضلا عن ورود اطر زخرفية يعتمد بناؤها الزخرفي على أتشاء زخرفي واحد سواء كان أتشاء زخرفياً نباتياً (زهرياً) أو (كأسياً) ا او لنوعين من الانشاء الزخرفي زهري وكأسي في نفس الوقت ، اضافة الى بعض اشكال الاطر الزخرفية الاخرى ذات المفردات الزخرفية الغصنية وما تشمله اغصانها من تفرعات  بغية أشغال المساحة المتخللة داخل فضاء التكوين الممثل للاطار الزخرفي.

وهنا نجد أن التنوع المظهري لتكوين الأطر الزخرفية قد أضفى تنوعا أخر تضامن مع التصميم الأساسي وفق التقارب بين الأشكال والعناصر التي تشكل بمجموعها التصميم العام للتكوين الزخرفي، من خلال تقارب الوحدات الأساسية البنائية واشتراكهما بصفة واحدة من مجموعة الصفات الفنية كالخط والاتجاه والشكل واللون، وهو يولد بدوره وحدة فنية تكوينية متماسكة ذات أبعاد وظيفية وجمالية تعبيرية تسر عين الناظرين.

سامر قحطان القيسي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات