علي العلاق (1293 ــ 1344 هـ / 1876 ــ 1926 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:
ضربوا بعرصةِ (كربلاء) خيامَهم فـأطـلَّ كربٌ فـوقـهـا وبـلاءُ
للهِ أيَّ رزيــــةٍ فـــي (كـــربـــلا) عظمتْ فهانتْ دونَها الأرزاءُ
يـومٌ بـهِ ســلَّ ابــنُ أحـمـدَ مُـرهفاً لـفـرنـدِه بـدجـى الوغى لألاءِ (1)
وقال من أخرى تبلغ (26) بيتاً:
وبـ (كربلا) ضربوا خيامَهمُ حيث البلايا السودُ والكربُ
ودعـاهـمُ لـلـمـوتِ سـيِّـدَهـمْ والـمـوتُ جـدٌ مـا بـه لـعـبُ
فـتـسـابـقـوا كـلٌّ لــدعـوتِــهِ فـرحـاً يـسـابقُ جسمَه القلبُ (2)
الشاعر
السيد علي بن ياسين بن مطر العلاق الحسني النجفي، (3) أديب وشاعر ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية علوية تسمى بآل مطر العلاق يعود نسبها الشريف إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) فجد الشاعر هو:
مطر بن رسالة بن حسين بن محمد بن أحمد بن محمد درويش (الثاني) بن سليمان بن درويش بن دخينة بن خليفة بن محمد بن تمام بن لطف الله بن زين الدين بن أبو القاسم بن مهدي بن أبو القاسم بن مطاعن بن مكثر بن حسين بن علي بن محمد الأصغر بن عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضي بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبي طالب (عليه السلام) (4)
درس العلاق مقدمات العلوم في النجف ثم الأبحاث العالية على يد كبار علماء النجف أمثال: الشيخ محمد كاظم الخراساني، والسيد محمد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ أحمد كاشف الغطاء. (5)
قال عنه السيد جواد شبر: (شاعر أديب تقرأ في محياه آثار السيادة والنجابة، تأدّب وتفقّه في النجف وحاز على شهرة علمية إلى تُقى وورع، حسني النسب له شعر يروى ومطارحات يتناقلها الأدباء ...) (6)
وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (السيد علي العلاقي الأصل، النجفي المولد والمسكن. فاضل ملأ ظرافة ولطفاً وشريف يفوق على الشرف، مشتغل في النجف بتحصيل العلوم وحضر على علمائها، ذو قريحة وقادة وفكرة نقادة سخياً كريماً مع حسن أخلاق وطيب أعراق وصفاء سريرة وحسن سيرة...). (7)
وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (فاضل ملأ من الفضل إهابه ومن الأدب وطابه، وشريف يبدو على سمته أثر النجابة، مشارك في الفنون محاظر بالمحاسن والعيون، حاضرته فرأيت منه فضلاً وعلماً وكرماً جمّاً وتقىً إلى ظرف وديانة إلى لطف وصفاء قلب ونزاهة برد وغضّ طرف عن أدنى وصف وله شعر حسن ومطارحات جيدة وقريض تغلب عليه الجزالة ....) (8)
وقال عنه السيد محسن الأمين: (شاعر أديب تلوح على محياه آثار السيادة والنجابة حج ومر بدمشق ونحن فيها) (9)
وقال عنه الشيخ محمد حسين حرز الدين: (كان ظريفاً كاملاً سريع الانتقال إلى المعاني الأدبية والشعرية، ذا نظر صائب وذهن وقاد نظم الشعر وأجاد فيه لرقة طبعه، ونادم الشعراء والأدباء وفاق أقرانه....) (10)
وقال عنه الخاقاني: (أديب كبير، وشاعر معروف، وفاضل مطلع) (11)
توفي العلاق في النجف ودفن في الصحن العلوي الشريف في الإيوان مع والده (12)
شعره
قال الخاقاني: (والمترجم كان من الأدباء الذين لو جمع شعرهم ونثرهم لكان له حيز خاص في المكتبة العربية، ولكن ذهب أكثر نتاجه لعدم وجود من يهمه ذلك...) (13)
شعره:
قال من قصيدته الهمزية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (41) بيتاً وقد قدمناها:
وفــدى شـريـعــة جــدِّه بـعـصـابـةٍ تـفــدى وقلَّ من الـوجـوهِ فـداءُ
صـيـدٌ إذا ارتـعدَ الـكــمـيُّ مـهـابـةً ومــشـتْ إلـى أكـفـائِـها الأكفاءُ
وعلا الغبارُ فـأظـلـمـتْ لـو لا سنا جبـهاتِها وسـيـوفِـهـا الـهـيـجاءُ
عشَتِ العيونُ فليسَ إلا الـطعنةُ الـ نــجـلا وإلا الـحـقلةُ الخوصاءُ
عـبـسـتْ وجـوهُ عـداهــمُ فـتبسَّموا فـرحاً وأظلمتِ الوغى فأضاؤا
ولـهـا قـراعُ الـسـمـــهـريِّ تـسامرٌ وصليلُ وقعِ الـمـرهـفاتِ غناءُ
يقـتـادهـمْ لـلـحـربِ أروعُ مـاجـــدٍ صعبُ القيادِ عـلى الـعدى أبَّاءُ
صحـبـتـه مـن عـزمـاتِـهِ هـنـــديةٌ بـيـضــاءَ أو يـزتــيّـةٌ ســمـراءُ
تجري المنايا السودُ طوعَ يمـــينه وتصـرَّفُ الأقدارُ حيث يـشــاءُ
ذلّـتْ لـعـزمـتِـهِ الـقـرومُ بمــوقفٍ عـقّــتْ بـه آبــاءَهـا الأبــنــــاءُ
كـرهَ الـكـمـاةُ لـقـاءَه في مـعــركٍ حـســدتْ بـه أمـواتَـهـا الأحـياءُ
بـأبـي أبـيَّ الـضـيـمِ سِيمَ هـــوانَه فـلواهُ عــن وردِ الـهــوانِ إبــاءُ
يا واحـداً لـلـشـهـبِ من عــزماتِهِ تـســري لـــديـهِ كـتـيـبةٌ شـهباءُ
تشعُ السيوفُ رقابَهم ضرباً وبالـ أجسامِ مـنهمْ ضـــاقتِ الـبـيــداءُ
مـا زالَ يـفـنـيـهـمْ إلى أن كادَ أن يأتي على الإيـجـــادِ مـنه فــناءُ
لـكـنّـمـا طـلـبَ الإلـهُ لـقــــــــاءَه وجرى بما قد شــاءَ فيهِ قـضاءُ
وعلا السنانُ برأسِهِ فالصـعدةُ الـ سـمـراءُ فـيـها الطــلعةُ الغـرَّاءُ
وقال في رثائه (عليه السلام) من قصيدته الثانية وتبلغ (26) بيتاً:
حـشـدوا عـلـيـهِ وهـوَ بـيـنـهمُ كـالـبـدرِ قـد حـفّـتْ بـه الشهبُ
تـنـبـو الـجـمـاجـمُ مـن مـهنّدِهِ وحـسـامُـه بـيـديـــــهِ لا يــنـبـو
وتـطـايـرتْ مـن سـيـفِـهِ فِرقاً فَرقاً يضيقُ بها الـفضا الرحبُ
وغـدا أبـو الـسـجـادِ مُـنـفـرداً مُذ بانَ عنه الأهـلُ والـصحبُ
وعليهِ قـد حـشـدتْ خـيـولـهمُ وبه أحـاطَ الـطعنُ والـضـربُ
فثوى على وجهِ الصعيدِ لقىً عـارٍ تــكـفّـنُ جـسـمَـه الـتـربُ
ومـصونةٌ في خدرِها رُفعتْ عن صونِـهـا الأستارُ والحجبُ
فهبِّ الرجالُ بما جنوا قتلـوا هل لـلـرضـيعِ بما جـنـى ذنـبُ
.....................................................................
1 ــ أدب الطف ج 9 ص 114 ــ 115
2 ــ نفس المصدر ص 116
3 ــ شعراء الغري ج 6 ص 318
4 ــ مقدمة كتاب: مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه، للشيخ هادي كاشف الغطاء بقلم مصطفى ناجح الصَرّاف منشورات مؤسسة كاشف الغطاء العامة النجف الأشرف ــ الطبعة الأولى 1435 هـ / 2015 م ص 19
5 ــ موسوعة النجف الأشرف عبد الله الخاقاني لقسم الأول، المجلد الثامن عشر ص 141
6 ــ أدب الطف ج 9 ص 118
7 ــ الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ج 9 ص 332
8 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 169
9 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٦٩
10 ــ معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء ج ٢ ص 133 ــ 134
11 ــ شعراء الغري ج 6 ص 318
12 ــ مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف، الباحث: كاظم عبود الفتلاوي رقم 302 ص 233
13 ــ شعراء الغري ج 6 ص 319
كما ترجم له:
كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 4 ص 66 ــ 67
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 2 ص 897
الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ٤ ص ١٥٥٧
كوركيس عواد / معجم المؤلِّفين العراقيين ج ٢ ص ٤٢٧
محمد الريشهري / موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الكتاب والسّنّة والتّاريخ ج 7 ص 174
اترك تعليق