296 ــ عبد الرحيم التستري النجفي: (1226 ــ 1313 هـ / 1811 - 1895 م)

عبد الرحيم التستري النجفي: (1226 ــ 1313 هـ / 1811 - 1895 م)

قال من منظومته لكتاب (منية المريد في آداب المفيد والمستفيد) لزين الدين العاملي المعروف بـ (الشهيد الثاني) وقد سماها (محاسن الآداب) وتبلغ حوالي (700) بيت:

وإن تكنْ في (كربلا) أو في الغري      فلا تدعْ مخصوصةً إن تقدرِ

واخـتـرْ مـن الـشـيـوخِ من قد كمُلا      مـن أعـدلٍ وأعـلـمٍ وأعـمــلا

والـشـيـخُ يُـنـجـيـكَ وحـقّــه أجَـــلْ      مـن حقِّ والديكَ والحقُّ جللْ (1)

الشاعر:

الشيخ عبد الرحيم التستري النجفي، عالم وأديب وشاعر من أجلاء علماء النجف الأشرف، ينتهي نسبه إلى العلامة شيخ الإسلام الشيخ محمد باقر المجلسي ــ صاحب البحار ــ فهو الشيخ:

عبد الرحيم بن محمد علي بن محمد حسين بن عبد الكريم بن محمد رضا بن محمد تقي بن محمد باقر المجلسي، (2) وينتهي نسب المجلسي إلى العلامة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المعروف بـ (الحافظ أبي نعيم الأصفهاني) المتوفى عام (430 هـ)، صاحب كتاب (حلية الأولياء في طبقات الأصفياء). (3)

فهو من بيت ركز اسمه في ذروة سنام العلم والأدب.

ولد التستري في النجف الأشرف كعبة العلم وقبلة الأدب، ودرس عند الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري وكان من أنبغ تلاميذه وأشدهم ملازمة له يقول السيد محسن الأمين في ترجمته: (كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً ورِعاً زاهداً من مشاهير تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري لزمه من ابتداء أمره إلى آخره لا يكاد يفارقه وكتب جميع أماليه ويروي عنه بالإجازة) (4)

وقال عنه الخاقاني: (عالم جليل وأديب رقيق) (5)

وإضافة إلى الأنصاري فقد درس التستري عند الشيخ: محمد حسن صاحب الجواهر، والسيد علي الجزائري، والشيخ جواد نجف، والشيخ محمد حسين الكاظمي، والشيخ عبد الحسين الطريحي، والشيخ أحمد المشهدي، والشيخ ملا محمد الإيرواني، والسيد جعفر القزويني وغيرهم من أعلام النجف الأشرف. (6)

قال السيد الأمين: (خرج من النجف لدين علاه فأقام في سبزوار بطلب من الميرزا إبراهيم السبزواري للتدريس إلى أن مات) (7)

وقال الخاقاني: (توفي في النجف ودفن بها ورثاه فريق من الشعراء ومنهم نجله الشيخ حسن الذي توفي بعده بأعوام) (8)  

وقد اعتمد الخاقاني على ترجمة للشاعر بقلم الشيخ الأستاذ عبد المولى الطريحي في مجلة العرفان (9)

ويبدو أنه عاد إلى النجف من سفرته إلى إيران وتوفي فيها كما يقول الخاقاني كما سنرى في قول الطهراني

ترك التستري عدة مؤلفات ومنظومات في الفقه والأصول منها:

1 ــ كتاب في الفقه في ثمان مجلدات

2 ــ كتاب في أصول الفقه: قال عنه الطهراني: (للشيخ عبد الرحيم بن محمد علي التستري المتوفى بالنجف بعد أوبته عن زيارة مشهد الرضا عليه السلام سنة 1313 كان من أجلاء تلاميذ العلامة الأنصاري وهو مبسوط في عدة مجلدات. منها مجلد في الصحيح والأعم إلى مباحث الأوامر. ومجلد في مقدمة الواجب ومجلدان في بقية مباحث الألفاظ. ومجلد في الأدلة العقلية. شرع فيه سنة 1265 ومجلد في التعادل والتراجيح. فرغ منه سنة 1270 رأيت المجلدات الستة كلها بخط المؤلف في مكتبة سيدنا الحجة السيد ميرزا علي آقا الشيرازي مع جملة مجلدات في الفقه له ومجلد الأصول العملية في مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء). (10)

3 ــ نتيجة الأنظار منظومة في الأصول كبيرة.

4 ــ شمس الهدى لمن شك أو سها

5 ــ منظومة أرخها بقوله في آخرها:

في المائتين إثر ألفٍ كائنة      مع الثمانين وضم الثامنة.

6 ــ نظم منية المريد في آداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني سماه محاسن الآداب قال فيها:

سـمَّيتُها محاسنَ الآدابِ     للطالبينَ من أولي الألبابِ

حوتْ لبابَ منيةِ المريدِ     وهـوَ كـتابُ شيخِنا الشهيدِ

7 ــ الإكمال والسلامة في بابي الأذان والإقامة.

8 ــ تفسير سورة الفاتحة.

9 ــ بدر الدجى. أرجوزة في مباحث الاستصحاب.

10 ــ إيقاظ الراقدين.

11 ــ قبلة الناسك في المناسك.

12 ــ رسالة في ترجمة السيد علي الجزائري التستري (11)

شعره

قال من منظومته (محاسن الآداب) وهي منظومة دينية وأخلاقية وتربوية ضمنها مدح أهل البيت (عليهم السلام)، والحث على طلب العلم واحترام العلماء:

أعــــــــــوذُ بــــاللَهِ مــــن الـــشــيـطــانِ     ومـن شــقــاءِ الـنـفـسِ والطـغيانِ

يـقــــــولُ بـــســـمِ اللَهِ لــلــتــعــظــيـــــمِ     لـربِّـهِ الــرحـمـنِ والـــرحــيـــــمِ

مُـــــــسـتـنـصـراً نـجـلُ مـــحــمــدٍ عليْ     عـبدُ الـرحـيـمِ رقُّ طـــه وعـلــيْ

الــحـمـدُ للَهِ الــذي قــد ارتــضـــــــــــى     من الورى مـحـمـداً والــمـرتضى

والـــعـتـرةُ الـطـاهـرةُ الــمــطـــهَّــــــرة     عـلـيـهـمُ الـسـلامُ خـيـرُ الــخِـيـرة

نـوابُــه الأئـمـةُ الإثـــنـــا عـــــشـــــــــرْ     وهوَ وهـمْ مـن بـعـدِهِ خيرُ البـشرْ

شــرافــةُ الـعـلـمِ لَـــدَى الأجِـــــلَّــــــــــة     ظــاهــرةٌ تــفـي بــهــا الأدلَّــــــة

وقــدرُهُ أجــــلُّ مـــن أن يَــــفـتـــــقـــــرْ     إلــى الــبــيــانِ إذْ بــذا الـكلُّ مُقِرْ

إذ هـو إرث الأنــبــيــاءِ الـــــــطــاهــرة     كما قضَتْ به النصوصُ الظاهِرة

حسـبُـكَ مَـدْحُ الله فـي الــــــتـنـزيـلِ لــهْ     فـي غير مـوضـعٍ كمدْحِ الحمد له

العـلـم نـورٌ – يـحـصـــــلُ الــتـمـييزُ بهْ     لــلـحـقِّ من سـواه حـيـث يـشْـتَـبهْ

الـعـلـمُ نـورٌ لـيـس بـــالـتـحـصـيـــــــــلِ     يُــقـذَف بـالـقـلـوبِ لـلـتـــكــمــيـلِ

فـالـعـالـمـونَ حُــجــــجُ اللهِ عـــلـــــــــى     ســــواهـــــمُ فـــقــالَ جــلَّ وعـلا

هـل يـسـتـوي الـذيـــن يـــعـــلــمــــــونا     فـي الــفـضـلِ والــذيــنَ يـجـهلونا

وعـنـهـمُ عُـبِّـــــرَ بـــــالــكــتــــــــــــابِ     مـنّـاً عــلـيـهــم بـأولي الألــبـــابِ

والـنـورِ والـطِّـــيــــب والـبـصـيـــــــــرِ     والـظـلِّ والـــجـنـةِ والــــخــبـــيـرِ

وعـطـفـهـم فـي شـــهِـدَ اللهِ عــــلـــــــى     مـا قـبـلَـهـم بــيَّـنَ فـيـهــم الـــعــلا

وخـصَّـهـم فــي مُــــحـكــمِ الـتـنـزيــــلِ     بـعـلـمـي الـظــاهــرِ والـــتـــأويـلِ

وخـصَّ أهـل الـــعـلـمِ بــالــقــــــــــرآنِ     بـالـحـزنِ والـــبــكـاءِ والإيـــمــانِ

والـخـوفِ والـــخـشـوعِ والـتـوحـــيــــدِ     فـانـظـرْ إلـى مــراتـبِ الــتــمـجيدِ

والـحـالُ فـــي الـتـوراةِ والإنــجـيــــــلِ     وهـكـذا الـزبــورِ كـــالـتــــنــزيــلِ

بـفـضـلِ أهـــــلِ الـعـلـمِ كـلُّـهــا نَـطَتقْ     وهْــيَ لـسـانُ الـحـقِّ والحقُّ صَدَقْ

والـعُـلَـمـــــا أحِـبَّـــــةٌ لـلـخـالـــــــــــقِ     والـــمـصـطـفى ومُرْتضى الخلائقِ

حـســبُـــــكَ قُـبْـحُ الـجـهـلِ يا ذا الـعقلِ     فـي حُـسْـنِـه فـخُـذْ بِـضِـدِّ الـجـهــلِ

ورفـعــــةُ الـعـلـمِ لـــدى الـعـقـلِ كـمــا     تـواتــرُ الـنـقـلِ بـهـا قــد حـــكـــما

إذ شـــــرّفَ الـمـوجــودَ مِّـمَـا عُــدِمــا     والـنــامـي مـن خــلافِــهِ قـــد علما

وهـــكــــذا شَــرافــة الـــحـــسَّــــــاسِ     عـلـى ســواهُ عـــنـــدَ كــلِّ الــنـاسِ

ومــــثـــــلـــه مــزيِّـــةُ الـعـقـلِ عـلـى     وصْـفِ الــجـنـونِ عـنـد كـلِّ الـعُقَلا

والــعـــلـمُ والـجـهـلُ على هـذا النـسقْ     كمـا بـه لســـانُ ذي الـنــطـقِ نـطقْ

والــــعـلـمُ والـشـهـرةُ راضــــيــــــانِ     بـالـعـلـمِ بـــلْ بـالـحُـسنِ قــاضـيــانِ

والـــدرجـاتُ فـي الـكـــتـابِ أربـــــعُ     وهـيَ لـهـمْ مَّـمـنْ عــداهــــمْ أرفــعُ

ومَـنْ عـــــداهــمُ الــــمـجــاهــدونـــا     ومـــؤمـنـو بــدرِ وصــالـحـــــــــونا

طـائـفـةٌ تــخــصُّ مَـــــن تـعــلّـمـــــا     وجـــــمـلـةً آدابَ شـــــيــخٍ عَـــلِــمـا

ونـبـذةً بـيـنـهـمـا مــــشــتــركــــــــةٌ     فـلـيـسلـكِ الــعـاقـلُ فـــيــهـا مســلكه

وأذكـرُ الأهـمَ مـنـــهــا فـالأهـــــــــمْ     ولـيـسَ لي فـيها ســوى الأهـــمِ هــمْ

إذا الـمـحـلُّ لـيـس قــبـل الـتـصـفـيـة     بـقــابـلٍ للـفـيـضِ مـثــلَ الأغــــــذية

فـكـلُّ قـادرٍ عـلـى الـــتــحـصـيـــــلِ     مُــكــلّـفٌ بــــهِ بــلا تــــفـــصــيــــلِ

واقـرأ مـن الـقـرآنِ مـا تــيــسَّــــــرا     كــذا الــدعـا ودّع مــتـى تـــــعـسَّـرا

وحـفـظـه كـانَ طــريـقـةَ الـسـلــــفْ     تـيَّـمُـنـاً فــلـيَـتْـــبَــعَـــنَّ الـخـلــــــفْ

والـحـفـظ أو مـعـــرفـة الخـمــسـمِئة     بـدونِـــهِ فـــرضٌ لــــدى كـلِّ فـئـــة

ودُم عـلـى أدعــيــةِ الأئـــــمـــــــــة     لا ســــيـمــا الــــصـحـيـفـة المـهـمـة

واكـتـفِ فــي زيــارةِ الــقــبـــــــورِ     بـالـحـــمــدِ والـتـــوحــيـدِ في العبورِ

وإن تكنْ في (كربلا) أو في الـغري     فـلا تـــدع مـخـصـــــوصـةً إن تقدرِ

واخـتـرْ مـن الـشــيـوخِ مَن قد كملا     مـِن أعـــدلٍ وأعــــلــــــمٍ وأعــمـــلا

والـشـيـخُ يُـنـجـيـكَ وحــقُّـه أجَــــلْ     مِــن حـــقِّ والــديــكَ والـــحـقُّ جَـللْ

.......................................................

1 ــ ذكر منها الخاقاني (46) بيتاً في شعراء الغري ج 5 ص 363 ــ 365 وأشار إلى عددها

2 ــ شعراء الغري ج 5 ص 362 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٧٠

3 ــ رياض العلماء لعبد الله الأصفهاني ج 5 ص 39 / تكملة أمل الآمل للصدر ج 5 ص 244

4 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 470

5 ــ شعراء الغري ج 5 ص 362

6 ــ نفس المصدر ص 363

7 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٧٠

8 ــ شعراء الغري ج 5 ص 362

9 ــ نفس المصدر ص 366

10 ــ الذريعة ج ٢ ص ٢٠٦

11 ــ شعراء الغري ج 5 ص 363 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ٤٧٠

كما ترجم له:

الزركلي / الأعلام ج 3 ص 348

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار