يا نفس أحمد

نعزي الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) والعالم الإسلامي باستشهاد الزهراء (عليها السلام) 

فُـجـعَ الهدى فالعينُ أضحتْ باكية      لما قـضتْ بنتُ الرسولِ الزاكية

يـا نـفـسَ أحـمـدَ قـد لـقـيـتِ خلافَه      هـولَ الـمـكائدِ من نفوسٍ عامية

أخذوا الخلافةَ مـنـكـمُ غصباً على      مرأى عـيـونِ الـمـسلمينِ الدانية

بـل أحـرقـوا دارَ الإمـامـةِ إذ بـها      بنتُ الرسولِ وخيرُ نـفسٍ سامية

وجـنـيـنُـهـا قـد أسـقـطـوهُ بـبـابِـها      ويـلٌ فـويـلٌ لـلـقـلوبِ الـقـاسـيـة

أخـذوا عـلـيـاً لـلـسـقـيـفـةِ مـوثـقـاً      غـدروا الهدى بولـيِّـهِ والـبـاقـيـة

لـمّـا أفـاقـتْ فـاطـمٌ بـجـراحِـــهــا      هـبَّـتْ لـتـربـةِ أحـمـدٍ مـتـهـاوية

والدمعُ من سبطيكَ راحَ بـدمـعِـهـا     يـجـري بـقـبرِكَ والقلوبُ مُنادية

يـشـكـونَ هـولاً قـد جرى من أمَّةٍ      قـد كـشّـرتْ أحـقـادَهـا مـتـجافية

أنـتَ الـذي أنـقـذتـهـمْ مـن جـهلِهم      وجـلـيـتَ بـالإسـلامِ كـلَّ لـيـالـيه

هذا وصـيُّـكَ بـالـسـقـيـفـةِ مُـرغمٌ      والـبـضـعـةُ الـزهرا بكسرٍ حانية

والـمُجتبى بالسمِّ غدراً قد قـضـى      أتـرى بـآلكِ ما جرى من داهية؟

هـذا حـسـيـنُـكَ قـد تـنـاهـشه العدا      بـيـن الـسـنـابـكِ والظبا المتتالية

والجسمُ أضحى بالسيوفِ مُوزَّعاً      والـرأسُ تحـمـلـه الرماحُ العاتية

وحـرائـرُ الـهـادي سـبايا قد غدتْ      لـلـشـامِ فـوقَ هـوازلٍ مـتـهـامية

مَن مثلُ آلِ الـمـصطـفـى بـبلائِهم      ذي فـاطـمٌ تحـكـي بـدمـعٍ بـاكية

للهِ رأســي قـد كـشـفـتـه بـالــدعـا      مـن أمَّـةٍ قـد أسـرفـتْ مـتـعـادية

لولا رســولـكَ يـا عـلـي فـمـا لهمْ      بـظـلامتي فوقَ الثرى من باقية

إنّـا لآلِ اللهِ أعـــظــمُ رحــــمــــةٍ      وقـطـوفُـنـا قـد أنـزلـتْ مـتـدانية

إنَّ الذي قد سارَ فـوقَ صـراطِـنـا      لـه جـنـةُ الرحمنِ تزهو راضية

من حادَ عن هذا الـصراطِ سيلقها      فـي الحشرِ بالوديانِ ناراً حامية

إنـي رثـيـتـكَ والـدمــوعُ هواطلٌ      ولـمـثـلِـكَ الأشـجانُ أمستْ باقية

قصي الأسدي

المرفقات

: قصي الأسدي