الحوراء.. أنشودة الجمال

تـجـلّـت فـكـانـتْ مـن عـليِّ العلا سِرَّا      يطوفُ عليها الطهرُ من أمِّها الزهرا

ولاحـتْ عـلـى دنـيـا الـنـبـوُّاتِ هــالـةً      فـكانـت لبيتِ الوحي صدّيقةً صغرى

تـلالـتْ بـهـاءً مـن عـلـيٍّ وفــاطـــــــمٍ      يـذيـبــانِ فـيـهـا مـن جـلاليهما سحرا

لـتـدرجَ فـي بـيـتٍ بـه يـمـرحُ الــهـدى      وتـرفــلُ فـي الأنـوارِ أيـامُه الخضرا

بـأكـنـافِـهِ عـاش الـزكـيَّــــانِ بــهــجـةً      فـكـانـا لــبـنـتِ الـوحي أنشودةً أخرى

وزيـنـبُ ألـطـافٌ وحــبٌّ ورأفـــــــــةٌ      طـفـولـةُ طهرٍ أصـبحتْ رحمةً كبرى

سـلامٌ عـلـى تـاجِ الـكـمـالاتِ والـنـهى      ومن في مراقي مجدِها قد سمتْ قدرا

مـعـظّـمـة عـلـمـاً وحـلـمـاً وحــكــمــةً      بـأسـرارِهـا الألـبـابُ لــمّـا تحط خبرا

مـتـى حـدثـتْ عـاشـتْ أبـاهـا بـلاغــةً      لـتـفـرغَ في الأسماعِ مـن نهجِهِ سحرا

مـقـدّسـة مـا أدركَ الـنـاسُ كــنــهَــهــا      وسـرُّ عُـلاهـا أنّـهـا نـفــحـةُ الــزهـرا

وعـالـمـةٌ كـمْ أنـعـشَ الـعـقـلَ عـلـمُـها      وكـم طـوَّقـتْ جيدَ العُـلا من هدى درا

وعن صبرِها حدِّثْ وهلْ حدّث المدى      بـمـثـلِ عـلـيٍّ أو كـزيـــنــبِـهِ صــبــرا

لـعـمـركَ مـا الأيـامُ إلّا شــــــواهـــــدٌ      على مجدِها الأسمى وأوصـافِها النَوْرا

وهـل كـانَ يـوم الــطــفِّ إلا دلالـــــة      لـكـي يـقـرأ الـتـأريـخُ ألـواحَـه الـحمرا

ويـقـرأ فـي دنـيـا الـبـطـولاتِ حــــرَّةً      أعـادتْ بـأرضِ الشامِ نهضتَه الكـبـرى

وزيـنـبُ مـا زالــتْ مــلاذاً مــقــدَّســاً      يـعـانـقُ فـيـه الـنـورُ ألـطـافَـهـا فــخـرا

حسين آل جامع

 

المرفقات