256 ــ صالح الكواز: (1233 ــ 1290هـ / 1818 ــ 1873 م)

صالح الكواز: (1233 ــ 1290هـ / 1818 ــ 1873 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (42) بيتاً:

ذا قـاذفٌ كـبــِدأ لـه قـطـعـاً وذا      في (كربلاءَ) مقطّعُ الأعضاءِ

ملقىً على وجهِ الصعيدِ مُجرَّداً      في فتيةٍ بـيضِ الوجوهِ وِضَاءِ

تلكَ الوجوهُ المشرقاتُ كأنّها الـ     أقـمـارُ تـسبـحُ في غديرِ دماءِ (1)

ومنها:

مدَّثـريـنَ بـ (كربلا) سـلـبَ الــقـنا      مـزَّمـلـيـنَ على الرُّبى بدماءِ

خَضَبوا وما شابوا وكان خضابُهم      بـدمٍ مـن الأوداجِ لا الـحـنـاءِ

أطـفـالُـهـم بـلـغـوا الـحلومَ بقربِهمْ      شوقاً إلى الهيجاءِ لا الحسناءِ

وقال من قصيدة تبلغ (70) بيتاً:

لئن ثوى جسمُه في (كربلاء) لقىً      فرأسُه لـنساهُ في السباءِ رعى

نـسـيـتـمُ أم تـنـاسـيـتـمْ كـرائـمـكـمْ      بعدَ الكرامِ عليها الذلُّ قد وقعا

أتـهـجـعـونَ وهـمْ أسـرى وجـدُّهمُ      لـعـمِّـه لـيـلُ بدرٍ قط ما هجَعا (2)

وقال من قصيدة حسينية تبلغ (23) بيتا

لمْ أنسَ وقعةَ (كربلاء) وإن     أنسى الرزايا بـعـضَـهـا بـعـضا

من أين بـعـد الـسـبـطِ مفتقدٌ      فيكون عضـبَ حـسـامِـه أمضى

قالوا: الحسين لأجلِكمْ كرماً      شربَ الحتوفَ فقلتُ: لا أرضى (3)

الشاعر

الشيخ صالح بن مهدي بن حمزة، شاعر فذ، ولد في الحلة، ولقب بالكواز لمهنته ومهنة أبيه وهي بيع الأواني الخزفية والكيزان (4) ويرجع نسبه إلى قبيلة (الخضيرات) إحدى عشائر شمَّر المعروفة في الحلة، وأمه من أسرة آل العذاري المعروفة بالفضل والأدب (5)

كان جو الحلة في ذلك الوقت يعجّ بالمنتديات الثقافية التي كان يرتادها فحول الشعراء، وكان أبرز هذه المنتديات هي مجلس آل القزويني، ومجلس آل سليمان، فكان لها الاثر الكبير في نفسه إضافة لكثرة المآتم الحسينية التي كانت تقام في الحلة والتي بعثت فيه الروح الملحة لقرض الشعر وتذوق لأدب حتى أصبح من الشعراء المرموقين في وسطه (6)

 وإضافة إلى هذه المنديات والمآتم فقد درس الشيخ صالح الكواز النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان على يد خاله الشيخ علي العذاري، والشيخ حسن الفلوجي، والسيد مهدي السيد داود، وتخرّج في الفقه وعلوم الدين على يد العلامة الكبير السيد مهدي القزويني. (7)

ورغم رقة حاله وشظف عيشه فإنه لم يتكسَّب بالشعر، فكان يحمل بين جنبيه نفساً أبية تفيض عفةً وشرفاً، فعاش متعففاً عمّا في أيدي الناس، قانعاً بما قدر له من الرزق، مترفّعاً عن الارتزاق بشعره، فكان لا يصوغ أفكار قصائده إلا في مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) وخاصة الإمام الحسين (عليه السلام).

ورغم أن حالته المادية كانت بائسة إلا أنه رفض جميع ما عرض عليه من قول الشعر في غير مكانه ومدح من لا يستحق, وقد روى الشيخ محمد علي اليعقوبي:

(إنه طلب منه ــ أي من الشيخ صالح الحلي ــ أحد الأثرياء من أفراد السلطة الرسمية في الحلّة أن يكتب له أبياتاً في رثاء أبيه، ويؤرّخ فيها عام وفاته، لتُنقش على صخرة تُبنى على ضريحه في مقبرة (مشهد المقدّس). ولكن الشيخ صالح رفض ذلك فعرض عليه ذلك الثري مبلغاً كبيراً من المال في ذلك الوقت وهو أربعين ليرة عثمانية لكنه بقي مصمماً على رفضه ولم تنفع وساطة البعض الذين أرسلهم الثري للشيخ صالح في العدول عن رأيه رغم إملاقه وشدة فقره). (8)

لقد كرّس الشيخ صالح شعره في مدح الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وسخّر كل إمكانياته لنشر فضائلهم وإبراز فكرهم وأخلاقهم ومظلوميتهم, كما مدح من يستحق المدح من العلماء الأعلام والفقهاء الكبار والإشادة بدورهم القيادي والتشريعي في المجتمع من الأسر العلمية الكبيرة أمثال آل القزويني في الحلة وآل كاشف الغطاء في النجف، وآل كبة في الكاظمية، وآل الرشتي في كربلاء (9)

عُرف الشيخ صالح بالنسك والورع والتقوى والصلاح، يقول عنه الشيخ علي بن الحسين العوضي الحلي في مجموعته:

(كان على ما فيه من الظرف ناسكاً ورعاً متهجّداً يحيي أكثر لياليه بالعبادة طابق اسمه مسماه لطيف المحاضرة حاضر الجواب سريع البديهة لطيفاً في كل فصل وباب كان يسكن محلة (التعيس) إحدى محلات الحلة الشمالية ـ ويقيم صلاة الجماعة في أحد مساجد الجباويين بالقرب من مرقد أبي الفضائل ابن طاووس وللناس أتم وثوق في الإئتمام به) (10).

ويشير الشاعر الكبير السيد حيدر الحلي إلى ذلك في رثائه للشيخ صالح بقوله:

ثكلُ أمِّ القريــــضِ فيكَ عظيمُ     ولأمِّ الصـــــلاحِ أعظمُ ثكلا

قد لعمري أفنيتَ عمركَ نُسكاً     وسلختَ الزمانَ فرضاً ونفلا

وطويتَ الايَّــــامَ صبراً عليها     فتساوتْ عليـكَ حَزناً وسَهلا

طـالـمـا وجـهـكَ الـكريمُ على      الله به قُـوبـلَ الـحـيا فاستهلّا

كما يدلنا الشاعر الشيخ محمد الملا في مرثيته له على تعلقه بالعبادة وملازمته لمسجده:

ذهبَ الـردى منه بـنـفـسٍ مـكرمِ     ومـنّـزهٍ عـن ريــبـةٍ وريـاءِ

يبكيكَ مسجدكَ الذي هوَ لم يزلْ      لكَ في صلاةٍ مزهراً ودعاءِ (11)

لقد كان الشيخ صالح الكواز في طليعة الساحتين الدينية والأدبية فكان إلى جانب عبادته ونسكه وتفقهه يمتلك شاعرية كبيرة يُشار إليها بالبنان, وكانت له مكانة كبيرة بين شعراء عصره, وليس أدل على ذلك من قول السيد حيدر الحلي عنه عندما صدّر إحدى قصائده:

(أطول الشعراء باعاً في الشعر، وأثقبهم فكراً في انتقاء لآلئ النظم والنثر، خطيب مجمعة الأدباء، والمُشار إليه بالتفضيل على سائر الشعراء). (12)

ويقول عنه في موضع آخر:

(فريد الدهر وواحد العصر الذي سجدت لعظيم بلاغته جباه أقلامه, واعترفت بفصاحته فضلاء عصره وأيامه, وفاق بترصيع نظامه وتطريز كلامه أرباب الأدب من ذوي الرتب, ومن رأيه في النظم على كل رأي أديب راجح الشيخ صالح الحلي). (13)

وقال عنه السيد جواد شبر: (كان على جانب عظيم من الفضل والتضلع في علمي النحو والأدب بخلاف أخيه الأصغر الشيخ حمادي الكواز الذي كان أمياً والذي كان ينظم على الذوق والسليقة، أما الشيخ صالح فمن عدة نواحي كان يمتاز على أقرانه وأدباء عصره..) (14)

وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان يعد في طليعة أفاضل الفيحاء في عصره) (15)

وقال عنه الخاقاني: (شاعر في الرعيل الأول من شعراء الفيحاء، ومن المرموقين في وسطه الذي عاش فيه) (16)

وقال عنه الدكتور سعد الحداد: (أديب كبير وناسك ورع وشاعر من الرعيل المتقدم في عصره له مقام مرموق بين أعلام الأدب ورجال الدين حتى وصف بغذاء المجالس ومتعتها، وكان ظريفا فكها إلى جانب تقواه وورعه ..) (17)

لقد كان الكوّاز مسكوناً بالإلهام وكان يعيش ما يمكن أن يُسمى بالحالة الشعرية الدائمة فتراه يتفجّر الشعر من بين جوانحه وتتأجج مشاعره لتنصهر قصائد مشبوبة بأحاسيس مرهفة فذاع شعره وتناقله المنشدون والخطباء في المحافل الحسينية وقد امتاز شعره على شعر غيره ممن عاصر أو تقدّم عليه أو حتى على من تأخر عنه بما اكتسبه من تجربته الشعرية فكان شعره يفيض عذوبة وروعة وخاصة قصائده التي قالها في واقعة الطف وكان إلى جانب شاعريته ملمّاً بالتاريخ الإسلامي وقصص القرآن الكريم وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) فكانت قصائده لا تخلو من التلميح والإشارة والاستعارة من الآيات القرآنية والقصص النبوية ليتخلص منها إلى ذكر فاجعة الطف.

يقول الباحث الدكتور علي كاظم المصلاوي: (مثَّلت (علويات) الشيخ صالح الكواز الحلي، وهي قصائده في رثاء الحسين بن علي، وبقيَّة الشهداء(عليهم السلام) منعطفاً مهماً في توظيف الشاعر لآي القرآن الكريم بما يجلب انتباه المتلقي، ويثير فيه الإعجاب والتأمل، فقد كانت القرآنية مهيمنة على نصوصه، مستغلاً إياها في تشكيل صوره، وتحريكها بفعالية عالية، فهو يربط بين النصوص القرآنية أحداثاً وشخوصاً وقصصاً، وما جرى في واقعة الطف الأليمة، وهذه السمة وما شابهها من التضمينات الأخرى رصدها جامع ديوانه الشيخ محمد علي اليعقوبي، حين وصفه بقوله:

نجده يمتاز على شعر غيره ممن عاصره أو تقدَّم عليه أو تأخر عنه فيما أودعه من التلميح بل التصريح على الأغلب إلى حوادث تاريخية وقصص نبويَّة وأمثال سائرة ليتخلَّص منها إلى فاجعة الطف مما يحوج القارئ إلى الإلمام بكثير من القضايا والوقائع ومراجعة الكتب التاريخية). (18)

وقد سُئل الشاعر الكربلائي الكبير الحاج جواد بدقت وكان معاصراً للكواز عن أشعر من رثى الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: أشعرهم من شبّه الحسين (عليه السلام) بِنَبِيَيْن من أولي العزم في بيت واحد وهو الشيخ صالح الكواز بقوله:

كأن جسمَكَ موسى مذ هوى صَعِقا     وإن رأسَك روحُ اللهِ مُذْ رُفعا (19)

ويدلنا هذا القول والشهادة من شاعر كبير على شهرة الكواز وذيوع صيته بعد أن تناقل الشعراء والخطباء قصائده.

ويروى إنه حين كتب نونيته العصماء التي رثى بها سيد الشهداء (عليهم السلام) وأهل بيته وأصحابه ومطلعها:

هـلْ بـعـدَ مـوقــفِـنـا علــى بيرينِ     أحيا بطـــــرفٍ بالدموعِ ضنينِ

عارضها جماعة كثيرة من مشاهير شعراء عصره وزناً ورويّاً وفي مقدمتهم الشاعر السيد حيدر الحلي، والشاعر حسن قفطان، والشاعر محسن أبو الحب خطيب كربلاء، والشاعر جواد بدقت الحائري، والشاعر عبد الحسين شكر النجفي، وهذه المعارضة لقصيدته من قبل هؤلاء الشعراء الكبار تدل ـ بلا شك ـ على شاعرية كبيرة ومكانة عالية في سماء الأدب. (20)

يقول الخاقاني: (له مقام كبير بين رجال الدين وأعلام الأدب وقد كان غذاء المجالس ومتعتها، ولتقواه رغب جماهة أن يأتموا به في صلاتهم فكان يصلي في مسجد بمحلة (التعيس) في الوقت الذي لم يبارح بيع الأواني الخزفية.

وكان إلى جانب تقواه وصلاحه ظريفا فكها شأن أكثر أعلام الدين والشعر في عصره...) (21)

توفي الكواز في الحلة ودفن في النجف الأشرف (22)

ديوانه وشعره

قال اليعقوبي: (قيل إن ولد المترجم، عبد الله جمع المختارات من شعر والده في ديوان ورتبه على الحروف الهجائية، ثم استعير منه ولم يعد إليه، وعلى أية حال فقد ضاع ذلك الديوان المجموع مع ما ضاع من النفائس الشعرية والأدبية في ذلك العهد..

ثم يقول: وقد بذلت من الجهد الشيء الكثير لجمع ما تيسر لي جمعه من شعره منذ أمد بعيد من شتى المصادر والمجاميع المخطوطة التي تضمها مكتبتنا والتي عثرت عليها في مكتبات النجف والحلة وكربلاء وبغداد، وكان ثمرة تلك الجهود التي بذلناها هذا الديوان الذي يضم حوالي (1500) بيت...) (23)

أبرز شعر الكواز هي العلويات في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وإليها أشار السيد حي الحلي في القصيدة التي رثاه بها بقوله:

ولـكَ السائراتُ شرقاً وغرباً     جِئـنَ بعداً ففقنَ ما جاءَ قبلا

كنتَ أخلصتَ نيَّةَ القولِ فيها     فجزاكَ الحسينُ عنهنَّ فعلا

فهيَ الـصالحـاتُ بعدكَ تبقى     بـلسانِ الزمانِ للحشرِ تُتلى (24)

وتبدأ هذه (العلويات) بقصيدته الهمزية التي قدمناها وتبلغ (42) بيتاً، يقول منها:

بــــــــاسمِ الحسينِ دعا نعــاءَ نعاءِ     فــــــنعى الحيــاةَ لسائرِ الاحياءِ

وقضى الهـلاكُ على النفوسِ وإنَّما     بقيتْ ليبقى الحـزنُ في الأحشاءِ

يومٌ بهِ الأحــــزانُ مازجتِ الـحشا     مثلَ امـــتزاجِ الـمـاءِ بالصهبـاءِ

لـمْ أنـسَ إذ تركَ الــــــمدينةَ وارداً     لا مـاءَ مــــديــنَ بل نجيعَ دماءِ

قـد كان مـوسى والمنيَّـــــةُ إذ دنت     جـاءته ماشــــيـةً على استحياءِ

ولـه تـــــــــــجلّى اللهُ جـلَّ جـلالُـه     في طورِ وادي الطفِّ لا سيناءِ

وهـناكَ خرَّ وكـــــلُّ عضوٍ قد غدا     منه الكليـمُ مكلّـــــــمَ الأحـشـاءِ

يا أيّهـا النبـأ الـعظــــــــيمُ إليكَ في     إبناكَ منـى أعـظـــــــمُ الأنبـاءِ

إنَّ اللذيـنَ تـسرَّعـــــــا يـقيانـك الـ     أرماحَ في صفّينَ بـالــــهيجـاءِ

فأخـذتَ فـي عضديهمـــــا تثنيهما     عمَّـا أمامـكَ مِـن عظيــــمِ بلاءِ

ذا قـاذفٌ كـبــِدأ لـه قـطـــــعـاً وذا     في (كربلاءَ) مقطّعُ الأعــضاءِ

ملقىً على وجهِ الصعيدِ مُــــجرَّداً     في فتيةٍ بـيضِ الوجوهِ وِضَــاءِ

تلكَ الوجوهُ المشرقاتُ كأنّهــــا الـ     أقـمـارُ تـســبـحُ في غديرِ دماءِ

رقدوا وما مرَّت بهمْ سنةُ الكــرى     وغـفتْ جـفونــــــهمُ بلا إغـفاءِ

متوسّدين من الـصـعـيـدِ صـخورَه     مـتـمـهّدينَ خشونـــةَ الحصباءِ

مدَّثـريـنَ بـ (كربلا) سـلـبَ الــقـنا     مـزَّمـلـيـنَ على الـــرُّبى بدماءِ

خَضَبوا وما شابوا وكان خضابُهم     بـدمٍ مـن الأوداجِ لا الـــحـنّـاءِ

أطـفـالُـهـم بـلـغـوا الـحلومَ بقربِهمْ     شوقاً إلى الهيجاءِ لا الحـــسناءِ

وفي قصيدة أخرى تبلغ (48) بيتاً في رثائه (عليه السلام) يقول:

أغـابـاتُ اُســدٍ أم بـروجُ كــواكـــــبِ     أم الـطـفُّ فـيـه اسـتُشهدتْ آلُ غـالـبِ

ونشُر الخزامى سارَ تحمـله الــــصَبا     أم الطيبُ من مثوى الكرامِ الأطـائـبِ

وقـفـتُ بـها رهنَ الحوادثِ أنـــــحني     مـن الوجدِ حتى خِلتني قوسَ حـاجـبِ

تـمـثّـلـتُ فـي أكـنافِها ركـــــبَ هـاشمٍ     تـهـاوتْ إلـيـه فـيـه خـوضُ الركائـبِ

أتـوهـا وكلُّ الأرضِ ثـــــغرٌ فلمْ يكن     لـهـمْ مـلــجــأٌ إلّا حـدودَ الــقــواضـب

بـنـفـسيَ همُ مـــــن مـستميتينَ كسَّروا     جـفونَ المواضي فـي وجـوهِ الكتائبِ

فما بالُهم صـــــرعـى ومـن فـتـيـاتـهم     بـهـم قـد أحاط الـعـتبُ من كل جانبِ

تـعـاتـبـهــــــم وهـيَ الـعـلـيـمـةُ أنَّـهـم     بـريـئـون مـمـا يـقـتضي قولُ عـاتـبِ

وبـاكـيــــــةٍ حـرّى الـفـؤادِ دمـوعُــها     تَـصـعَّـدُ عـن قـلـبٍ من الوجـدِ ذائـبِ

ومـــــدَّت إلى نـحـوِ الغريينَ طرفَـها     ونـادتْ أبــاهــا خـيــرَ مـاشٍ وراكـبِ

أبـا حـــســـنٍ إن الـــذيــن نــمـاهـــمُ     أبـو طـالـبٍ بـالـطــفِّ ثـاراً لـطـالــبِ

تعاوتْ عليهم من بني صخرِ عصبةٌ     لـثـاراتِ يـومِ الـفـتـحِ حـرَّى الجوانبِ

وسـامـوهــمُ إمّــا الــحــيـــاةَ بــذلــةٍ     أو الـمـوتَ فـاخـتـاروا أعــزَّ المراتبِ

فها هُمْ على الغــــبراء مالتْ رقابُهم     ولـمّـا تـمـــلْ مـن ذلـةٍ فـي الـشواغبِ

سـجـودٌ عـلـى وجـهِ الـصـعيدِ كأنَّما     لها في محاني الطفِّ بعضُ المَحاربِ

مـعـارِضُـهـا مـخـضـوبـةٌ فـكـأنَّــهـا     مـلاغـمَ أسْـدٍ بـالــدمــاءِ خـــواضـــبِ

تُـفـجِّـرُ مـن أجـسـامِها السمرُ أعيناً     وتُــشــتــقُّ مـنـهـا أنـهـرٌ بـالــقواضبِ

ومـمَّـا عـلـيـكَ اليوم هوَّن ما جرى     ثـووا لا كـمـثـوى خائفِ الموتِ ناكبِ

أصـيـبـوا ولـكـن مُـقـبـلـين دماؤهم     تـسـيـلُ عـلـى الأقـدامِ دون الـعـراقــبِ

مـمـزَّقـةَ الأدراعِ تـلـقـا صـدورهـا     ومـحـفـوظـة مـا كـان بـيـن الـمـنـاكب (25)

ومنها في الشهيد زيد بن علي (عليه السلام) الذي تأسى بجده الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته واستشهاده:

وزيـدٌ وقـد كـان الإبــاءُ ســجـيّــةً      لآبـائِـه الـــغــرِّ الــكــرامِ الأطــائـــب

كـأن عـلـيـه ألــقـيَ الـشـبـح الـذي     تـشـكّـلَ فـيـه شـبـهُ عـيـسـى لـصـالـبِ

فـقـلْ لـلـذي أخفى عن العينِ قبرَه     مـتـى خُـفيت شمسُ الضحى بالغياهبِ

وهـل يـخـتفي قبرُ امرئٍ مكرماتُه     بـزغـنَ نـجـومـاً كـالـنـجـومِ الـثـواقـبِ

ولـو لـمْ تنمَّ الـقـومُ فـيه إلى العِدى     لـنّـمـتْ عـلـيـه واضـحـاتُ الـمـنـاقـبِ

كـأن الـسـمـا والأرضَ فـيه تنافسا     فـنـالَ الـفـضـا عـفـواً سنـيَّ الـرغائبِ

لـئـنْ ضـاقَ بطنُ الأرضِ فيهِ فإنّه     لـمَـنْ ضـاق فــي آلائــهِ كـلُّ راحــبِ

عجبتُ وما إحدى العجائبِ فاجأتْ     بـمـقـتـلِ زيـدٍ بـلْ جـمـيـعُ الـعـجـائبِ

أتـطـردُ قُـربـى أحـمـدٍ عـن مـكانِهِ     بـنـو الـوزغِ المطرودِ طردَ الغـرائبِ

وتـحـكـمُ فـي الـديـنِ الحنيفِ وإنها     لأنـصـب لـلإسـلامِ مـن كـلِّ نـاصبِ

وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (55) بيتاً فيها كثير الاستعارات القرآنية دلت على سعة اطلاعه وتعمقه بعلوم القرآن الكريم يقول:

لي حزنُ يعـــــقوبَ لا ينفكُّ ذا لهبٍ     لصرعِ نصــــبِ عـينيَ لا الـدمِ الـكـذبِ

وغلمة مـــــن بـنـي عـدنـانَ أرسلها     للـجَـدِّ والــــدُهـا فـي الـحـربِ لا اللعبِ

ومـعـــــشـرٌ راودتـهـمْ عن نفوسِهمُ     بيضُ الـــــظبا غير بيضِ الخرَّدِ العُربِ

فأنــــعموا بنفــــوسٍ لا عـديـلَ لـهـا     حـــتى لسيلتْ على الخرصانِ والقضبِ

فـانـظـر لأجـســادِهـم قد قدَّ من قُبلٍ     أعـضـاؤهـا لا إلـى الـقــمصانِ والأهبِ

كل رأى ضرَّ (أيوبٍ) فما ركضتْ     رجلٌ له غير حـوضِ الــكـوثـرِ الـعـذبِ

قامتْ لهمْ رحمةُ الباري تـمرِّضُـهمْ     جرحى فلم تـدعـهـمْ لـلـحــلفِ والغضبِ

وآنـسـينَ من الـهـيـجـاءِ نـارَ وغـىً     في جانبِ الطفِّ ترمي الشهبَ بالشهبِ

فـيـمَّـمُـوهـا وفي الأيمانِ بيضُ ظبا     ومـا لـهـم غـيـر نــصــرِ اللهِ مِـن أربِ

تـهـشّ فـيـهـا عـلـى آسـادِ مـعـركةٍ     هـشّ الـكـلـيـمِ عـلـى الأغـنـامِ لـلـعـشبِ

اذا انـتـضـوهـا بـجـمـعٍ من عدوِّهمُ     فـالـهـامُ سـاجـدةٌ مـنـهـا عـلـى الـتـربِ

ومـولـجـيـنَ نـهـارَ الـمـشـرفـيةِ في     لـيـلِ الـعـجـاجـةِ يـومَ الـروعِ والرهبِ

ورازقي الطيرَ ما شاءت قواضبُهم     مـن كـلِّ شـلـوٍ مـن الأعـداءِ مُـقتضب

ومـبـتـلـيـن بـنــهــرٍ مـا لـطـاعـمـهِ     مـن الـشـهـادةِ غـيـر الـبـعـد والـحجب

فـلـن تـبــلَّ ولا فـي غِــرفــةٍ أبـــداً     مـنـه غـلـيـلَ فـؤادٍ بـالـظـمـا عــطــب

 

حـتـى قـضـوا فــغــدا كل بمـصرعِـهِ     (سكــينة) وسـطَ (تابوتٍ) من الكثبِ

فـلـيـبـكِ (طـالوت) حـزنـاً للبـقيةِ مـن     قـد نـالَ (داودَ) فـيهِ أعظــمُ الـغـلـبِ

أضـحـى وكـانتْ لـه الأمـلاكُ حـاملةً     مـقـيَّـداً فـوقَ مـهـــزولٍ بـلا قــتــبِ

يرنو إلى (الـناشراتِ) الدمـعِ طـاوية     أضلاعــهنَّ على جـمـرٍ مـن الـنوبِ

و(العادياتُ) من الفسطاطِ (ضابحة)     و(الموريـاتُ) زنادَ الـحزنِ في لهبِ

و(المرسلاتُ) مــن الأجفانِ عبرتها     و(النازعــــاتُ) بروداً فـي يدِ السلبِ

و(الـذاريـاتُ) تـرابـاً فـوق أرؤسِـها     حـزنـاً لـكـلِّ صـريـعٍ بـالـعـرا تَـرِبِ

 وربَّ مرضـــــعةٍ منهنَّ قد نظرت     رضيعُها فاحصَ الرجلينِ في التربِ

تـشـوطُ عنــــــــهُ وتـأتـيـهِ مـكـابـدةً     مـن حــالـهِ وظـمـاها أعـظـمُ الكربِ

فـقـل (بـهـاجرَ) (إسماعيلُ) أحزنها     مـتـى تـشـطُّ عـنـهُ حـــرُّ الظما تؤبِ

ومـا حـكـتـــها ولا (أُمّ الكليمِ) أسىً     غـداة فـي الـيــمّ ألـقـتـهُ مـن الـطـلبِ

هذي إليها ابـنها قـد عـادَ مُـرتضعاً     وهـذه فـي سـقـي بـالـبـاردِ الــعــذبِ

وأرؤسٌ سـائـراتٌ بـالـرمـاحِ رمى     مـسـيـرهـا عـلـمـاءُ الـنـجـمِ بـالـعطبِ

تـرى نـجـومـاً لـدى الآفـاقِ سائرةً     غـيـر الـتـي عـهـدتْ بـالسبعةِ الشهبِ

كـواكـبٌ فـي سـمـا الـهـيجاءِ ثابتةً     سـارتْ ولـكـن بـأطـرافِ القنا السلبِ (26)

وقال:

يا بنَ بنتِ الـــــنبيِّ عذراً فإني     قد رأيتُ الـــــــــــــحياةَ بعدَكَ ذنبا

مَن تـــــــــراهُ أشدُّ منّي وقاحا     جــــــــــــعلَ الصبرَ بـعدَ قتلِكَ دأبا

فــــــــكأني لم يأتني خبرُ الطـ     ـفِّ أو اني استسهلتُ ما كانَ صعبا

أينَ حبّي إن لم أمتْ لكَ حزناً     أين حزني إن لم أمتْ لـــــــــكَ حبا (27)

وقال من قصيدته العينية التي تبلغ (70) بيتاً وقد قدمناها

كـفـى بـيـومِـكَ حُـزنـاً أنـه بَـكـيـــت     لـه الـنـبـيـونَ قـدمــاً قـــبـل أن يـقِـعـا

بـكــــــاكَ آدمُ حـزنـــاً يـوم تــوبـتِـه     وكـنـتَ نـوراً بسـاقِ العرشِ قد سطعا

ونوحُ أبـكـيـــتـه شـجـواً وقــلّ بـأن     يـبـكـي بـدمـــعٍ حـكـى طـوفـــانَه دفعا

ونـارُ فـقـدِكَ فـي قلــبِ الخــليلِ بها     نـيـرانُ نمــــــرودَ عـنـه اللهُ قـد دفـعـا

كـلـمّـتَ قـلـبَ كلـيمِ اللهِ فانـبـجـستْ     عـيـنــاه دمـعـاً, دمـاً كـالـغيثِ مُنهمعاً

ولـو رآكَ بـأرضِ الـطــفِّ مُـنفرداً     عـيسـى لمـا اخـتـارَ أن ينـجو ويرتفعا

ولا أحـب حـيـاةً بــعـد فـــقـــدِكـــمُ     ومـا أرادَ بـغـيـرِ الـطـفِّ مـضـطـجـعا

ومنها:

عُجْ بالمدينةِ واصرخْ في شوارعِها     بصرخةٍ تملأ الـدنـيـا بـهـا جـزعــا

نادِ الذينَ إذا نـادى الصريـــــخُ بهم     لبّوه قبلَ الصـدى من صوتِهِ رجعا

يكـادُ يـنـفـذُ قـبـل الـقـصـدِ فـعـلـهـمُ     لـنـصـرِ مـن لـهـمُ مـسـتـنجداً فزعا

فلتـلطمُ الخيــــلُ خدُّ الأرضِ عاديةً     فـإنَّ خـدَّ حـسـيـنٍ لـلـثـرى ضـرعاً

ولتملأ الأرضَ نعياً فـي صوارِمكم     فـإنَّ ناعي حسينٍ في السـمـاءِ نعى

ولتذهلَ الـيـومَ مـنـكـمْ كلُّ مرضعةٍ     فـطـفـلــه مـن دمـا أوداجِـهِ رُضـعا

وقال من حسينية تبلغ من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:

لـو ان رسـولَ اللهِ يَـبـعـثُ نــظــرةً     لرُدّت إلى إنـسـانِ عـينِ مُؤرقِ

وهـانَ عـلــيــه يـوم حـمـزةَ عـمِّـه     بيومِ حسـيـنٍ وهوَ أعظمُ ما لقي

ونالَ شـجـىً من زينبٍ لم ينله من     صـفـيّـة إذ جاءت بدمعٍ مرقرقِ

فكمْ بينَ مَن للخدرِ عادتْ مصونةٌ     ومَنْ سيَّروها في الـسـبـايا لجُلّق

وليتَ الذي أحنى عـلى ولدِ جعفرٍ     بـرقــةِ أحــشــاءٍ ودمــعٍ مــدفَّـقِ

يرى بين أيدي القومَ أبناءَ سـبـطِه     سبـايا تهادى من شقيٍّ إلي شقي

وريَّـانـة الأجـفـانِ حـرَّانةَ الحشى     ففي محرقٍ قامتْ تنوحُ ومُغرقِ (28)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (10) أبيات:

إذا أنا لا أبـــــــــــــكي لمثلكَ حقَّ لي      بكائي على أني لمثلكَ لا أبــــــــــــــكي

وكيفَ يُصانُ الدمعُ مِن بعدما اجتروا     على حرماتِ اللَهِ أعـــــــــــــداكَ بالهتكِ

أأنسى دموعاً أو دمــــــــــــاءً تجاريا     مِن الآلِ يـــــــومَ الطفِّ بالسفحِ والسفكِ

بنفسي ملوكَ العزِّ كافحتِ الـــــــعدى     على العدلِ ما بينَ الورى لا على الملكِ

إلى أن مضوا صـــــرعى فميَّزَ قتلهم     إلى الـــــــــناسِ ما بينَ الهدايةِ والشركِ

كفى حزناً أن المحاريــــــــبَ أظلمتْ     غــــداةَ توارى في الثرى كوكبُ النسكِ (29)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (74) بيتاً:

لكَ اللّه مقـتولاً بقتلى لك الــهدى     أبــاح قـديــما قـتـلها وقـــــــتالها

فليت رمـاحاً شجَّرتكَ صدورُها     تلقيتُ في أحشاءِ صدري طوالها

ولـيـتَ قـسياً قـد رمـتكَ سهامُها     يُـقاسي فـؤادي فـي فـــداكَ نبالها

وبيـضُ صـفاحٍ صافحتكَ فليتني     وقــيـتكها فـي صـفحتيَّ صـقالها

وأعظم ما يرمي القلوبَ بمحرقٍ     وتهمي له سحبُ الجفونِ سجالها

عـقائلكم تـسري بـهنَّ الى العدى     نـجـائبُ أنـساها الـمسيرُ عـقالها (30)

وقال من أخرى تبلغ (59) بيتاً

أسـفروا للقا وللنقـــــــــــــــــــعِ ليلٌ     كان للشمسِ مِـن دجـاهُ لثـــاما

وجــلـوهُ بـأوجـــــــــــــــــــهٍ تتمنّى     نـيـراتُ الـسما لـهنَّ الـتثــــاما

وتـعاطوا لدى الوغــــى كأسَ حتفٍ     كـمعاطاةِ مَـن تـعاطى الـمُداما

واحـتسوهُ كـــــــي لا يُساموا بضيمٍ     وأخـو الـعزّ ذلـةً لـن يُـــــساما

وثووا في الرغامِ صرعى فأضحتْ     تـتمنّى الـسما تـكونُ الــرغاما

وعـدا الـسبطُ للعـــــدى فوقَ طرفٍ     خِيلَ صقراً على الحمائمِ حاما (31)

وقال من قصيدته النونية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (54) بيتاً:

وأنا الـذي لـم أجـــزعـنْ لــرزيــةٍ     لـولا رزايـاكـمْ بــنــي يــاســيــنِ

تـلـكَ الـرزايـا الـبـاعثاتُ لمهـجتي     مـا لـيـسَ يـبـعـثـه لـظـى سـجّـينِ

كـيـفَ الـعـزاءُ لهـا وكـلُّ عــشـيّـةٍ     دمـكـمْ بـجـمـرتِـها السماءُ تُريني

والبرقُ يذكرني ومـيـضَ صـوارمٌ     أردتـكـمُ فـي كــفِّ كـلِّ لــعــيــنِ

والرعدُ يُعربُ عن حنينِ نـسـائِـكمْ     فـي كـلِّ لـحـنٍ لـلـشـجـونِ مـبينِ

يـنـدبـنَ قـوماً مـا هـتـفـنَ بـذكـرِهم     إلا تـضـعـضـعَ كـلّ لـيثِ عرينِ

الـسـالـبـيـنَ الـنــفـسَ أوّلَ ضـربـةٍ     والـمـلـبـسـيـنَ الموتَ كـلَّ طعينِ

لا عيبَ فيهم غير قـبـضِـهـمُ اللوى     عندَ اشتباكِ السمرِ قبضَ ضنينِ

سـلـكـوا بــحــاراً مـن دمـاءِ أمـيـةٍ     بـظـهـورِ خـيـلٍ لا بـطـونَ سفينِ

لو كـل طـعـنـة فـارسٍ بــأكــفِّــهـم     لـم يُـخـلـقُ الـمـسـبـارُ للـمطعونِ

حتى إذا الـتـقـمـتهمُ حـوتُ القـضـا     وهـيَ الأمـانـي دونَ كــلِّ أمـيـنِ

نـبـذتـهـمُ الـهـيـجـاءُ فوقَ تِـلاعِــها     كـالـنـونِ يَـنـبـذُ بالعرى ذا النونِ

فـتـخـالَ كـلاً ثــمّ يــونـسَ فــــوقـه     شـجـرُ الـقـنـا بـدلاً عـن اليقطينِ

خـذ فـي ثـنـائِهمُ الـجـميـلِ مُـقرِّضاً     فـالـقـومُ قـد جـلّـوا عـن الـتـأبينِ

همْ أفضلُ الشهداءِ والقتلى الأولـى      مُـدحـوا بـوحي في الكتابِ مبينِ

لـيـتَ الـمواكب والوصيُّ زعيمُـها     وقـفـوا كـمـوقفِـهـم عـلى صفينِ

بالطفِّ كي يروا الأولى فوق القـنا     رفـعـتْ مـصـاحِـفها اتقاءَ منونِ

جعلتْ رؤوسَ بني الـنـبيِّ مـكانـها     وشـفـتْ قـديـمَ لـواعجٍ وضغونِ

وتـتـبّـعـتْ أشـقـى ثـمـودَ وتـــبَّـــعٍ     وبـنـتْ عـلـى تــأسيسِ كلِّ لعينِ

الـواثـبـــــيــنَ لـظـلـمِ آلِ مــحــمــدٍ     ومـحـمـدٌ مــلـــقىً بلا تـكـفـيـنِ

ومجمعي حـــطبٍ على البيتِ الذي     لمْ يـسـتـقـمْ لـــولاهُ أمـرُ الديـنِ

والـداخـلـيـنَ عــــلـى البتولةِ دارَها     والـمسقـطينَ لهــا أعزَّ جـنـيـنِ

والـقـائـــلــيـنَ لـــفـاطـمٍ آذيــــتــنــا     من طـولِ نـوحٍ دائـــمٍ وحـنينِ

والـقـاطـعـيـنَ أراكـةً كيْ مـــــا تقيـ     ـلَ بظلِّ أوراقٍ لـها وغـصونِ

والـقــــائـديـنَ إمـامــهــم بــنـجــادِه     والـطـــهرُ تدعو خلفَهم برنينِ

خـــلّوا ابن عـمّي او لأكشف للدعا     رأســـي وأشكـو للإلهِ شجوني

ما كـــــان نـاقـة صـالـحٍ وفـصـيلها     بـــالـفـضـلِ عـندَ اللهِ إلّا دوني (32)

توفي الشيخ صالح عن (57) عاما في الحلة ودفن في النجف الأشرف وأقيمت له مجالس العزاء والفاتحة من قبل العلامة الكبير مهدي القزويني وقد رثاه نخبة من شعراء عصره.

 ............................................................

1 ــ ديوان الشيخ صالح الكواز الحلي ــ عني بجمعه وترجمة أعلامه وسرد الحوادث التاريخية المذكورة فيه: محمد علي اليعقوبي عميد جمعية الرابطة الأدبية في النجف الأشرف ــ مطبعة النجف ــ النجف الأشرف 1384 هـ ص 17 ــ 19

2 ــ نفس المصدر ص 29 ــ 33

3 ــ نفس المصدر ص 28 ــ 29

4 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 64

5 ــ مقدمة الديوان ص 4

6 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 64

7 ــ نفس المصدر ج 3 ص 65

8 ــ مقدمة الديوان ص 5

9 ــ نفس المصدر والصفحة

10 ــ نفس المصدر ص 5 ــ 6

11 ــ نفس المصدر ص 6

12 ــ نفس المصدر ص 7 / البابليات ج 2 ص 91

13 ــ نفس المصدر والصفحة

14 ــ أدب الطف ج 7 ص 215

15 ــ البابليات ج 2 ص 88

16 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 64

17 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 201

18 ــ بحث تحت عنوان (القرآنية في علويَّات الشيخ صالح الكوَّاز الحلي) نشر في مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 6 بتاريخ 17 / 5 / 2008

19 ــ مقدمة الديوان ص 8

20 ــ نفس المصدر ص 10 ــ 11

21 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 65

22 ــ نفس لمصدر ص 72

23 ــ مقدمة الديوان ص 13 ــ 14

24 ــ نفس المصدر ص 15

25 ــ نفس المصدر ص 20 ــ 24

26 ــ نفس المصدر ص 24 ــ 27

27 ــ نفس المصدر ص 27

28 ــ نفس المصدر ص 34 ــ 36

29 ــ نفس المصدر ص 37

30 ــ نفس المصدر ص 37 ــ 41

31 ــ نفس المصدر ص 42 ــ 45

32 ــ نفس المصدر ص 45 ــ 48

كما ترجم للشاعر:

الشيخ علي كاشف الغطاء / الحصون المنيعة ج 9 ص 314

الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 258 ــ 275

الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 1 ص 376

الدكتور محمد مهدي البصير / نهضة العراق الأدبية ص 92 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار